عودة ترامب: تأثيرات سياسية وتحديات أمنية تجاه الحوثيين
التحديات أمام الإدارة الجديدة من المرجح أن يواجه ترامب ضغوطاً من مؤسسات الدفاع والأمن الأميركية لتوسيع العمليات ضد الحوثيين. ويزداد هذا التحدي مع انخراط الحوثيين في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، مما يجعلهم يستجيبون للتصعيد في المنطقة.
موجه من الترقب اثيرت في إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعودته إلى البيت الأبيض أثارت موجة من الترقب العالمي، خاصة في ظل التحديات المتزايدة في أوكرانيا والشرق الأوسط واليمن. وتصاعدت المخاوف بشأن تهديد الحوثيين، الذين باتت أنشطتهم تشكل خطرًا يتجاوز حدود اليمن ليهدد استقرار المنطقة. ومنذ بداية العام، اعتمدت واشنطن سلسلة من الخطوات التصعيدية للحد من نفوذ الحوثيين، لا سيما بعد استهدافهم المتكرر للسفن التجارية في البحر الأحمر، وهي الهجمات التي تصفها الولايات المتحدة بأنها “إرهابية.”
عودة ترامب إلى الحكم تثير تساؤلات حول استراتيجيته تجاه الحوثيين، خصوصاً في ظل تهديدات وجهها خلال حملته الانتخابية بالتعامل الصارم معهم، وصولاً إلى القضاء عليهم تماماً. فهل سيتخذ ترامب إجراءات حاسمة ويمضي قدماً في سياسات صدامية كما فعل سابقاً حين صنف الحوثيين كـ”ميليشيا إرهابية”؟ أم سيتبنى سياسة أكثر اعتدالاً هذه المرة؟
تأثير عودة ترامب: إعادة تشكيل السياسة الخارجية
من المتوقع أن تؤدي عودة ترامب إلى البيت الأبيض إلى تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الأميركية، خصوصاً في ظل التوترات وعدم الاستقرار في مناطق عدة حول العالم. وفاز ترامب بعد حصوله على 312 صوتاً في المجمع الانتخابي مقابل 226 صوتاً لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس. وبعد إعلان النتائج، علق زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، مشيراً إلى أن الرئيس الجديد لن ينجح في تحقيق “صفقة القرن”، في إشارة إلى فشل الجهود السابقة لترامب في هذا الصدد. كما صرح محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للحوثيين، بأن التصعيد في البحر الأحمر سيستمر دون تأثر بوصول ترامب للسلطة.
التحديات أمام الإدارة الجديدة من المرجح أن يواجه ترامب ضغوطاً من مؤسسات الدفاع والأمن الأميركية لتوسيع العمليات ضد الحوثيين. ويزداد هذا التحدي مع انخراط الحوثيين في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، مما يجعلهم يستجيبون للتصعيد في المنطقة عبر ردود فعل عسكرية مباشرة ضد “إسرائيل”. ومنذ نوفمبر 2023، لفتت جماعة الحوثي أنظار العالم بعملية نوعية استهدفت السفينة “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، وهي خطوة مثّلت تحولاً في نوعية عملياتهم، مما دفع أميركا وبريطانيا للرد بعمليات عسكرية في اليمن. وفي يوليو، قامت “إسرائيل” أيضاً بأول هجوم من نوعه على ميناء الحديدة، استهدف منشآت حيوية في محاولة للحد من تهديدات الحوثيين المستمرة.
اقرأ أيضا| اليمن.. تكتل الأزمة
فهل سيحسم ترامب الصراع؟ في ما يرى بعض المحللين، مثل الباحث اليمني نجيب السماوي، أن مواقف ترامب المعادية لإيران قد تدفعه لاتخاذ خطوات حاسمة في التعامل مع الحوثيين، خصوصاً أن الرئيس الجديد يسعى إلى إعادة صياغة “تحالف الازدهار” ليشمل جهوداً عسكرية مشتركة ضد الجماعات المدعومة من إيران. وفي تصريح له، أشار السماوي إلى أن عودة ترامب تشكل ضغطاً إضافياً على إيران وميليشياتها في المنطقة، ويعزز ذلك رغبة ترامب في اتباع استراتيجية أكثر صرامة تشمل ضربات مكثفة ورفع الدعم العسكري المقدم للحكومة اليمنية، مما قد يقلص نفوذ الحوثيين.
إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية كانت إدارة بايدن قد ألغت تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية في فبراير 2021، مشيرة إلى مخاوف من تأثير هذا التصنيف على جهود إيصال المساعدات الإنسانية. لكن مع بداية 2024، أعادت واشنطن وبريطانيا النظر في الوضع عقب تصاعد الهجمات في البحر الأحمر، ما أدى إلى إعادة إدراج الحوثيين ضمن “المنظمات الإرهابية العالمية”. وبالرغم من أن هذا التصنيف أقل حدة من تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، إلا أنه يفرض قيوداً مالية وتجارية تمنع الأفراد الأميركيين من التعامل معهم.
وفي الوقت الذي قد يسعى فيه ترامب لتصعيد العمليات العسكرية، فإنه قد يجد نفسه مضطراً لتبني مزيج من الضغوط الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق التوازن بين تحقيق الاستقرار ومنع الحوثيين من تهديد المنطقة دون إثارة مزيد من التوترات الإقليمية والدولية.