كشف المستور في بعض سطور عن كبار اللصوص والسارقين للمساعدات الإنسانية من بعض الأفراد، والمؤسسات في غزة.
من المعلوم عن أغلب شعب غزة أنهم أهل نخوة، ووفاء، وشجاعة، وأهل الجود، والكرم في الضيافة ويحبون العطاء بكُل سخاء، على الرغم من فقدانهم الرخاء، وزيادة العناء عندهم في العقدين الأخيرين قبل الحرب، وقلة ذات اليد؛ فغالبية الشعب الغزي :”يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”.
كان الناس في غزة يعيشون حياتهم في ستر الله، وكرمه، وفضله، ورحمته كُرماء رغم صعوبة الحياة، على أثر الحصار الصهيوني الإجرامي المتواصل عليهم منذ ما يقارب من ثمانية عشر عامًا!؛ وبالرغم من ضيق الحال كانت الحياة تسير جميلة بحلوها، ومرها؛ حتى جاء يوم تسبب للشعب في المسغبة “المجاعة”، “وهو يوم السابع من أكتوبر ” من العام 2023م، وما نتج عنه بعد ذلك من نتائج كارثية على الشعب الغزي، خاصة ما يجرى من العدوان الرهيب، والإبادة الوحشية الصهيونية الإجرامية المتواصلة منذ ما يقارب من عام ونصف على الشعب في غزة، حتي تم احتلال القطاع، وصولاً اليوم لمفاوضات كيف فقط نوقف حرب إبادة الشعب بغزة، وتبادل الأسرى، لتعيدنا لنقطة الصفر!؛ أي التفاوض على أمل العودة لما كان عليه الحال في غزة ليوم السادس أي قبل يوم السابع من أكتوبر!!. بعدما حل الدمار، والخراب، ودمر العدو غالبية قطاع غزة، وظهر الفقر المدقع، والأمراض، والبطالة، والمشاكل الاجتماعية، وتواصل القصف الصهيوني الوحشي، وانتشار الجوع بين النازحين في الخيام، والسعي من أغلب الشعب، وخاصة الأطفال لتوفير الطعام، والشراب، بدل ذهابهم لمقاعد الدراسة صاروا يذهبون كل صباح يتسابقون سعيًا للحصول على ربطة خبر، ويبحثون عن “تكيات توزع الطعام”، أو عن المساعدات!؛ حاملين معهم الأواني الفارغة سعيًا منهم للحصول على وجبة طعام تسد رمق جوعهم!؛ وصار غالبية الشعب في قطاع غزة على هذا الحال؛ يكافح رب الأسرة ليلاً، ونهار اً سعيًا لتحصيل لقمة عيش لأسرته من تكية طعام، أو مؤسسة خيرية أو جمعية لعله يسد رمق جوعهم!؛ بعدما فقد أغلب الشعب الفقراء، والأغنياء كل ممتلكاتهم في الحرب، وتحولت حياتهم كحال من كان يعيش في القصور ، وفجأة انتقل للعيش في القبور!؛ ومن النور إلى الظلام، ومن الرخاء إلى العناء!؛ ومن نور العلم، والتعليم إلى ظلمات الجهل!؛ بعدما كان الشعب الفلسطيني أكثر شعب متعلم في العالم وخاصة في غزة فأكثرهم يحملون المؤهلات العلمية العليا من الماجستير، والدكتوراه.
وصار الشعب بغزة يعاني الأمرين في النزوح بسبب العدوان الصهيوني الغاشم، والمتواصل منذ حوالى عام، ونصف، وسكن الشعب في خيام الموت، والعذاب، والمعاناة، والألم، وصار مجرد حصول الأسرة بغزة على خيمة تسترهم للعيش فيها هو إنجاز!؛ مع العلم أن تلك الخيام التعيسة لا تصلح أصلاً للحياة البشرية الأدمية، ولا تَقى من حر الصيف اللهاب، ولا من برد الشتاء القارص، وصار الموت يحيط فيهم من كل جانب؛ فإما الموت تجمدًا من شدة البرد القارص شتاءً أو الموتُ جوعًا، أو الموت من القصف الصهيوني الوحشي المتواصل فوق رؤوسهم!؛ وكأن عجلة الحياة في غزة توقفت وشُلتْ في غزة، فلا عمل، ولا علم، ولا تعليم، ولا حياة أدمية!؛ ليت الأمر توقف عند هذا الحد!؛ لنقول حينها:” وبشر الصابرين”.
اقرأ أيضا.. قراءة في مشروع إعدام مستقبل غزة
ولكن كان هناك ما هو أدهى، وأمر ؛ وهو بروز بعض الظواهر السيئة جدًا، والتي لم تكن معلومة من قبل، ومعروفة من قبل الحرب، ألا وهي هتك ستر بعض العوائل العفيفة المكلومة المستورة في غزة، ممن فقدوا بيوتهم، وأموالهم، وكل ممتلكاتهم، وسكنوا في خيام النزوح، وذلك من خلال أفعال كبار اللصوص، والسارقين للمساعدات عديمي الضمير، والإنسانية، ومن تجار الدم، والدين، والحروب!؛ من بعض الأفراد سواء في المؤسسات أو بعض التنظيمات، أو بعض الجمعيات الخيرية، والتي أصلاً هي غير مرخصة؛ وغير قانونية، فيقومون بتصوير الناس أثناء تسليمهم المساعدة بشكل مُذل، ومُهين، وفيه امتهان لكرامتهم، وإنسانيتهم، مستغلين حاجة الناس الماسة للطعام، والشراب، والمال!؛ علمًا أن تلك الأموال ليست أموالهم الخاصة، وإنما حصلوا عليها من المتبرعين المتعاطفين مع سكان قطاع غزة!؛ وهذا الوضع الطارئ على الشعب هو مما خلفته حرب الإبادة الجماعية الصهيونية الوحشية من مصائب، ونكبات، وويلات على الشعب الفلسطيني في غزة، والتي لا تعد، ولا تحصى ناهيك عن ارتقاء عشرات ألاف الشهداء ، والجرحى، والمعاقين، والأسرى، والمعتقلين!.
والسبب الأول لتلك الويلات هو ألة الدمار، والقتل، وحرب الإبادة، والإجرام الصهيونية الوحشية!؛ والسبب الثاني هو الإفرازات والظواهر السلبية الخطيرة التي خلفتها الحرب على غزة، بعدما أنهكت الناس، واستباحت خصوصياتهم، ومَسَتْ كرامتهم في مقَتَل!. فظهرت ظواهر لا تقل خطورة عن بشاعة المحتل القاتل المجرم؛ وقد تزعم تلك المشاهد الأليمة بعض الأشخاص الأنذال، السيئين ممن يتاجروا بمعاناة شعبنا، وبدماء الشهداء من كبار اللصوص، والسارقين ممن احترفوا النواح، والبكاء، والصراخ، والنحيب على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض من أفراد التنظيمات الحاكمة في غزة، والأفراد، وبعض العاملين في المؤسسات، والجمعيات؛ وسرق بعضهم ما جمعه من مبلغ مالي قارب على مليون دولار، جمعه على حساب دم الشعب الفلسطيني في غزة، وصار من الأغنياء بمالٍ سُحتٍ حرام، ومنهم من جمع نصف هذا المبلغ، وتشاهدهم كزبد البحر على مواقع التواصل يجمعون الأموال بحجة مساعدة الشعب في غزة، ويخدعون المتبرعين حينما يذرفون دموع التماسيح، ويصورا بعض الناس البسطاء وهم يستلمون منهم فتات من المبالغ التي يحصلون عليها باسم الشعب بغزة، ويسرقونها بعدما استذروا عطف المتبرعين!؛ فبعض هؤلاء الأشخاص الخونة للأمانة أغلبهم حاليًا معروفين لغالبية أبناء الشعب الفلسطيني، وكذلك منشورة أسماء، وصور أولئك اللصوص، والسارقين الكبار ، والمبالغ التي جمعوها تتصدر بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي كشفت المستور، وفضحت كبار، وصغار اللصوص، والسارقين!.
ومما يبكى القلب حينما ترى ذلك اللص الكبير الساقط أخلاقيًا يقوم بتصوير الشخص المحتاج، وهو يقدم المساعدة المالية له، ويوثق ذلك وينشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ويرسله للمتبرع خارج الوطن، لكى يثق المتبرع فيه أكثر ،ويرسل له المزيد من المال!؛ فيقوم هذا اللص الكبير إن كان شخص أو مؤسسة أو جمعية بتوزيع الفتات على النازحين وتصوير ذلك!؛ ثم يسرق حصة الأسد هو ومن لف لفيفهم!؛ ويا حبذا، توقف الأمر عند هذا الحد، بل شاهدنا عشرات الفيديوهات لبعض المُسلحين من ولاة الأمر في غزة يطلقون النار على صابونة أرجل بعض المواطنين من مسافة صفر، على الرغم من وجود أطفال أقل من سن البلوغ مما يتسبب في بثر أقدامهم بسبب أنه إنسان فقير سرق كيس طحين “دقيق” ليطعم أسرته، فيطلقون النار عليه.
وأما اللصوص من كبار أولئك المسلحين، ومسؤوليهم من أدعياء التدين، والدين، والوطنية فإنهم يسرقون أغلب شاحنات المساعدات التي تأتي أصلاً للشعب دون حسيب، ولا رقيب عليهم، ولا محاسب لهم؛ كما يقول المثل الشعبي: “حاميها حراميها”!؛ ومن المعلوم أن بعض كبار قادة تلك التنظيمات التي تدعي أنها تنظيمات إسلامية!؛ جمعوا ملايين الدولارات باسم الشعب الفلسطيني بغزة، ولكن الشعب لم يرى شيء من تلك التبرعات إلا الفتات!. فكيف تنتصر أمة غابت من بينهم العدالة، وإحقاق الحق، والحقيقة!؛ ولنا المثل الأعلى في السلف الصالح من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين حينما كان معهم سيد الأنبياء، والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وخالف الصحابة الكرام أمرًا واحدًا للنبي صلى الله عليه وسلم في غزة أحد، حينما نزلوا عن الجبل الرماة في أُحد فكانت الهزيمة بعد النصر!؛ فمن يحاسب أولئك اللصوص السارقين الكبار المجرمين!.
ومن يحاسب من يطلقون النار على من يعارضهم من أبناء شعبهم بدمٍ بارد دون رحمة أو شفقة؟!؛ “وقفوهم إنهم مسؤولون”!؛ وعمومًا إن أفلت الطغاة الجبابرة اللصوص، والسارقين الكبار من العقاب، والحساب في الدنيا فالعقاب في الآخرة أدهى وأمَرْ؛ وهنا نتوجه بِهمسة عتاب كبيرة لأغلب المؤسسات، والتنظيمات، والجمعيات الشريفة، والأفراد المحترمين الذين يعملون في المجال الإنساني، ويقدمون المساعدات للشعب الغزي المكلوم، ممن يصورون الناس أثناء استلامهم المساعدة!؛ عليكم التوقف عن التصوير للناس، لأن في ذلك إذلال لهم، وانتقاص من كرامتهم، وهتك سترهم!؛ مع العلم أن من يقدم المساعدة من العاملين في تلك المؤسسات، أو الجمعيات، أو التنظيمات ما هو إلا موظف؛ وتلك المساعدة، ليست من جيبه، ولا من ماله، ولا من مال أبِّيه!؛ بل من تبرعات عربية، وعالمية؛ فلماذا تتعمدون إذلال الناس، ألا تعلمون أن صدقة السر تطفأ غضب الرب، وليس العكس!؛ وأما بعض الظالمين ممن قاموا بإطلاق النار على عشرات المواطنين الأبرياء، فتسببوا ببتر أرجلهم بدون وجه حق، ونصبوا أنفسهم الحاكم والجلاد لشعبهم في غزة، ويلٌ لكم يا من تحملون عقلية المحتل المجرم الداعشي!؛ ألا تعلمون أن الدين الإسلامي وشريعتهُ السمحة، ونبينا الصادق الأمين جاء رحمة للعالمين؛ وأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوقف حد السرقة في عام الرمادة؛ ولماذا أنتم إذا سرق الضعيف الفقير المحتاج أطلقتم عليه النار.
وأما اللصوص، والسارقين الكبار، ولو كانوا منكم، وفيكم، ومن بينكم فلا أحد يحاسبهم!؛ ثم أين أنتم من بعض التجار المرابين الذين يأخذون ثلاثين في المائة على كل مبلغ يتم تحويله لغزة فالألف دولار يرسلها المتبرع لغزة فيستلمها صاحبها مكرهًا من التاجر الفاجر سبعمائة دولار!؛ وكل غزة تعلم أن أولئك التجار الفجار ، وبكل صراحة هم في كنفكم، وتحت حمايتكم في غزة، فأين ذهبت ملايين الدولارات التي جمعتها حماس من الخارج باسم الشعب في غزة؟!؛ وهنا نُورد مثالاً واحدًا فقط لأموال تم جمعها لغزة من شعب موريتانيا؛ حيث أعلنت المبادرة الإيبيرية لدعم سكان غزة، التابعة لقبيلة أولاد أبييري الموريتانية، قبل بضعة شهور عن تسليمها لحصيلة تبرعات أبناء القبيلة للأهالي في غزة، وهو مبلغ نصف مليار أوقية موريتانية قديمة (حوالي مليون و300 ألف دولار)، غير عن الذهب والمجوهرات؛ وسلمت أموال تلك التبرعات إلى ممثل حركة حماس في موريتانيا: “محمد صبحي أبو صقر”، وذهب أسامة حمدان ليشكرهم شخصيًا!؛ فأين تلك الأموال، والتي لم يرى الشعب في غزة منها شيئًا!.
وهذا يؤكد صحة ما قاله قبل بضعة سنوات أمام كل وسائل الإعلام القيادي في حماس: “خليل الحية “، “مال حماس لحماس”!!!؛ وختامًا لا نجد أصدق لسانًا من قول الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث الصحيح: ” عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أن قريشًا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكلَّمه أسامة، فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟، ثم قام فاختطب فقال: «إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحق، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»؛ وكل ما سبق لا ينفي من وجود الكثير من الأتقياء الأنقياء أمثال مشايخ الدعوة وغيرهم، ولا نزكى على الله عز وجل أحدًا؛ ويقدمون مال التبرعات للناس في غزة بكل أمانة، وسرية، من غير تصوير، ويقدمون تكيات الطعام، ويفعلون الخير، ويعملون على مساعدة الناس في غزة دون كلل أو ملل فأولئك كان سعيهم مشكورًا..