هذا ما يفترض أن يكون مثيرا للخوف في ضوء دراسة نشرت في 12 فبراير/شباط في مجلة Earth’s Future .
في الواقع، فإن المدينة المصرية التاريخية التي شهدت ميلاد كليوباترا والتي كانت في السابق موطنا لإحدى عجائب الدنيا السبع، تتعرض للتهديد عاما بعد عام بسبب ارتفاع منسوب المياه.
انهيار أكثر من 280 مبنى خلال 20 عاما
وهذا ما أبرزته الدراسة المنشورة في 12 فبراير/شباط 2025. ولكن الأهم من ذلك أن الباحثين يقدرون أن من بين المباني التي لا تزال قائمة في الإسكندرية، يوجد 7 آلاف مبنى معرض لخطر الانهيار، في المستقبل القريب أو القريب جدا، بسبب التآكل التدريجي للساحل.
ولا تقتصر العواقب المترتبة على ذلك على الأمور المادية فحسب. وفي واقع الأمر، ووفقاً لمختلف الإحصاءات، فإن الانهيار الكلي أو الجزئي للمباني أدى إلى مقتل 85 شخصاً.
وهذا دون الأخذ في الاعتبار التراث التاريخي والثقافي الذي تمثله الإسكندرية، والذي أصبح مهددا بالاختفاء كليا تحت الماء في السنوات القادمة.
كيف يهدد ارتفاع منسوب المياه في الإسكندرية؟
إذا كنا نعرف من هو المسؤول بشكل عام عن هذه الخسارة التدريجية للإسكندرية: الاحتباس الحراري الناجم عن الإنسان، فكيف يمكن للمياه أن تهدد مدينة بأكملها؟
من حيث المبدأ، لا يوجد شيء أقوى من قوة الطبيعة. إذا اندلعت في بعض الأحيان فجأة مثل موجات المد العاتية أو الزلازل أو الأعاصير، والتي من المستحيل محاربتها، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت في بعض الأحيان.
وهذا هو الحال بالنسبة للإسكندرية، وبشكل عام بالنسبة للعديد من المدن الساحلية حول العالم.
وهكذا، كلما ارتفع مستوى سطح البحر، تسربت المزيد من المياه إلى التربة، مما ساهم في تآكلها من خلال رفع مستوى المياه في المناطق الجوفية في المدينة. وفي الواقع، كلما طال أمد هذا الإجراء، كلما زاد خطر الانهيار. في الواقع، كلما تسربت المياه المالحة أكثر، كلما أضعفت الهياكل الفولاذية التي من المفترض أن تدعم المباني المختلفة، مما يجد نفسه بعد ذلك في مواقف خطيرة.
كيف يمكن إبطاء هذه العملية؟
إذا كان من المستحيل مواجهة الطبيعة، فإنه بالإمكان إبطاء حركتها، وذلك من خلال إتخاد زمام المبادرة في التعامل مع المخاطر المختلفة التي يتعرض لها السكان.
ولذلك فإن الإجراءات التي يجب اتخاذها في الإسكندرية تتمثل في إنشاء كثبان رملية لرفع المباني الأقل خطورة، والإعداد لنقل السكان الذين يعيشون في المناطق التي ترتفع فيها مخاطر الانهيار.
في حين أنه من غير المرجح في حياتنا أن تصبح الإسكندرية مجرد قصة أو أسطورة، فإن الأجيال القادمة قد تسمع عنها كمدينة وصلت إلى المرتفعات قبل أن تغرق في الهاوية.
المصدر: لايف ساينس