جاء إعلان وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان، بمثابة خطوة إيجابية، في الصراع المحتدم بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل حجم الخسائر التي لحقت بمناطق عدة في لبنان وليس الجنوب مقر تمركز قوات حزب الله.
أيضًا، ألحقت صواريخ حزب الله التي أطلقها على إسرائيل الأيام الماضية، خسائر متعددة في دولة الاحتلال، بالإضافة إلى حالة الرعب والهلع التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي، مع دوي صفارات الإنذار، التي لا تتوقف بسبب أعمال القصف.
ومع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله، بوساطة وضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، تتعاظم مخاوف الفلسطينيين، من قيام جيش الاحتلال بالتركيز على تكثيف الهجمات وأعمال القصف على قطاع غزة.
الوجود الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة «غير قانوني»، ودولة الاحتلال ملزمة بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن، بناء على القرار الصادر، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 لم ينه الاحتلال لتلك المنطقة، لأنها لا تزال تمارس سيطرة فعلية عليها. أيضًا يتعين على إسرائيل إجلاء جميع مستوطنيها من الضفة الغربية والقدس الشرقية ودفع تعويضات للفلسطينيين عن الأضرار التي سببها الاحتلال.
وتحدت دول الاحتلال كافة القرارات الأممية والدولية، وقامت ببناء نحو 160 مستوطنة تؤوي نحو 700 ألف يهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 1967، وطبقًا لما ذكرته المحكمة الدولية، فإن المستوطنات غير قانونية، وجادلت إسرائيل باستمرار بأنها ضد القانون الدولي. وسياسات وممارسات إسرائيل تصل إلى حد ضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي.
ولا يحق لإسرائيل السيادة على أي جزء من الأراضي المحتلة. طبقًا للقوانين الدولية، ورغم ذلم تتحدى إسرائيل تل القرارات، وتفرض سطوتها بالقوة على القدس بأكملها، التي احتلت النصف الشرقي منها في حرب الشرق الأوسط عام 1967. وتعتبر المدينة عاصمتها غير القابلة للتقسيم، وهو الأمر الذي لا تقبله الغالبية العظمى من المجتمع الدولي.
ومما لا شك فيه، أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله، خففت وطأة القصف نسبيًا على قطاع غزة، الذي يشهد مأساة غير مسبوقة، ولكن بعد التوصل لاتفاق لوقف الحرب، من المؤكد أن إسرائيل ستكثف من الغارات على غزة، استمرارًا للحجج الواهية بشأن البحث عن عناصر حركة حماس.
اقرأ أيضا| مفترق طرق أمام قيادات حماس
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مثلما نجحت في لبنان؟.. الوضع في غزة يحتاج إلى تدخل فوري من جميع الأطراف، ويتطلب مرونة أكثر من جانب حركة حماس، لإنقاذ ما بقى على قيد الحياة من المدنيين في غزة.
غياب العدالة يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني، أمام حالة التوحش التي يهاجم بها جيش الاحتلال قطاع غزة، ومن المتوقع أن يقوم بتكثيفها، عقب قرار وقف إطلاق النار في لبنان، لذلك لابد من استغلال الفرصة، مع جانب أطراف المفاوضات، لممارسة ضغوط أكثر على جيش الاحتلال وحركة حماس، ولن يتحقق لذلك بدون وجود نية حقيقة من الجانبين لإنهاء الصراع، مدعومة بقرار قوي من الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل بلا حدود.
إن ما يحدث لا يحتاج إلى مفاوضات، بل المطلوب هو الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وعملية القتل الجماعي المتكررة للفلسطينيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى ما تقوم به إسرائيل من اقتحامات يومية للمحافظات في الضفة الغربية ومخيماتها والقتل الممنهج. وطالما أن العالم يستخدم المعايير المزدوجة في التعامل مع هذا الصمت تجاه ما تقوم به حكومة نتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة، فإن إمكانية وقف إطلاق النار أصبحت غير متاحة.
مخاوف الفلسطينيين من هجمات الاحتلال، أمر طبيعي في ظل حالة التراخي أمام جرائم الاحتلال، وبالتالي يجب الإسراع في اتخاذ خطوات ملموسة تُعجل بوقف إطلاق النار فورًا، وتطبيق القرارات الأممية، لذلك على «حماس» أن تُعلي مصلحة غزة على مصالحها الشخصية، وقطع الطريق على إسرائيل بتنفيذ مخططها بإنهاء القضة الفلسطينية دون حل عادل.