ملفات فلسطينية

يوم الصحفي الفلسطيني.. تضامن عالمي بطعم الدم

التضامن الحقيقي مع الصحفي الفلسطيني لا يكون ببيانات الشجب والاستنكار، بل يتعدى ذلك ليصل إلى ضرورة اتخاذ خطوات أكثر جرأة وقوة، مثل مقاطعة المسؤولين الإسرائيليين ومنعهم من الظهور على القنوات العربية والأجنبية.

يحيي صحفيو العالم ومعهم الصحفيون الفلسطينيون، في السادس والعشرين من سبتمبر في كل عام اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني “يوم الصحفي الفلسطيني”، منذ أن أعلنه الاتحاد الدولي للصحافيين بُعيد أحداث انتفاضة النفق في العام 1996م التي أصيب خلالها العشرات من الصحفيين الفلسطينيين أثناء مزاولتهم أعمالهم، في تغطية الأحداث التي انطوت على انتهاكات جسيمة لقوات الاحتلال بما فيها استهداف الصحافيين أنفسهم ما دفع الاتحاد للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين وإعلان هذا اليوم يوماً للتضامن معهم.

ولا زال الصحفي الفلسطيني يتعرض لهجمة وحشية وبربرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ قتل وأعدم هذا الجيش العنصري بدم بارد منذ السابع من أكتوبر لهذا العام ما يزيد عن ١٧٣ صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام، أثناء عملهم الصحفي في تغطية جرائم الاحتلال، أو أثناء تواجدهم في منازلهم ما ألحق الأذى البالغ والشديد بهم وبعائلاتهم، ويضاف إلى سجل هذا الجيش الفاشي أنه ألحق الإصابات بعشرات الصحفيين والإعلاميين ولا زال البعض منهم في حال الخطر الشديد ويحتاج للمتابعة الطبية الفائقة التي منعت عنهم بفعل الحصار وإغلاق المعابر.

كما قام هذا الجيش النازي بأسر واعتقال العشرات من فرسان صاحبة الجلالة، أفرج عن البعض منهم بعد قضائهم الأيام والليالي في زنزانات القمع الصهيوني، تعرضوا خلالها للتعذيب الشديد والمهين، في ظل ظروف اعتقال غير إنسانية.

أمام هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه الصحفي الفلسطيني، فإن العالم مطالب بالتحرك الفوري لحماية الصحفي الفلسطيني من الانتهاكات الخطيرة الممارسة بحقه من قبل حكومة الاحتلال وجيشها المرتزق، من خلال إلزامها بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة، والقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتوفير الحماية اللازمة لهم أثناء عملهم الصحفي.

اقرأ أيضا| هل القطاع جزء من الدولة الفلسطينية؟

إن التضامن الحقيقي مع الصحفي الفلسطيني لا يكون ببيانات الشجب والاستنكار، بل يتعدى ذلك ليصل إلى ضرورة اتخاذ خطوات أكثر جرأة وقوة، مثل مقاطعة المسؤولين الإسرائيليين ومنعهم من الظهور على القنوات العربية والأجنبية، ومقاطعة الاتحاد الصحفي الإسرائيلي من قبل الاتحادات الصحفية الدولية والقارية، فهذا أقل تضامن يمكن مع الصحفي الفلسطيني الذي تحول اليوم العالمي للتضامن معه ليوم بطعم الدم، ورائحة الموت.

فتحية إكبار واعتزاز للصحفي الفلسطيني تقديرا لما يلاقيه في خدمة مهنة المتاعب، وعرفانًا بدوره الوطني في تثبيت حضور الرواية الفلسطينية، ودحض دعاوى الاحتلال الزائفة، رغم ما يعانيه جراء الاحتلال من جرائم واعتداءات متواصلة.

نستحضر في يوم الصحفي الفلسطيني رسالتنا ومسؤوليتنا في الحفاظ على حرية الكلمة والرأي والنقاش الحر المنضبط بالنزاهة والشفافية والموضوعية وأصول العمل المهني، وإذا كان صحفيو العالم يفخرون بانتمائهم لهذه المهنة السامية، فإن الصحفي الفلسطيني يضيف إلى هذا الفخر شرف الانتماء إلى قضيته الوطنية العادلة.

صحفيي فلسطين .. أثبتم دوما أنكم فرسان الميدان وعيون الحقيقة بأقلامكم المتدفقة بدم الشهادة، وعدساتكم المعبأة بقوة الحق، أثبتم أن حياة القلم والكاميرا ليست كحياة البشر، فحياة القلم أبدية، وبقاء الصورة لا يحده الزمن.

فهنيئا لفلسطين بكم .. وهنيئا لأحرار العالم بكم .. وهنيئا لصحفيي فلسطين أن كان لهم شرف الانتماء إلى هذه الأرض فلسطين الحبيبة، فرغم الألم ورغم الوجع، يبقى الأمل، فكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى