نُعيد القول مرة أخرى إن حماس حركة مقاومة ولكنها ليست المقاومة، وحركة إسلامية ولكنها ليست الإسلام، كما أن مرجعيتها السياسية والايديولوجية جماعة الإخوان المسلمين غير الفلسطينية، وبالتالي هي مجرد حزب أو حركة سياسية، وكل ما توقِعه من اتفاقات وتفاهمات مع العدو لا تُلزم الشعب الفلسطيني لا راهناَ ولا مستقبلاً.
وبعد ما سببته مغامرتها في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ من مبرر إضافي للهمجية الصهيونية لتقوم بحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة، وبعد انضمامها لمحور المقاومة الإيراني الفارسي وتوقيعها اتفاق الدوحة المُلتبِس وإصرارها على البقاء في السلطة والحكم في القطاع حتى بالشروط التي فرضها العدو في اتفاق الدوحة الذي لم تنكشف كل خفاياه، ومع إصرارها على شرط وقف الحرب بشكل نهائي… كل ذلك يعبر عن جهل وتضليل للشعب ويُعيد التساؤلات الأولى حول ملابسات تأسيسها والهدف منه.
كيف تطلب حركة مقاومة وقف الحرب مع عدو ما زال يحتل كل فلسطين ويهدد بتهجير شعبها من أرضه، وحماس زعمت في بداية انطلاقتها أن هدفها تحرير فلسطين؟ وهل شرط وقف الحرب سينطبق على إسرائيل فقط وتستمر حماس بالمقاومة؟ أم ستتوقف عن المقاومة أيضا؟ وفي هذه الحالة ما هو ثمن وقف المقاومة والحرب غير ضمان بقائها في السلطة فيما تبقى من بشر وحجر في القطاع وهي التي خوًنت وكفُرت منظمة التحرير لأنها قبِلت بوقف الكفاح المسلح مقابل سلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة حوالي ربع مليون للوطن ؟
اقرأ أيضا.. مصير حماس المحتوم بعد حرب غزة
وهل مطالبتها بوقف الحرب تشمل الضفة والقدس وكل الأراضي الفلسطينية أم في قطاع غزة فقط؟
إن استمرت حماس على عنادها ولم تغادر المشهد السياسي نهائيا واستمرت في استعراضات النصر العسكرية الغبية بين ركام بلد مُدمر وعلى اشلاء أكثر من مائة ألف شهيد آنذاك ستفقد نهائيا أي صفة لها ، لا كحركة مقاومة ولا حركة وطنية ولا حركة إسلامية والحكم عليها سيكون للشعب.