يعيش الشيعة اليوم في عزلة شبه تامة في العالم العربي وعلى الساحة الدولية، نتيجة لجرائم مروعة هزت الضمير الإنساني، لا سيما تلك التي شهدتها السجون السورية مثل سجن صيدنايا، حيث عُذّب الآلاف وتم توثيق مشاهد تقشعر لها الأبدان. وفي لبنان، البلد الذي كان يُلقب يومًا بـ”فرنسا العرب” ويعد بوابة السياحة للعالم العربي، أضحى مدمّرًا بفعل سياسات حزب الله المدعوم من إيران، التي لم تجلب له سوى الخراب والفوضى. أين بيروت اليوم؟ مدينة الأضواء والثقافة أصبحت عاجزة عن استعادة عافيتها، بعدما أنهكتها التدخلات الإيرانية ودعمتها بالسلاح وجرّتها إلى مواجهات خاسرة، لا سيما مع إسرائيل، لتصبح شاهدة على ما خلفته الهيمنة الإيرانية من دمار.
جاءت ثورة سوريا لتكشف المزيد من خفايا التدخلات الإيرانية، التي دفعت برأس النظام إلى الهروب وأغرقت البلاد في الفوضى، مستخدمة أدواتها المحلية لفرض حروب طاحنة. هذه السياسات الإيرانية القائمة على النهب والسلب والترويج للمخدرات لتحقيق مصالحها الضيقة، باتت واضحة للعالم أجمع.
وبعد الهزائم المتتالية، أدرك المجتمع الدولي والعربي أن إيران أصبحت مصدرًا للفوضى ولا مكان لها في أي مشروع مستقبلي إلا بتغيير نظامها واجتثاث نفوذها من العراق واليمن.
اقرأ أيضًا.. إيران بين الآيديولوجيا والبحث عن الأمن القومي
النظام الإيراني اليوم يواجه عزلة خانقة، وسط مطالب متزايدة من المجتمع الدولي والعربي بتقديم الدعم اللازم للتخلص من الأفكار التخريبية التي ألحقت الدمار بسوريا ولبنان. ويتطلب الوضع الحالي من هاتين الدولتين العودة إلى الحكمة والعقلانية، ليصبح القرار بيد دولة قوية تمثل جميع مكونات الشعب وطوائفه، من خلال نظام ديمقراطي حر يحقق الإرادة الشعبية، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.
أما العراق، فيواجه تحديًا خطيرًا، حيث أصبحت حكومته واجهة كرتونية خاضعة تمامًا لإيران. هذا النفوذ الإيراني، إن لم يُواجَه بحزم، سيقود البلاد إلى ذات المصير الذي واجهته سوريا. العراق بحاجة إلى حكومة وطنية قوية تُلغي المحاصصة الطائفية، التي دمرت البلاد وأفقدت شعبها الأمل بمستقبل أفضل. التغيير بات ضرورة حتمية، وإلا فإن الأوان سيفوت، وستجد القيادات الحالية نفسها أمام القانون، تلاحقها جرائمها وأفعالها التي لن تُنسى.
المطلوب الآن استعادة أموال الشعب وإطلاق سراح المعتقلين، وإلا فإن التاريخ لن يرحم أحدًا، وستلاحق لعنة الشعب والقانون كل من أسهم في إغراق العراق بالفوضى. وللناظرين موعد قريب.