لا يجب أن يقف الأمر على التساؤل كيف قصفت سلطات الاحتلال الإسرائيلية قنصلية النظام الإيراني وقتلت قادة حرسه في سوريا، وإنما يجب أن نتساءل كيف حدثت هذه الضربة وكيف حدثت سابقاتها ومن يُبقي نظام الرئيس السوري بشار الأسد على قدميه حتى هذه الساعة على سدة الحكم في بعض أجزاء الدولة السورية؛ فمن ساعد على قتل عماد مغنية هو نفسه من ساعد على قتل قادة حرس واستخبارات الملالي.
هل كان الواشي من مخابرات الملالي أو مخابرات نظام الأسد، ولماذا هذا التنسيق بين الملالي والقوات الأميركية عند كل ضربة عسكرية، ومن يدير ويحكم سوريا اليوم، وما معنى وجود مبنى قنصلي جديد لسفارة الملالي في دمشق بالتزامن مع الضربة التي تعرضت لها القنصلية القديمة؛ فافتتاح المبنى الجديد جاء مباشرة بعد قصف القنصلية؟
كثيرة هي التساؤلات بشأن هذا الهجوم الذي جاء في سياق التصعيد الممنهج الذي تشهده المنطقة منذ سنوات بين طرفين يتقاسمان الهيمنة والنفوذ ويحملان نفس الأطماع برعاية أميركية وغربية، وما يريده أحد الطرفين هنا أو هناك يخدم كلاهما، وتكاد تكون رؤيتهما مشتركة بالرغم من الاستعراضات القائمة بينهما وبالرغم من شعارات الغرب الفضفاضة.
يعتبر القصف الذي تعرضت له قنصلية النظام الإيراني في سوريا امتداداً للغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لإيران.
يأتي هذا الهجوم في سياق التحالفات الإقليمية القائمة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل لحماية أمنها ومصالحها الوطنية من التهديدات الإيرانية التي تهدد استقرار المنطقة.
الغريب في الأمر هو إعلان نظام الملالي عن نية وطريقة وأدوات الهجوم إذ أن توقع وكالة أنباء إيسنا الرسمية الإيرانية بأن إيران تستطيع قصف إسرائيل بصواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل على مسافة 1400 كيلومتر و2500 كيلومتر ليس توقعاً وإنما تسريباً يقول لهم سنضربكم استعدوا.. أما من يريد أن يرى تردي نظام الملالي يستطيع أن يراه أيضاً في تصريحات رئيس جمهورية الملالي إبراهيم رئيسي عندما قال إن النظام الصهيوني يجب أن يدرك أنه لن يفلت من انتقام إيران، ومن يسمع هكذا تصريحات سيقول إنهم سيوجعون الصهاينة بضربات مماثلة للضربات العسكرية والاستخبارية التي مسحت بكرامتهم الأرض في العراق وسوريا وداخل إيران؛ وأياً كان القصد من كل هذا التصعيد فهناك ما هو خفي ومستتر خلفه.
ماذا يفعل قادة حرس الملالي في مبنى قنصلية سفارة جمهورية الملالي؟
ماذا يفعل قادة حرس الملالي مجتمعين في مبنى قنصلية سفارة جمهورية الملالي بسوريا؟ أليس من غير الطبيعي أن تكون سفارات وقنصليات وزارة خارجية الملالي أوكاراً لميليشيا حرس الملالي للعمل التجسسي والإرهابي من أجل تشريد تدمير دول الشرق الأوسط وتشريد أهلها ونشر الفتن فيها؟ من الطبيعي جداً والمسلم به استخدام سفارات الدول لأعمالها التجسسية والأمنية السرية تحت غطاء معين ولكن ليس من الطبيعي أن تكون وكراً استخبارياً لمليشيا كميليشيا ما يسمى الحرس الثوري الإيراني، الذي ترفض أوروبا وضعه على قائمة الإرهاب؛ ومن منطلق تبني نظام الملالي لسياسة إثارة الحروب والفتن وتصدير الإرهاب وزعزعة استقرار الدول المجاورة ينتشر قادة حرس الملالي في السفارات الإيرانية لتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية المنوطة لهم، ويتمادون في ذلك لدرجة أنهم حوَّلوا السفارات الإيرانية إلى أوكار للإرهاب والعدوان.
هل كانت مباني قنصلية الملالي في سوريا جاهزة من قبل حتى يفتتحها وزيرا خارجية الملالي وسوريا بعد محو القنصلية القديمة بأيام قلائل؟
الصهاينة ونظام الملالي وجهان لعملة واحدة معادية للعرب والمسلمين، وكلاهما يسعيان إلى خلق أزمات في المنطقة واستثمارها والتوترات القائمة في المنطقة بما يخدم مخططاتها التآمرية، والملفت للنظر والمثير للتساؤلات هو جاهزية مبنى قنصلي جديد للخدمة على وجه السرعة؛ فقد تم فتح مبنى جديد للخدمات القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بعد أن دمر قصف إسرائيلي قبل أسبوع مبنى القنصلية المجاور، وحضر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد افتتاح المبنى القنصلي الجديد إلى جانب حسين أمير عبد اللهيان! فهل كانت مباني قنصلية الملالي في سوريا جاهزة من قبل حتى يفتتحها وزيرا خارجية الملالي وسوريا بعد محو القنصلية القديمة بأيام قلائل.. هكذا يعبث نظام الملالي بالمنطقة ويتقاسم الهيمنة والنفوذ فيها مع الصهاينة وتدفع غزة ولبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن والأردن ثمن مخططات واختباء الملالي وراء شعاراتهم.