مع بداية شهر رمضان، يبدأ الآباء في البحث عن طرق لتعويد أطفالهم على الصيام بشكل تدريجي، بما يتناسب مع أعمارهم وقدراتهم الجسدية. ومن بين الأساليب التي لاقت رواجًا في السنوات الأخيرة، يأتي صيام العصافير كخيار مثالي لتعريف الصغار بروح الشهر الكريم دون إرهاق أو حرمان.
فكرة «صيام العصافير» بسيطة ومبتكرة: يعتمد الطفل على الصيام لساعات محددة، كأن يصوم من الفجر حتى الظهر أو العصر، ثم يتناول وجبة خفيفة قبل أن يعاود الصيام حتى موعد الإفطار. هذه الطريقة تمنح الطفل شعورًا بالمشاركة في أجواء رمضان، دون أن يشعر بالضغط أو التعب، مما يجعل التجربة إيجابية ومشجعة له.
ويرى الخبراء أن هذا الأسلوب التدرجي يساعد الأطفال على التأقلم مع فكرة الصيام الكامل في المستقبل، شرط ألا يتم إجبارهم على صيام اليوم كاملًا قبل سن البلوغ. كما ينصحون بضرورة تقديم وجبة سحور متوازنة غنية بالألياف والبروتينات، مثل البيض والزبادي والفواكه، لمساعدة الطفل على تحمل ساعات الصيام. ولا يُغفل أهمية شرب كميات كافية من الماء بعد الإفطار لتعويض السوائل المفقودة.
ولضمان تجربة ناجحة، يُنصح بتجنب الأنشطة البدنية الشاقة خلال فترة الصيام، والسماح للطفل بأخذ قيلولة قصيرة خلال النهار. كما أن التشجيع والمدح أمام الأهل والأصدقاء يعزز ثقة الطفل بنفسه ويشجعه على الاستمرار.
لكن في المقابل، يحذر المختصون من بعض الممارسات الخاطئة التي قد تُحول هذه التجربة إلى كابوس للصغار، مثل إجبار الطفل على الصيام الكامل، أو توبيخه عند عدم قدرته على إكمال الصوم، أو السخرية منه أمام الآخرين. مثل هذه التصرفات قد تؤدي إلى نفور الطفل من الصيام في المستقبل، بدلًا من تحبيبه فيه.
«صيام العصافير» ليس مجرد طريقة لتعويد الأطفال على الصيام، بل هو فرصة لتعزيز قيم المشاركة والصبر في أجواء رمضانية مليئة بالدفء العائلي. فبالتشجيع الصحيح والخطوات المدروسة، يمكن أن يصبح رمضان تجربة لا تُنسى في ذاكرة الصغار، تُعدهم ليكونوا جزءًا من هذه الفريضة بكل حب واستعداد.