يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المملكة العربية السعودية يوم الاثنين 10 مارس. ومن المقرر أن يلتقي مع الزعماء الأمريكيين يوم الثلاثاء للتفاوض على اتفاق سلام محتمل، ومن المرجح أن يسبقه وقف مؤقت للقتال. لماذا تُعقد هذه المناقشات اليوم؟
تأتي هذه المفاوضات في المملكة العربية السعودية بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. في الوقت الذي يواجه فيه جيش فولوديمير زيلينسكي صعوبات على الجبهة، يواجه الرئيس الأوكراني تحديات دبلوماسية أيضًا.
ومن المتوقع أن يكون اجتماع الثلاثاء هو الأول بين المسؤولين الأوكرانيين والأمريكيين منذ زيارة فولوديمير زيلينسكي الكارثية إلى البيت الأبيض في أواخر فبراير/شباط، والتي أسفرت عن مواجهة كلامية مذهلة.
في نهاية المطاف، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الأوكرانية، والذي كان من المقرر إبرامه في هذه المناسبة. وسيكون التحدي الذي يواجه فولوديمير زيلينسكي هو إعادة إحياء المناقشات مع الولايات المتحدة، في وقت أعلنت فيه واشنطن تجميد مساعداتها العسكرية ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية.
• من سيشارك؟
من المقرر أن يلتقي فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين المقبل، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإجراء مناقشات أولية، حيث تلعب المملكة العربية السعودية دور الوسيط في هذه المناقشات، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأوكراني مع الفريق الأمريكي في جدة يوم الثلاثاء. ومن بين الحاضرين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي من المقرر أن يجري محادثات مع نظيره الأوكراني، بالإضافة إلى ولي العهد السعودي، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز.
ومن الجانب الأوكراني، من المتوقع أن يحضر الاجتماع رئيس أركان زيلينسكي أندريه يرماك، بالإضافة إلى وزير خارجيته أندريه سيبياها، ووزير دفاعه رستم عمروف. ولم تتم دعوة أي حليف أوروبي لكييف.
• لماذا في السعودية؟
منذ عامين، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تأكيد نفسها باعتبارها “زعيمة العالم الإسلامي السني” و”قوة مهيمنة في الشرق الأوسط”، كما تشير وكالة أسوشيتد برس.
إن استضافة المناقشات بين بلدين في حالة حرب، من خلال عرض العمل كأرض محايدة، وأيضًا من خلال لعب دور الوسيط في هذه التبادلات، يسمح لها بتثبيت طموحاتها. وكان الأمير محمد بن سلمان قد أعلن عن هذا الطموح بالفعل عندما دعا فولوديمير زيلينسكي إلى قمة جامعة الدول العربية عام 2023.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن السعودية بحكومتها الاستبدادية تقدم أيضًا للأطراف المتحاربة إمكانية التبادل في بلد “خاضع لسيطرة مشددة” وفي “سرية نسبية”.
إلى جانب المملكة العربية السعودية، كانت هناك قوة أخرى في الشرق الأوسط، وهي الإمارات العربية المتحدة، قد تم النظر إليها أيضًا كمكان للمحادثات.
• ماذا يمكننا أن نتوقع منه؟
أشار المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى أن هذه المناقشات ينبغي أن تهدف إلى “تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف أولي لإطلاق النار” بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد الرئيس الأوكراني، يوم الاثنين، مجددًا “سعيه إلى السلام”، وقال إنه يريد اقتراح هدنة “في الجو” و”في البحر”، عشية المفاوضات.
وكانت أوكرانيا قد اتخذت موقفًا أكثر حذرًا قبل بضعة أيام. قبل وصوله إلى السعودية، اكتفى فولوديمير زيلينسكي بالقول إنه “يأمل في مناقشة والاتفاق على القرارات والخطوات اللازمة” دون أن يحدد الغرض الدقيق.
من جهته، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتقد أن القادة الأوكرانيين “مستعدون للمضي قدمًا” في اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الاثنين. وقالت وكالة أسوشيتد برس: “إن بقية دول أوروبا لا تزال متشككة لأنها استُبعدت من المفاوضات”.