أمريكا

الرعب الأميركي من غزو «التنين» للفضاء

استطاعت الصين أن تصنع التاريخ، أن تكون ثالث دولة في التاريخ ترسل رواداً إلى الفضاء وتبني محطة فضائية، بعد الاتحاد السوفياتي (روسيا حالياً) والولايات المتحدة، وهي تستعد لإرسال مركبة مأهولة بالبشر إلى القمر.

حذر موقع “معهد غيتستون” الأميركي للأبحاث من تنامي قدرات الصين في غزو الفضاء، لافتاً إلى أن هدفها تحقيق الهيمنة العسكرية عليه، بعدما أدركت الأفضلية التي منحتها الأنظمة الفضائية للولايات المتحدة في العمليات القتالية بالعراق وأفغانستان والاستخباراتية بأوكرانيا. تسعى بكين من خلال برنامجها الفضائي وشبكة “بيدو” للأقمار الصناعية أن تعادل “أعين وآذان” واشنطن في السماء، لذلك يرى المحلل الاستراتيجي الأميركي لورانس فرانكلين أن العالم على أبواب فصل جديد من “حرب النجوم” بين القوتين العظميين خلال الحرب الباردة، على نحو أشد شراسة وندية: تقدم تكنولوجي مذهل أو سماوات تقصف ناراً!

الأسطورة الصينية

الأسبوع الماضي، أطلقت الصين مركبة “تشانغ آه-6” لجمع عينات من تربة الجانب المظلم من القمر. تقول الأسطورة الصينية إن “تشانغ آ” كانت زوجة لرامي السهام “خو إي” الذي أنقذ البشرية من كارثة كادت تفني الحياة على كوكبنا الأرض. كانت عشر شموس في السماء ترسل حرارتها فتؤذي الكوكب، فأسقط “خو إي” تسعاً منها، وأبقى على العاشرة كي ننعم بدفئها ونورها. منحته الآلهة “إكسير الحياة” تقديراً لعمله، فخبأه مع زوجته الجميلة “تشانغ آ” التي شربت الإكسير، عندما هددها خصوم زوجها الأشرار بالقتل، إن لم تمنحهم الإكسير… أما “الجانب المظلم” من القمر فهو لا يفتقر إلى ضوء الشمس، لكنه لا يزال مجهولاً للبشر، لا يمكن التقاط صور تضاريسه الغامضة إلا عبر المجسات الفضائية.

ما تفعله بكين إنجاز تاريخي مذهل، ضمن برنامجها الفضائي لغزو القمر وهبوط رواد فضاء صينيين على سطحه بحلول 2030، أيضاً بناء محطة أبحاث متكاملة بالقرب من قطبه الجنوبي.

عندما أطلق الاتحاد السوفياتي السابق أول قمر اصطناعي (“سبوتنيك”) إلى الفضاء عام 1957، أعلن الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أن بلاده ستلحق بالركب وتطلق قمرها الخاص، وبالفعل أطلقت بكين أول قمر اصطناعي لها “دونغ فانغ هونغ 1” (الشرق الأحمر-1)، وهو اسم أغنية تمدح كلماتها ماو، من ساعتها والصين تلهث لغزو الفضاء. يتضمن البرنامج الفضائي الصيني أربع مراحل منفصلة: مشاهدة الجانب البعيد من القمر، التغطية الشاملة لسطح القمر، التقاط صور ثلاثية الأبعاد لأشكاله وهياكله الجيولوجية، استكشاف خصائص تربته وتحليل العناصر الكيميائية ومعرفة مدى وفرتها، قياس وجود “الهيليوم-3” لتغذية مفاعلات الاندماج النووي المستقبلية؛ وحل مشكلة مصادر الطاقة في الأرض.

“الهيليوم-3”

أكد الأكاديمي يه بيه جيان، المشرف العام على سلسلة الأقمار الصناعية “تشانغ أو” أن هناك أكثر من مئة نوع من المعادن على القمر، منها خمسة أنواع غير موجودة بالكرة الأرضية. وأضاف: |”في المستقبل سنعتمد على الشمس والاندماج النووي في تطوير الطاقة، فإذا نجح الإنسان في استخدام “الهيليوم 3″ الموجود على القمر، سيكون ممكناً تزويد كوكب الأرض بالكهرباء لمدة 500 سنة على الأقل. كما أن استكشاف القمر حلقة مهمة لحل أسرار نشأة الحياة وتحولاتها في المجموعة الشمسية، وتوسيع مجال وجود البشرية”.

يجسد استكشاف القمر “القوة الشاملة” للصين، يرفع مكانتها دولياً، ويعزز تضامن شعبها؛ طموحات العملاق الأصفر لا تنتهي عند حد، يظهر التقدم السريع لبرنامج الصين الفضائي براعتها التكنولوجية وتفوقها العلمي وتقدمها الاقتصادي والمعرفي، ما يعزز مكانتها لاعباً أساسياً في سباق الفضاء العالمي. سباق فريد لا يدخله إلا لاعبون قلائل، يشكلون نادي النخبة الدولية، الولايات المتحدة وروسيا والهند وفرنسا واليابان، بالإضافة إلى الصين.

وهذا أمر لا يأتي عفواً، بل نتيجة تخطيط دقيق ودأب حثيث واحترام لقيمة العلم والتعليم والرغبة العارمة في حيازة التقنيات الراقية، بوصفها الحد الفاصل بين التخلف والتقدم. يسهم المشروع الفضائي في تطوير العلوم والتكنولوجيا العالية والنهوض الاقتصادي.

عندما أطلق الاتحاد السوفياتي السابق أول قمر اصطناعي (“سبوتنيك”) إلى الفضاء عام 1957، أعلن الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أن بلاده ستلحق بالركب وتطلق قمرها الخاص، وبالفعل أطلقت بكين أول قمر اصطناعي لها “دونغ فانغ هونغ 1” (الشرق الأحمر-1)، وهو اسم أغنية تمدح كلماتها ماو، من ساعتها والصين تلهث لغزو الفضاء. يتضمن البرنامج الفضائي الصيني أربع مراحل منفصلة: مشاهدة الجانب البعيد من القمر، التغطية الشاملة لسطح القمر، التقاط صور ثلاثية الأبعاد لأشكاله وهياكله الجيولوجية، استكشاف خصائص تربته وتحليل العناصر الكيميائية ومعرفة مدى وفرتها، قياس وجود “الهيليوم-3″ لتغذية مفاعلات الاندماج النووي المستقبلية؛ وحل مشكلة مصادر الطاقة في الأرض.

الهيليوم-3”

أكد الأكاديمي يه بيه جيان، المشرف العام على سلسلة الأقمار الصناعية “تشانغ أو” أن هناك أكثر من مئة نوع من المعادن على القمر، منها خمسة أنواع غير موجودة بالكرة الأرضية. وأضاف: |”في المستقبل سنعتمد على الشمس والاندماج النووي في تطوير الطاقة، فإذا نجح الإنسان في استخدام “الهيليوم 3″ الموجود على القمر، سيكون ممكناً تزويد كوكب الأرض بالكهرباء لمدة 500 سنة على الأقل. كما أن استكشاف القمر حلقة مهمة لحل أسرار نشأة الحياة وتحولاتها في المجموعة الشمسية، وتوسيع مجال وجود البشرية”.

يجسد استكشاف القمر “القوة الشاملة” للصين، يرفع مكانتها دولياً، ويعزز تضامن شعبها؛ طموحات العملاق الأصفر لا تنتهي عند حد، يظهر التقدم السريع لبرنامج الصين الفضائي براعتها التكنولوجية وتفوقها العلمي وتقدمها الاقتصادي والمعرفي، ما يعزز مكانتها لاعباً أساسياً في سباق الفضاء العالمي. سباق فريد لا يدخله إلا لاعبون قلائل، يشكلون نادي النخبة الدولية، الولايات المتحدة وروسيا والهند وفرنسا واليابان، بالإضافة إلى الصين.

وهذا أمر لا يأتي عفواً، بل نتيجة تخطيط دقيق ودأب حثيث واحترام لقيمة العلم والتعليم والرغبة العارمة في حيازة التقنيات الراقية، بوصفها الحد الفاصل بين التخلف والتقدم. يسهم المشروع الفضائي في تطوير العلوم والتكنولوجيا العالية والنهوض الاقتصادي.

استطاعت الصين أن تصنع التاريخ، أن تكون ثالث دولة في التاريخ ترسل رواداً إلى الفضاء وتبني محطة فضائية، بعد الاتحاد السوفياتي (روسيا حالياً) والولايات المتحدة، وهي تستعد لإرسال مركبة مأهولة بالبشر إلى القمر، نهاية العقد الحالي. يرى يانغ لي وي، نائب كبير مهندسي برنامج الفضاء الصيني، أن الهبوط المأهول على سطح القمر، ليس نهاية المطاف، القمر محطة عبور، في المستقبل سيذهب رواد الفضاء إلى مدى أبعد؛ بغية استخدام الموارد الفضائية لخدمة البشرية.

القلق الأميركي

التقدم السريع لبرنامج الفضاء الصيني يثير قلق أميركا. أطلق هبوط المركبة الفضائية الصينية على القمر أجراس الإنذار في واشنطن. ينخرط الجانبان في سباق محموم لإرسال البشر إلى الفضاء واستكشافه والسيطرة عليه. القمر ساحة تدريب من أجل البعثات إلى المريخ، نسخة جديدة من “حرب النجوم” بين أميركا والاتحاد السوفياتي سابقاً، لتحديد هوية القوة العظمى التي تهيمن على المستقبل.

في نيسان (أبريل) الماضي، أكد رئيس وكالة “ناسا” بيل نيلسون أن الولايات المتحدة تخوض “سباقاً” مع بكين، قال أمام إحدى لجان الكونغرس: جزء كبير من البرنامج الفضائي الصيني عسكري الطابع، من أجل الوصول إلى التكافؤ في الفضاء مع الولايات المتحدة بحلول 2030. يقدر أحد التقييمات أن 84 في المئة من عمليات الإطلاق الصينية إلى الفضاء ذات طابع عسكري، حتى تصبح قوة مسيطرة، وحذر من أن الصين تمتلك مشروعاً آخر مضاداً للأقمار الصناعية، قمراً يحتوي على خطاف مصمم للإمساك بأقمار أميركية حال نشوب حرب بين الدولتين. في الوقت نفسه ترى وزارة الدفاع الأميركية أن الصين ستتجاوز القدرات الأميركية في الفضاء بحلول عام 2045، وذهب المحلل الأميركي لورانس فرانكلين إلى أن بكين تسعى لتوظيف أنظمتها الفضائية؛ للفوز في أي حرب محتملة ضد واشنطن، في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، كما أن الفوز بحرب الفضاء ضمانة أكيدة للفوز بمقعد القوة العظمي المهيمنة عالمياً.

فرانكلين دعا الإدارة الأميركية إلى زيادة الميزانية الدفاعية وأن تنشر أسلحة في تايوان من أجل الردع وتتعامل بجدية بشأن الاعتراف بالحزب الشيوعي الصيني، بقيادة الرئيس شي جينبينغ، ليس كمنافس، ولكن كخصم صعب المراس، وإذا ما تحقق ذلك فإننا قد نكون على موعد مع سماء قابلة للاشتعال، بالنظر للصراع المتصاعد بين العملاقين التنين والكاوبوي!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى