غادر المرضى والجرحى قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي أمس السبت، لأول مرة منذ تسعة أشهر بموجب أحد البنود الرئيسية في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
لكن مسؤولين في وزارة الصحة في غزة، قالوا إن 50 شخصا فقط من بين آلاف المرضى والجرحى المحتاجين للعلاج في الخارج تمكنوا من العبور السبت.
الوفاء المصري
ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية”، في بث مباشر لسيارات الإسعاف التي وصلت إلى الجانب المصري من المعبر، وهي تحمل بعض المرضى والمصابين.
كان المعبر قد أُغلِق بعد أن غزت إسرائيل مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، في شهر مايو/أيار الماضي، وقد أدت الحرب إلى تدمير النظام الصحي في غزة، وتركت المستشفيات التي لا تزال في الخدمة تكافح من أجل تقديم الرعاية الصحية.
آثار الحرب
وتسببت حرب إسرائيل على غزة في دمار هائل للمرافق الطبية في القطاع، بما في ذلك مستشفى الشفاء في مدينة غزة، واتهم المسؤولون الإسرائيليون حماس باستخدام عدد من المرافق الطبية لأغراض عسكرية وقالوا إن غارة على مستشفى الشفاء في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 كشفت عن نفق من الحجر والخرسانة أسفل المنشأة. ونفت حماس اتهامات إسرائيل.
وقبل أن تسيطر إسرائيل على المعبر، كان عشرات الآلاف من المرضى والجرحى الفلسطينيين والأجانب الفارين من الحرب يغادرون عبره، وكان معبر رفح أيضاً نقطة دخول حيوية للشاحنات التي تحمل المساعدات إلى غزة.
وجاء في ملحق لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أنه سيتم السماح لـ50 مسلحاً جريحاً بمغادرة غزة يومياً بعد الحصول على الموافقات الإسرائيلية والمصرية.
وبموجب الاتفاق، سيتم زيادة عدد المرضى والجرحى الذين يعبرون معبر رفح، وسيتم رفع القيود، واستئناف حركة البضائع والتجارة، لكن الشروط لم تحدد متى ستدخل مثل هذه التغييرات حيز التنفيذ.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 37 مريضا، بينهم 34 طفلا، تم إجلاؤهم عبر رفح السبت.
لماذا يقلق الجرحى؟
ووصف ريك بيبركورن، المسؤول الأعلى لمنظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية المحتلة،عملية الإجلاء التي جرت يوم السبت بأنها خطوة إيجابية، لكنه قال إنه يتعين زيادة وتيرة الإجلاء عبر كل طرق الخروج الممكنة، وأضاف أن نحو 12 ألفاً إلى 14 ألف شخص يحتاجون إلى العلاج خارج غزة بسبب إصابات خطيرة وأمراض مزمنة.
وقال سعيد أبو عيطة (44 عاما)، وهو فلسطيني مصاب في وسط غزة، إن العدد القليل من الأشخاص الذين غادروا يوم السبت أعطاه سببا للقلق من أنه قد يضطر إلى الانتظار أشهرا، إن لم يكن أكثر، لتلقي الرعاية.
اقرأ أيضًا.. العودة سيرًا على الأقدام.. سكان غزة يتجمعون على الطريق إلى الشمال بعد 16 شهرًا من النزوح
وقال السيد أبو عيطة إن شظية اخترقت قفصه الصدري عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية مسقط رأسه جباليا شمال غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال إنه فشل لأكثر من عام في العثور على طبيب في غزة يستطيع إزالة الشظية.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون وأوروبيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة الدبلوماسية الحساسة، بأن المعبر أعيد فتحه بموجب ترتيبات أمنية جديدة بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية المدعومة دوليا، وهي منافسة حماس.
وقاومت إسرائيل فكرة سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة بعد الحرب، على الرغم من إلحاح إدارة بايدن السابقة في واشنطن، ولا تزال رؤية الرئيس ترامب لمن قد يحكم القطاع بعد الصراع غير واضحة.
في الحادي والعشرين من يناير/كانون الثاني، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “التدخل العملي للسلطة الفلسطينية” في المعبر لن يكون سوى “ختمها على جوازات السفر”، وقال مكتب رئيس الوزراء في ذلك الوقت إن القوات الإسرائيلية ستظل “متمركزة حول المعبر” ولن يُسمح لأحد بالمرور دون موافقة أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وقال العميد لؤي ارزيقات، المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، إن عددًا من العناصر غير المسلحين من ضباط السلطة سيعملون على المعبر تحت قيادة اللواء علام السقا، قائد شرطة مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر أن دور الشرطة هناك سيشمل المهام الإدارية، وخاصة فحص جوازات السفر وختمها.