تطل روسيا على المحيط الهادئ من خلال ثلاثة بحار: بحر اليابان، وبحر بيرنج، وبحر أخوتسك؛ ومن ثم تجمعها حدود بحرية مع كل من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
يتكون شمال المحيط الهادئ من ثماني قوى رئيسة ومتوسطة على الساحل الغربي والشرقي على طول المنطقة الشمالية للمحيط الهادئ، هي:
- كندا
- جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
- اليابان
- جمهورية الصين الشعبية
- جمهورية كوريا
- الاتحاد الروسي
- جمهورية الصين (تايوان)
- الولايات المتحدة الأمريكية.
وتبلغ المساحة الإجمالية للبحار الثلاثة (بيرنج، وأخوتسك، وبحر اليابان) نحو 5 ملايين كم2.
تتلاقى روسيا مع الولايات المتحدة عبر مضيق بيرنج، حيث تقع مجموعة جزر ديوميد، وهنا بالتحديد يفصل مضيق بيرنج بين جزيرة راتمانوفا الروسية وجزيرة كرو زنيشتيرنا لأمريكية.
وفيما يلي عرض للصراع والتعاون بين روسيا والولايات المتحدة في هذا النطاق.
مضيق بيرينغ
تعد منطقة مضيق بيرينغ ذات أهمية قصوى من الناحية الجيوسياسية، ويبلغ اتساع المضيق أقل من 50 ميلًا بحريًّا، وتتشاطره المياه الإقليمية للاتحاد الروسي والولايات المتحدة.
ويعد مضيق بيرينغ منطقة بحرية حيوية بين قارتي أوراسيا وأمريكا الشمالية، وبصفة خاصة بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، كما أنه الممر المائي البحري الوحيد الذي يربط أوروبا -عبر المحيط المتجمد الشمالي- مع الصين واليابان وجمهورية كوريا، وغيرها من دول المحيط الهادئ القوية اقتصاديًّا.
ونظرًا إلى كونه الطريق الوحيد من المحيط الهادئ إلى المحيط المتجمد الشمالي، فإن مضيق بيرينغ له أهمية اقتصادية، مع الأخذ في الحسبان أنه بحلول ثمانينيات القرن العشرين، أصبحت التجارة عبر المحيط الهادئ تعادل التجارة عبر المحيط الأطلسي، وأن التجارة عبر المحيط الهادئ اليوم آخذة في الارتفاع.
لم يشهد هذا المضيق تاريخيًّا مستويات عالية من حركة المرور البحرية الدولية؛ ومن ثم فإن المواقف القانونية لكلتا الدولتين المتاخمتين لمضيق بيرينغ اعتبرته دائمًا مضيقًا دوليًّا، وهذا يتماشى مع رأي محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالوصف القانوني للمضيق باعتباره ينتمي إلى فئة الطرق السريعة الدولية التي لا يمكن لدولة ساحلية أن تمنع مرور جميع السفن والطائرات من خلالها في وقت السلم.
وهناك أقاليم روسية كثيرة ترتبط حياتها الاقتصادية بالمحيط الهادئ، الذي لا يضم البحر فقط؛ بل يشمل جزءًا من اليابس في الأراضي الروسية يبدأ من بحيرة بايكال، وشطرًا من سيبيريا الشرقية.
وتبرز روسيا في منطقة المحيط الهادئ بسبب الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المنطقة، حيث تشكل الحركة التجارية بين هذه الأقاليم الروسية والمحيط الهادئ نحو 80% من التبادل الاقتصادي الأجنبي لروسيا ودول المحيط الهادئ.
تقع الأراضي الروسية والأمريكية بعضها بالقرب من بعض في مناطق بحر بيرينغ: أقصر مسافة بين أقرب الجزر عبر الحدود أقل من أربعة كيلومترات، ومع ذلك، فإن المناطق المجاورة ذات كثافة سكانية منخفضة، وموارد محدودة؛ مما يجعل التعاون المكثف بينهما أمرًا صعبًا، في حين تقع المدن الكبرى على مسافة أكبر بكثير عبر الحدود.
ألاسكا
بدأت روسيا في استعمار ألاسكا منذ تسعينيات القرن الثامن عشر، وشكلت أراضيها الحالية نتيجة للاتفاقية الإنجليزية – الروسية لعام 1825، التي عينت الحدود بين الإمبراطوريتين، ولكن في النصف الثاني من خمسينيات القرن التاسع عشر، قررت روسيا بيع ألاسكا للولايات المتحدة، حيث شعرت بأنها غير قادرة على تعزيز وجودها في المنطقة، واضطرت إلى استعمار أراضي الشرق الأقصى في الوقت نفسه.
ونصت اتفاقية واشنطن المؤرخة في 30 مارس 1867 على الحدود الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا باعتبارها مزيجًا من الخطوط المستقيمة المحددة بالنقاط المرجعية الثلاث التالية:
الأولى: منتصف الطريق بين جزيرتي كروسنشتيرن وراتمانوف؛
والثانية: في منتصف الطريق بين النقطة الشمالية الغربية لجزيرة سانت لورانس والنقطة الجنوبية الشرقية لكيب تشوكوتسكي،
والثالثة: في منتصف الطريق بين جزيرة أتو وجزيرة مدني/ كوبر، شمال منتصف الطريق بين جزر ديوميدي.
عسكرة الحدود البحرية
جعلت الحرب العالمية الثانية الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة حليفتين، وجعلت المساعدة العسكرية الأمريكية بموجب سياسة الإعارة والتأجير ذات أهمية حاسمة لموسكو، ونظرًا إلى أن طرق الإمداد الأطلسي والشمالي الغربي كانت عرضة للهجمات الألمانية؛ أصبح الطريق عبر بحر بيرينغ (ما يسمى طريق ألاسكا سيبيريا) بديلًا جذابًا لأسباب تتعلق بالسلامة، ولمسافة قصيرة نسبيًّا، وأُغلِقَ الطريق في عام 1945 بعد انتصار الحلفاء على اليابان، لكن الاتحاد السوفيتي استمر في استخدام البنية التحتية العسكرية التي أُنشئت للجزء السوفيتي من طريق ألاسكا سيبيريا (ALSIB).
وفي نهاية الحرب العالمية الثنية وبداية الحرب الباردة، جرت خطوات إلى عسكرة المنطقة، وفي عام 1945، تحولت كامتشاتكا إلى منطقة عسكرية، وبعد ذلك دُعمت ببنية تحتية جديدة وأفراد ومعدات إضافية، وفي النصف الثاني من الأربعينيات، نُقلت وحدة عسكرية محمولة جوًّا إلى تشوكوتكا، وأُنشئت منطقة محصنة بالقرب من بروفيدينيا، وأصبحت كامتشاتكا أيضًا مركزًا عسكريًّا مهمًّا، خاصة في الستينيات عندما أصبحت قاعدة رئيسة للغواصات، وبدورها، أنشأت الولايات المتحدة في عام 1947 قيادة ألاسكا كقيادة موحدة مكلفة بالدفاع عن ألاسكا.
كما أدت الحرب الباردة أيضًا إلى تعطيل القرب الجغرافي من حيث فرص التفاعلات التعاونية عبر الحدود، وأُنشئ “الستار الحديدي” للحركة عبر الحدود بسرعة، حيث لم يثق مسؤولو الأمن السوفيت والأمريكيون بالسكان الأصليين، واعتبروهم طابورًا خامسًا محتملًا، وألغيت المعابر الحدودية بدون تأشيرة في المناطق الحدودية لبحر بيرينغ في عام 1948 بمبادرة سوفيتية.
عُزّزت التنمية الاقتصادية في تشوكوتكا بعد الحرب من خلال استغلال حقول الذهب الرئيسة وتعدين المعادن غير الحديدية، وهذا جعل تطوير المستوطنات أكثر تبريرًا من الناحية الاقتصادية، وأسهم في الهجرة الروسية الضخمة إلى المنطقة (ازداد عدد سكان تشوكوتكا بأكثر من ثلاث مرات بين عامي 1959 و1990)، وكان مسار التنمية الاقتصادية في ألاسكا بعد الحرب مشابهًا في بعض النواحي حيث استفادت كثيرًا من الاكتشافات من الرواسب الكبيرة من الموارد المعدنية (حقل نفط برودو) في نهاية الستينيات.
ومع نمو عدد سكانها أيضًا بوتيرة مثيرة للإعجاب في فترة ما بعد الحرب، وعلى عكس حالة تشوكوتكا، كان اقتصاد ألاسكا أكثر تنوعًا، في حين تضمنت التنمية السياسية اللامركزية السياسية والاستقلال الذاتي، وفي عام 1959، أصبحت ألاسكا ولاية أمريكية.
البيروسترويكا وسقوط الشيوعية
أدت الحرية السياسية الجديدة في الاتحاد السوفيتي وذوبان الجليد في العلاقات الأمريكية السوفيتية منذ نهاية ثمانينيات القرن العشرين إلى تخفيف الحواجز عبر الحدود تدريجيًّا، وفي عام 1988، تبادلت مدينتا بروفيدنيا ونوم زيارات الوفود الرسمية، وبعد عام أُنشئت اتصالات منتظمة للركاب بين بروفيدنيا ونوم في عام 1989، واتفق الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على السماح مرة أخرى برحلات بدون تأشيرة لسكان حدود تشوكوتكا وألاسكا الأصليين الذين تربطهم علاقات قرابة، وقد عزز هذا الاتصالات بين شعب الإسكيمو في منطقة بروفيدينيا وأقاربهم في جزيرة سانت لورانس ومنطقة نومي.
وفي عام 1990، اتفقت موسكو وواشنطن على ترسيم حدودهما البحرية في بحر بيرينغ، وأدى هذا الاتفاق المثير للجدل إلى تقسيم المنطقة الغنية بالموارد النفطية والموارد الحيوية البحرية.
تسبب انهيار الاتحاد السوفيتي في حدوث تغييرات جذرية لاحقة في المناطق الحدودية بين الولايات المتحدة وروسيا، وتسببت الأزمة الاقتصادية الحادة في روسيا في تخفيض الحكومة تمويل الأنشطة الصناعية والخدمات الاجتماعية تخفيضًا كبيرًا في تشوكوتكا؛ مما أدى إلى تعطيل وصول الخدمات.
ومع نهاية الحرب الباردة، نُزع السلاح على جانبي الحدود: حيث أزالت روسيا معظم قواتها ومعداتها العسكرية من تشوكوتكا، في حين خفضت الولايات المتحدة عدد منشآتها العسكرية في ألاسكا بأكثر من النصف، وتم التخلي عن بعض المواقع العسكرية وحرس الحدود القريبة من الحدود: أزالت روسيا حرس الحدود من جزيرة مدني، وأغلقت الولايات المتحدة محطة أتو، وكذلك القواعد العسكرية في جزيرة أداك، وفي الوقت نفسه، ظلت أراضي تشوكوتكا بكاملها منطقة أمنية حدودية، وكان على كل من الأجانب والروس الحصول على تصاريح خاصة للدخول.
في القرن الحادي والعشرين
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ الوضع الاقتصادي في روسيا بشكل عام، وفي مناطق شمال شرق روسيا على وجه الخصوص، بالتحسن، وانتهت انقطاعات إمدادات السلع وتمكنت الحكومة المحلية من إيجاد بعض الطرق (مثل استغلال مناجم الذهب الأكثر ربحية، وصيد الأسماك، وشراء السلع الأمريكية في الحالات التي كانت فيها أرخص من البضائع الروسية) لجعل الاقتصاد الإقليمي أكثر كفاءة، وانتهى التدهور الديموغرافي الكبير في تشوكوتكا -إلى حد كبير- في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
تميز العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بالدور المتزايد للممر الشمالي الشرقي في إستراتيجية الحكومة الروسية للتنمية الاقتصادية في تشوكوتكا، وإعادة العسكرة الجزئية للمنطقة، وأدى الاحتباس الحراري والذوبان التدريجي لجليد القطب الشمالي إلى زيادة الآمال في تحويل الممر الشمالي الشرقي في نهاية المطاف إلى طريق رئيس لتسليم البضائع العابرة للقارات. ولجعل الطريق أكثر جاذبية، أعلنت الحكومة الروسية عن خططها لإنشاء عشرة مراكز طوارئ بجانبه، بما في ذلك مراكز في بيفيك، وأنادير، وبروفيديني.
ودفعت العلاقات (خاصة بعد الأزمة الأوكرانية عام 2014) روسيا إلى استعادة وجودها العسكري جزئيًّا في المنطقة، وفي عام 2014 أُعلن إنشاء قواعد عسكرية في جزيرة ميس شميدتا وجزيرة رانجيل، وأُنشئت إدارة جديدة لحرس الحدود في شرق القطب الشمالي (مسؤولة عن تشوكوتكا وياكوتيا ومقاطعة ماجادان).
وفي الوقت نفسه، في عام 2015، اتخذت الحكومتان الأمريكية والروسية خطوة مهمة لتسهيل الرحلات عبر الحدود للشعوب الأصلية المحلية: وافقت موسكو على السماح لسكان الحدود الأصليين الأمريكيين بزيارة أقاربهم الروس بدون تأشيرة بعد أن أضافت الولايات المتحدة ملحقًا خاصًا إلى جواز السفر الذي يثبت أهلية حامله.
بين التنافس والتعاون
إن التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا عبر الحدود لا يعوقه بعد المسافة وندرة الموارد على الجانب الروسي فقط؛ بل أيضًا بسبب المشاعر المثيرة للقلق، وهناك تقليد طويل من انعدام الثقة المتبادل وتأطير نيات كل طرف كخطوات لتمهيد الطريق للاحتلال، وهذا النوع من التصور منتشر على نحو خاص في النهج الروسي، حيث تنظر روسيا تقليديًّا إلى نفسها على أنها الجانب الأضعف في المنطقة.
وليس من الغريب أن تتخذ روسيا في بعض الحالات نهجًا حذرًا جدًّا في تكثيف التعاون والاتصالات الإنسانية عبر الحدود، وفي بعض الحالات، تعرقل ذلك عمدًا، ويمكن القول إن القرب الجغرافي بين الولايات المتحدة وروسيا لا يزال يُنظر إليه على أنه غير مرغوب فيه.
بدأ الخوف من الاحتلال الأمريكي الزاحف للشرق الأقصى الروسي في التأثير في المواقف الروسية تجاه المشروعات المشتركة بالفعل منذ القرن التاسع عشر. وفي نهاية خمسينيات القرن التاسع عشر، رفضت السلطات الإقليمية الروسية عرضًا قدمته شركة أمريكية لتطوير حوض نهر آمور؛ لأنها كانت تخشى أن تلقى المنطقة مصير ولاية تكساس المكسيكية، وأدى الخوف من الاحتلال الأمريكي الزاحف دورًا مهمًّا، وفي القرار النهائي رفضت روسيا مشروع النفق الأول في عام 1907، بعد الثورة البلشفية، اعتُبر تأثير التجار الأمريكيين على سكان تشوكوتكا الأصليين أيضًا خطرًا على سلامة الأراضي السوفيتي.
إقرأ أيضا : وساطة تركيا بين الصومال وإثيوبيا.. كيف تُرسخ نفوذ أنقرة في القرن الإفريقي؟
ولقد دفعت الخطط السوفيتية في أربعينيات القرن العشرين وخمسينياته الاستعداد لغزو ألاسكا، وإنشاء قوة هجومية قوية في تشوكوتكا في حالة الحرب مع الولايات المتحدة.
بدأت الشكوك بأن الولايات المتحدة ستضم تشوكوتكا بعد السيطرة الاقتصادية عليها؛ ومن ثم عملت روسيا على إبطاء التعاون الثنائي وعرقلته، وذلك بعد أن قامت روسيا بما يبدو أنه تنازلات إقليمية مفرطة في بحر بيرينغ: فقد وافقت على خط حدودي مستقيم بدلًا من منحنى يتبع شكل الخط الساحلي (الذي أعطى الولايات المتحدة معظم بحر بيرينغ).
ونشأت فكرة شراء سيبيريا والشرق الأقصى من روسيا، وهذا يعكس سياسة الولايات المتحدة، وخططها الحكومية الطويلة الأمد لتقطيع أوصال روسيا من خلال الاستيلاء على أراضيها الشرقية، وقد نُظر إلى مشروعات التعاون الأمريكية الروسية الواسعة النطاق التي بدأت في تسعينيات القرن العشرين في ضوء تهديد الاحتلال المزعوم، كما اعتُبر أن الغرض الحقيقي الوحيد لمشروع نفق مضيق بيرينغ هو استعمار شمال شرق روسيا. وعلى الجانب الأمريكي من الحدود، كان هناك حذر من السياسة الروسية في منطقة بيرنغ خاصة بعد أن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
قدمت روسيا والولايات المتحدة في بداية القرن العشرين مقترحًا بشأن التعاون لبناء نفق للسكك الحديدية تحت مضيق بيرينغ لربط سيبيريا بألاسكا، وذلك خلال منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في عام 2012 في مدينة فلاديفوستوك الساحلية الروسية على المحيط الهادئ.
ويهدف نفق بيرينغ إلى الاتصال بخط ترانس سيبيريا وبايكال أمور الرئيس، وسيتطلب بناء نحو 4000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية من ياكوتسك (جمهورية ساخا/ ياكوتيا). ومن ناحية أخرى، في الولايات المتحدة وكندا، سيلزم تجهيز ما يقرب من 2000 كيلومتر من المسار من نقطة هبوط النفق إلى خط السكك الحديدية الحالي في كندا.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط روسيا لبناء خط سكة حديد يربط أوراسيا بجزيرة سخالين الغنية جدًّا بحقول الغاز الطبيعي، ويصل في نهاية المطاف إلى جزيرة هوكايدو في شمال اليابان، ويبلغ طوله 580 كيلومترًا، وسيربط منطقة خاباروفسك وجزيرة سخالين، ومن المتصور إنشاء جسر فوق أضيق جزء من مضيق التتار.
ويتضح أن تطوير البنية التحتية للنقل عنصر أساسي للارتقاء بتلك المناطق المتخلفة الضخمة في سيبيريا، كما أن إنشاء خط سكة حديد بطول 4000 كيلومتر من نهر لينا إلى مضيق بيرنج، يشكل مهمة ذات أولوية عالية وبالغة الأهمية، ويقع نهر لينا في أقصى شرق أنظمة الأنهار الثلاثة الكبرى في سيبيريا (والأخرى هي نهرا ينيسي وأوب)، وهو عاشر أطول نهر في العالم؛ ومن ثم فإنه سيسمح بتنمية خامات الموارد المعدنية التي لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق.
ليس هناك شك في أن نموًّا اقتصاديًًا مذهلًا يحدث في آسيا، وأن المركز الاقتصادي العالمي يتجه نحو منطقة المحيط الهادئ؛ ومن ثم تتحول المنطقة إلى مركز تنافس وصراع جيوسياسي.