الضفة الغربية حرب إسرائيل الحقيقية
الكيان بدأ فعليا في ضم الضفه ولكن الضم سيكون بصوره متتابعة حيث سيرافق كل عمليه عسكرية عدة سيناريوهات، مرتبطه بالتحول السياسي والاقتصادي، وما يرافقه من وضعيه سياسيه علي الأرض ولن تحتاج اسرائيل الي عمليات عسكريه كبري.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تأكيده خلال محادثات مغلقة خلال الأيام الماضية، على ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية، لجدول أعمال حكومته، عند تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 يناير القادم وقال وزير المالية الإسرائيلي المنتمي لتيار أقصى اليمين سموتريتش إنه يأمل أن توسع إسرائيل سيادتها لتشمل الضفة الغربية المحتلة في 2025، وإنه سيدفع الحكومة نحو التواصل مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لكسب دعم واشنطن، وقال السفير الأميركي القادم في إسرائيل مايك هاكابي، إن إمكانية أن توافق إدارة الرئيس دونالد ترامب على ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية واردة.
وحذر ضباط كبار من قبل من اندلاع انتفاضة ثالثة بالضفة الغربية واتهموا القيادة السياسية في إسرائيل بتصعيد التوتر هناك لإعادة فرض السيطرة والسيادة علي الضفة الغربيه وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد أعلن من قبل عن عملية عسكرية واسعة من قبل في شمال الضفة الغربية تسمي” المخيمات الصيفية”.
فالضفة الغربية هي حرب أسرائيل الحقيقية، فبعد إنتهاء إسرائيل من غزه والتي سيتم تسليمها لأمريكا فسيبدأ الكيان الانتقال للمرحله الثانيه من سيناريو حرب غزه وهو السيناريو الأصعب حيث ستبدأ بهدنه مؤقتة مع ضربات نوعيه متقطعه وبدء دخول قوات متعددة الجنسيات الي غزه، بعدها ستنقل إسرائيل بعض من قواتها وجنود الاحتياط الي الضفه الغربيه، وهنا سوف تبدأ حرب أسرائيل الحقيقيه وهي ضم الضفه الغربيه وانهاء اتفاقية أوسلو فعملية الضم فعليا دخلت حيز التنفيذ.
فالهدف من العمليات الجارية حاليا في الضفة هي أنهاء المخيمات الفلسطينية والضغط على سكانها الخروج منها والنزوح نحو المدن الفلسطينية لإنهاء حق العودة وفكرة توريثها من جيل لجيل ومنع أي جهة فصائلية لاحقا من أستغلال البيئة الخصبة لزرع فكر معاداة إسرائيل وترتيب مواقع توزيع الفلسطينين في الضفة الغربية بحيث تقسم الأراضي بين الفلسطينيين والمستوطنين لصالح الاسرائيليين والضغط على الفلسطينيين للهجرة الطوعية ولذلك يستخدم الضغط وسيلة وسيرافقه تقوية الجواز الفلسطيني وأجبار سكان المخيمات على إخلائها لصالح تدميرها ومنع فرصة الحياة فيها والتخلص من عبء المخيمات ولاحقا بناء احياء جديدة لهم علي شاكلة الاعمار في غزة.
الكيان بدأ فعليا في ضم الضفه ولكن الضم سيكون بصوره متتابعة حيث سيرافق كل عمليه عسكرية عدة سيناريوهات، مرتبطه بالتحول السياسي والاقتصادي، وما يرافقه من وضعيه سياسيه علي الأرض ولن تحتاج اسرائيل الي عمليات عسكريه كبري، او اجتياحات ضخمه مثل غزه فوضع الضفه الغربيه أسهل بكثير وهي جاهزه للضم وقد عمل الكيان الصهيوني علي ذلك السيناريو منذ عام 2006 اي منذ تولي عباس الحكم في الضفه وحماس في غزه.
بعدها ستجتاح قوات الاحتلال الضفه وسيكون احتلالا سياسيا وعسكريا واقتصاديا ،حيث سيتم اجتياح الضفة الغربية من خلال اغلاق تام ومنع تجول وإغلاق مداخل القرى الفلسطينية، بعد اعتقال ما تبقى من المطلوبين من عناصر حماس في الضفه وتجميد أموال حماس، وضرب خلاياها ومعها أيضا فتح وباقي الفصائل الفلسطينية وبعض قياديها وايضا بعض قيادي السلطة الفلسطينيه، و سيقوم الكيان باعتقال بعض الناشطين في القدس وال 48 وربما أيضا وقف نشاط الحركة الإسلامية في ال 48 واعتقال عناصرها وانهاء موضوع الجماعات الاسلاميه في المدن والقرى العربية في إسرائيل.
وستقوم بتمشيط الضفه الغربيه كلا علي حده وتقوم بإنهاء اي نشاط فردي او حزبي بشكل مطلق خاصة بعد ان قامت بأضعاف الفصائل الفلسطينية حتي النخاع ،وعملت علي تفتيت حركة فتح والتي كانت اقوي فصيل بعد أن انغمس قادتها في ملذات السلطه ،ومنع اي حراك ضدها وقد حضرت اسرائيل وروضت وجهزت مستوطنين متطرفين للعيش في الضفه الغربيه، يستطيعون ارهاب الفلسطينين في حال تم تهديد وجودهم في مناطق 67، وهموا ليسوا كما مستوطني تل أبيب او الشمال او الجنوب ولكنهم اكثر تطرفا وعدوانيه.
بعدها سيبدأ الكيان في حكم الضفه من خلال ضابط عربي في الاداره المدنيه، تحت زمرته مجموعه من الضباط في كل اداره مدنيه مقسمه في الضفه الغربيه،كما سيتم ترشيخ شخصيه فلسطينيه وغالبا ستكون غير مرتبطه بالفصائل حيث سيتم تدريبه ليكون وسيطا لوجستيا لإدارة شئون الفلسطينين الداخليه جنائيا وخدماتيا ،كما سيتم تغيير بعض مناهج التعليم الفلسطينيه بما يتلائم مع متطلبات المرحله ،وتحديد نوع الخطاب في الاعلام الفلسطيني بما لا يعرض المستوطنيين للخطر في الضفه الغربيه وداخل اسرائيل ،ودعم النشاطات الرياضيه وعمل الانديه لتحويل طاقة الشباب الفلسطيني بعيدا عن السياسه.
ولن يسمح للاسلام السياسي بالسيطره علي الضفه ،ولن يكون هناك فرصه لحماس للتواجد فقائمة الاغتيالات جاهزه ولن يسمح لفلسطينيو الضفه بالحصول علي الهويه الاسرائيليه، وسيحتفظون بهوياتهم وجوازاتهم الفلسطينيه وسيتم التعامل معهم علي انهم فئات عرقيه عربيه تعيش في الضفه الغربيه في اراضي خاضعه للاحتلال ، وستسعى اسرائيل لتقليل الوجود الفلسطيني من خلال الهجرة الطوعية وسينتشر الاستيطان بشكل جنوني في الضفة الغربية والقدس وال 48.
اقرأ أيضا| أسئلة الإبادة بين غزة والسودان!
أما بالنسبة للسلطه الفلسطينيه فهي الان تحتضر وهي في حالة موت سريري ،وبالتأكيد وقبل الانتخابات القادمه وقبل انتهاء حقبة نتنياهو سيحزمون حقائبهم ويغادرون رام الله والضفة بعد ان تقرر قوات الاحتلال ضبط الأمن في داخل المناطق الفلسطينيه ،لمنع الفوضي وحفاظا علي أمن المستوطنات، وستدخل الدبابات الي داخل المدن الفلسطينيه في الضفة لترتيب وضع السكان الفلسطينيين وبذلك تكون قد أسقطت اتفاقية أوسلو وحكم دام ٣٠ عاما.
وستطلب من بعض قيادي السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بالمغادرة من الضفه الغربيه ومن فلسطين كلها نحو الخارج، واعتقال البعض الآخر والطلب من الآخرين بوقف اي نشاط أو أي تصريح اعلاني والتزام الصمت .وبذلك تكون اسرائيل قد أنهت السلطة الفلسطينية و أغلقت ملف أوسلو وأنهت اي نشاط لاي فصيل فلسطيني في المرحلة المقبلة وأنهت القضية الفلسطينية وسوف يتم تصنيفها على أنها قضية اقتصادية وإدارة خدماتية بتشارك اسرائيلي امريكي اوروبي أما السلطة الفلسطينية الحالية فربما يتم أستخدامها لتحقيق الهدف الأخير في غزة وهو المساعدة علي إدارة السكان هناك مؤقتا حتي تهجيرهم طوعا وهذا لا يعني أن غزة ستكون للفلسطينيين وانما مرحلة انتقالية بعد الحرب .
لاحقا سيكون هناك دورا بارزا لبعض الدول العربية وبالأخص في الدعم الاقتصادي وعلى رأسهم السعودية مقابل أن تتولى السعودية الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين كما ستلعب الامارات وقطر دورا أيضا وستنضم لاحقا العديد من الدول العربية.وربما تنصب اسرائيل مع الإدارة المدنية الفلسطينية.
فالسلطة الفلسطينية نحو النهاية القريبة وإغلاق ملف أوسلو وشخوصه ولا مكان للفصائل الفلسطينية في أي نشاط سياسي بما فيهم فتح وقادتها .واعتقد انه وفي أي لحظة سيتم اغلاق بوابات الضفة الغربية ولفترة ليست طويلة لمنع أي نشاط ضد إسرائيل أو خلخلة أمن المستوطنين،وسيتم تنصيب الادارة الخدماتية الجديدة والتي مهمتها إدارة التجمعات السكانية الفلسطينية تحت إشراف اوروبي امريكي.