“ماسك”.. امبراطور التكنولوجيا و”صانع الملوك” في المشهد الأمريكي
"قطب التكنولوجيا" إيلون ماسك لم يغير بوصلته السياسية عبثا، فتقاطع طرقه مع "قطب العقارات" دونالد ترامب، تحكمه أجندات الاقتصاد والمصالح عبر إعفاءات ضريبية وتسهيلات أخرى لفائدته تقوده لأن يكون أقوى رجل في العالم.
دونالد ترامب الرئيس العائد إلى المكتب البيضاوي، بعد “فوز مزلزل” على خصومه بمعسكر الديمقراطيين، كَثُر الهمس هناك في أروقة السياسة داخل أمريكا وخارجها عن دور “إيلون ماسك” ملك التكنولوجيا في “العودة التاريخية” لترامب الرئيس الأكثر إثارة للجدل بالتاريخ الأمريكي.
إيلون ماسك أغنى رجل في العالم، راهن على فوز ترامب في انتخابات 2024، ودعمه بأكثر من 130 مليون دولار حسب تقديرات إعلامية أمريكية، ليس هذا فحسب بل أحدث لجنة عمل سياسي باسم America Pac تعمل على حشد التأييد لترامب، وحصد الأصوات لصالح “السياسة الترامبية”.
أباطرة المال بخدمة “أبو إيفانكا”
نفوذ ماسك للتأثير على السباق الرئاسي الأمريكي، كان جليا وصريحا أثناء تعهده بالتبرع بمليون دولار يوميا حتى انتخابات 5 نوفمبر لأي شخص يوقع على عريضة له على الإنترنت لدعم دستور الولايات المتحدة.
ومنذ محاولة اغتيال دونالد ترامب في الـ 13 من يوليو الماضي بولاية بنسلفانيا، أعلن ماسك دعمه العلني لترامب في السباق الرئاسي عبر منصة “إكس” كلاعب رئيسي في نظام إعلامي مؤثر حشد الرأي العام الأمريكي والترويج لفائدة ” أبو إيفانكا”.
ففي يوم الانتخابات، قام ماسك بنشر حوالي 200 تغريدة على منصة “إكس”، ويتابع حسابه أكثر من 200 مليون شخص.
وحققت التغريدات مشاهدات وصلت إلى 955 مليون مشاهدة، مما أسهم في تعزيز شعبية الرئيس العائد ترامب.
ليتطابق مزاج “امبراطور التكنولوجيا” مع مزاج ترامب القادم من “بزنس العقارات”، الذي لم يخف بدوره خططه المستقبلية بشأن “صديقه الملياردير” فهو يفكر في تعيينه بدور استشاري ضمن إدارته في حال فوزه لبرد عليه ماسك “صانع الملوك” الجديد بالمشهد الأمريكي باستعداده للعمل معه.
ثمار “النصر التاريخي”
ومع إعلان “النصر” لدونالد ترامب في البيت الأمريكي، ظهرت علامات فورية على رهان ماسك بصعود ترامب إلى كرسي البيت الأبيض إذ ارتفعت أسهم “تسلا”، شركة صناعة السيارات الكهربائية، بنحو 15 في المائة بالتداول في وول ستريت، بزيادة في الثروة قدرها 15 مليار دولار.
تقارير إعلامية أمريكية تتحدث عن جني ماسك “الفتى العبقري” لثمار “العودة التاريخية” لترامب بنيله دور استشاري مؤثر في إدارة ترامب الجديدة، يقود فيها وزارة جديدة مقترحة باسم “وزارة الكفاءة الحكومية”، ستمنحه صلاحيات واسعة لإعادة هيكلة البيروقراطية الفدرالية.
لتتوسع نفوذ إيلون الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا وإكس”، عبر التأثير بشكل مباشر على سياسات واشنطن في قطاعات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، والسيارات الكهربائية.
الصديق “العدو”
العلاقة بين الرجلين تعكس المقولة الشهيرة “لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة”، فمنذ عامين فقط، كان ” فتى التكنولوجيا” ماسك يساند معسكر الديمقراطيين، بدءا من من دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما في حملته الانتخابية عام 2007، مرورا بتبرعه بالملايين لصالح هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية ضد ترامب نفسه عام 2015.
مسار العلاقة الباردة بين “الثنائي الغريب” امتد إلى عام 2016، عندما انتقد ماسك ترامب في مقابلة عام 2016 مع قناة “سي إن بي سي”، ووصف ترامب بأنه “خاسر تماما”، وقال إنه صوت لصالح جو بايدن في عام 2020.
لكن نقطة التحول المفاجئ في علاقة الرجلين من انتقادات علنية إلى تحالفات صريحة، حيث تداخلت مصالح “السياسي والعبقري” خاصة فيما يخص تحرير القيود الحكومية بشكل كبير، في مجال استكشاف الفضاء.
في كل مناسبة، يتبرم ماسك من القيود التنظيمية المفرطة التي تعيق الإبداع، وتشل ما يراه تقدما نحو التحول إلى حضارة متعددة الكواكب وهو هدف أساسي لشركته، “سبيس إكس”.
كما اشتكى ماسك من مقترح فر ض ضريبة على الأثرياء تحت اسم “ضريبة الحد الأدنى لدخل المليارديرات” بعد ضغوط تنظيمية واجهتها أعماله ومشروعاته في ظل إدارة جو بايدن، معلنا عن أنه إذا دفع ضرائب أقل، فسوف “يستخدم المال لنقل البشرية إلى المريخ”.
الأمر الذي قد يفسر تأكيد ماسك على أن البشرية لن تصل إلى المريخ أبدا من دون ترامب وتخفيضاته الضريبية لصالح المليارديرات.
“قطب التكنولوجيا” إيلون ماسك لم يغير بوصلته السياسية عبثا، فتقاطع طرقه مع “قطب العقارات” دونالد ترامب، تحكمه أجندات الاقتصاد والمصالح عبر إعفاءات ضريبية وتسهيلات أخرى لفائدته تقوده لأن يكون أقوى رجل في العالم.