دخلت الحرب على غزة يومها الـ200 على التوالي، ولا يزال الصراع مشتعلا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، وسط مخاوف دولية وإقليمية من تصاعد الصراع في ظل نية إسرائيل اجتياح مدينة رفح الواقعة في جنوب القطاع، والتي يتحصن بها أكثر من مليون فلسطيني، فيما تتزايد التساؤلات عن شكل المرحلة المقبلة من الصراع الأكثر دموية في المنطقة منذ عقود.
ووسط كل هذه المعطيات كشف خبراء ومراقبون عمّا تحقق على الأرض من أهداف لصالح الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، واللذين فشلا في التوصل إلى هدنة إنسانية توقف الحرب وتنهي معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين باتت المجاعة في أقرب مراحلها منهم، في ظل صعوبة وصول المساعدات الإنسانية لهم في ظل التضييق الإسرائيلي على دخول المساعدات إلى القطاع.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اعتبرت في أحدث تقاريرها عن الحرب التي دخلت شهرها السابع، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أدت إلى إضعاف قوة حركة حماس، حيث تدهورت معظم كتائب الحركة وتشتتت في القطاع وقُتل الآلاف من عناصرها في الصراع مع الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من ذلك لم تحقق إسرائيل أهدافها الأساسية من شن الحرب، والتي تتمثل في إطلاق سراح رهائنها المحتجزين في قطاع غزة، وتدمير القدرات السياسية والعسكرية لحركة حماس بشكل كامل.
وخلال 200 يوم من الحرب، قُتل 605 جنود من الجيش الإسرائيلي وأُصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من استعادة سوى 120 أسيرًا عبر صفقة تبادل مع حركة حماس، ضمن هدنة إنسانية استمرت أسبوعًا فقط.
وبعد 200 يوم من الحرب، حاول الجيش الإسرائيلي التمركز في المنطقة الشرقية للقطاع لفصلها عن الوسط والجنوب، ومنع النازحين من العودة وإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر من السياج الفاصل داخل القطاع، لكن هذا التمركز سيجعل القوات صيدًا سهلًا للفصائل الفلسطينية.
ولم تفلح المفاوضات المتواصلة منذ 5 أشهر في التوصل لاتفاق جديد على تبادل الأسرى بين الجانبين؛ حيث تتمسك حماس بوقف الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع بالكامل.
ويقول مراقبون إن هذه الحرب فُرضت على إسرائيل في 7 أكتوبر بصورة مفاجأة من قِبل حماس، بعد احتلالها قرى غلاف غزة وقيام القوات الإسرائيلية بصد واستعادة هذه المناطق، ومن ثم إجراء العملية البرية التي أدت إلى السيطرة على 85 بالمئة من قطاع غزة، وتدمير أجزاء هائلة من قدرات حماس القتالية والسياسية”، لكن في المقابل تكبدت إسرائيل خسائر بشرية ومادية فادحة.
ويرى المراقبون، أنه على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس، لا يزال جزء كبير من القيادة العليا لحماس داخل شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض بقطاع غزة، في حين ذكر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن هذه الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة بناء قدراتها بمجرد توقف القتال.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، أن إسرائيل التي تستعد لاقتحام مدينة رفح بعد 200 يوم من الحرب على غزة، لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح الفلسطينية، وهذا سيزيد عدد الضحايا في القطاع.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد ذكر مسؤولون إسرائيليون، أنّ القضاء على حركة حماس في قطاع غزة ربما يستغرق سنوات.