قال مسؤولون أمريكيون أمس الجمعة إن البنتاغون يعزز وجوده في الشرق الأوسط، حيث أرسل سفنا حربية وطائرات إضافية وسط مخاوف متزايدة بشأن ضربة إيرانية وشيكة على إسرائيل ومخاوف من امتداد أعمال العنف الموجهة إلى أفراد أمريكيين.
وقال أحد مسؤولي الدفاع، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التحركات العسكرية الحساسة والمستمرة: “نقوم بنقل أصول إضافية إلى المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية وزيادة حماية القوات للقوات الأمريكية”.
التورط الأمريكي
ويسلط هذا التحول الضوء على قلق إدارة بايدن من أن الدعم الأمريكي لإسرائيل وسط حرب غزة يمكن أن يؤدي إلى عنف أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، حتى مع تنصل المسؤولين في واشنطن من التورط الأمريكي في ضربة 1 أبريل في دمشق أسفرت عن مقتل اثنين من القادة العسكريين الإيرانيين. وألقت طهران باللوم على إسرائيل في الهجوم وتعهدت بالرد.
ورفض مسؤول دفاعي أمريكي آخر مطلع على خطط البنتاغون الكشف عن السفن أو الطائرات المشاركة، مستشهدا بمخاوف أمنية. وقال هذا المسؤول إن السفن الحربية الأخرى التي تم نشرها في المنطقة، بما في ذلك حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور والمدمرات يو إس إس كارني ويو إس إس أرلي بيرك، لا تزال في مكان قريب.
ولم يذكر المسؤولون الأمريكيون ما إذا كان الانتقام المحتمل سيأتي من إيران مباشرة أو من جماعة مدعومة من إيران.
الهجوم المحتمل
وقال الرئيس بايدن، ردا على أسئلة الصحفيين حول توقيت الهجوم المحتمل من قبل إيران أو وكلائها، إن “توقعه” هو أن الهجوم سيأتي “عاجلا وليس آجلا”.
وعندما سُئل عن رسالته إلى إيران، أجاب: “لا تفعل ذلك”.
وشعر كبار قادة البنتاغون بالإحباط لأن إسرائيل لم تحذر الحكومة الأمريكية قبل ضربة دمشق. وقال مسؤولون لصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع إن وزير الدفاع لويد أوستن اشتكى مباشرة إلى نظيره الإسرائيلي، وزير الدفاع يوآف غالانت، وشدد على الآثار المترتبة على القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
وفي حين قالت إيران إنها تحمل الولايات المتحدة مسؤولية التصرفات الإسرائيلية، بما في ذلك الهجوم على منشآتها في دمشق، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت طهران ستحاول اتخاذ إجراءات مباشرة ضد الولايات المتحدة ردا على ذلك، أو التركيز فقط على إسرائيل.
تحرك إيران
وذكرت تقارير أمريكية، أن إيران تخطط لشن هجوم جوي أكبر من المعتاد على إسرائيل في الأيام المقبلة، وأنه من المرجح أن يتضمن مزيجاً من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وتشير المعلومات إلى أن إيران قد جهزت عدداً كبيراً من الصواريخ والطائرات بدون طيار في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى استعدادها للتصعيد.
كما أشارت التقارير إلى أن المليشيات الموالية لإيران قد تشارك في تنفيذ الهجمات المحتملة، وأن الولايات المتحدة رصدت تحرك إيران لطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، مما يشير إلى أنها ربما تستعد لمهاجمة أهداف إسرائيلية من داخل الأراضي الإيرانية.
من جانبها، تتوقع إدارة بايدن رد إيران في الأيام المقبلة، وتحذر من تصعيد التوتر والصراع في المنطقة. وفي ظل هذه التطورات، يبقى العالم يترقب رد إيران المحتمل على هجوم إسرائيلي استهدف القسم القنصلي لسفارتها بالعاصمة السورية دمشق.
وفي ضوء هذه الأحداث، فإن التصعيد المحتمل بين إيران وإسرائيل يثير مخاوف دولية من تفاقم الأزمة في المنطقة، ويجعل الحاجة ماسة لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على قطاع غزة خصوصا المناطق الوسطى، في وقت يتواصل تأهب الدولة العبرية إزاء تهديد إيران بالرد على قصف قنصليتها في دمشق، توازيا مع اتصالات دبلوماسية لنزع فتيل التصعيد الإقليمي.
اتهامات طهران
ولا يزال الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون ينتظرون رد كل من إسرائيل وحركة حماس -المصنفة في ألمانيا ودول أخرى بأنها منظمة إرهابية- على مقترح للتهدئة يهدف الى إرساء هدنة ومبادلة الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين، بعد أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
واتهمت طهران عدوها اللدود إسرائيل بتنفيذ الضربة التي أدت الى مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني بينهم ضابطان كبيران. وتوّعد كبار المسؤولين -يتقدمهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي- الدولة العبرية بـ”معاقبتها”. وشددت إسرائيل -التي لم تتبنَّ الضربة- على أنها سترد على أي استهداف إيراني، بينما أكدت حليفتها واشنطن دعمها في مواجهة أي تهديد.
وبينما أعلنت واشنطن تقييد حركة دبلوماسييها في إسرائيل -بسبب المخاوف الأمنية- وصل قائد القيادة المركزية الأمريكية (“سنتكوم”) الجنرال إريك كوريلا الى الدولة العبرية الخميس للقاء مسؤولين عسكريين. والجمعة شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان “جنبا إلى جنب” في مواجهة إيران. وقال في بيان عقب لقائه كوريلا: “أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقرِّبون بعضنا من بعض ويعززون روابطنا”.
وشدد غالانت في اتصال بنظيره الأمريكي لويد أوستن أن “إسرائيل لن تتساهل مع ضربة إيرانية ضد أراضيها”. وحذر وزير الخارجية يسرائيل كاتس من أنه “إذا قامت إيران بهجوم من أراضيها فسترد إسرائيل وتهاجم إيران”. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن الولايات المتخذة تنوي “بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها”.