يدور حديث في الأروقة الدولية عن أن هناك مخاوف من انهيار الهدنة في لبنان، وهذا ما جعل الخارجية الفرنسية تصدر تصريحات حول ضرورة التزام الأطراف المعنية في لبنان وإسرائيل بقرار وقف إطلاق النار، واحترام وتنفيذ كامل البنود التي اتفق عليها، لكن المخاوف تبدو في مكان آخر.
مصادر دبلوماسية تؤكد عبر صحيفة “صوت بيروت إنترناشونال”، أن الهدنة هشة وهذا واضح للجميع، والخروقات فاضحة من الجانبين الإسرائيلي ومن قبل حزب الله الذي وبحسب اللجنة المشرفة لم ينسحب بالكامل بعد من جنوب الليطاني، ولا يبدي تعاونه حول الكشف عن مصير مخازن الأسلحة ومستودعات ما تبقى له من صواريخ، وهذا الأمر عقد المهمة وعرقل تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، إذ بات عرضة للخروقات.
المصادر الدبلوماسية تشدد على أن الاتفاق لم ينفذ بجدية في مرحلته الأولى، وهناك الكثير لفعله، وربما سيتم تمديد الهدنة مرات عدة بعد، لأن واشنطن تفضَل التمديد على أن تعود الحرب خصوصاً أن المنطقة مقبلة على تطورات لها علاقة بإيران، فإما أن تتجه نحو تخلي إيران عن برنامجها النووي عبر اتفاق نهائي، أو سيتم ضرب البرنامج النووي الإيراني، وهذا مرتبط بهدنة لبنان، لأن حزب الله لا يزال يملك عددا من الصواريخ التي تشكل تهديداً لإسرائيل في حال قررت إيران الرد على أي ضربة من خلال لبنان، وهذا سيعيد لبنان إلى ساحة المعركة بالرغم من ضعف حزب الله الذي يبدو واضحاً، لكن إيران لا تهتم لهذه الأمور، وما يهمها قرب المسافة بين الجنوب اللبناني وإسرائيل.
تضيف المصادر: “شحنة الأسلحة لإسرائيل و التي أفرج عنها ترامب مرتبطة بالمخاطر الفعلية التي قد تنتج عن أي ضربة لإيران على المدى القريب، وهي من أجل تحسين قوة إسرائيل، وترامب كما رؤساء أميركا السابقين، ينطلق من نقطة أساسية وهي حماية أمن إسرائيل، وهذه أولوية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أن أي ضربة مقبلة على إيران ستقوم بها إسرائيل، ورئيس الحكومة الإسرائيلية أبدى استعداده مراراً لضرب طهران، بالتالي، تمديد الهدنة بعدما أصبح واقعاً، له علاقة بكل هذه المعطيات التي من شأنها أن تشعل المنطقة من جديد حتى تحجيم إيران”.