هل القطاع جزء من الدولة الفلسطينية؟
لقد غادر القطاع أكثر من أربعمئة ألف شاب بسبب الأوضاع المزرية إبان حكم حماس قبل طوفان الموت، وأما بعد الطوفان فإن الإحصائيات تشير إلى أن نصف سكان القطاع سيبحثون عن مكان آخر للعيش.
مضى أكثر من عام وما زالت غزة تنزف بجراحها، وأصبحت تساؤلاتها أكثر تعقيدا، الشتاء القارس كما توقعات خبراء الطقس على الأبواب، فهل من خيمة تأوي النازحين؟
هل هناك نزوح في الغد أم بعد غد نزوح جديد؟
كم هو عدد الشهداء المطلوب الوصول اليه لكي يخرج من السجون عشرة آلاف أسير؟
هل نحتاج إلى تدمير غزة لكي يتم فك الحصار؟
كم هي عدد الأعوام التي تلزم لإعادة الإعمار؟
في أي عام يستطيع الطلاب العودة للمدارس والجامعات؟
كل تلك التساؤلات تختلج عقل الانسان الغزي، الحالم بوقف الحرب، وكلها مشروعة لكونه إنسان، يحتاج مأوى وأمن وغذاء، لكن الإجابة يمتلكها اليوم ذلك الوحش الفاشي ومموله بذخيرة الموت.
مما لا شك فيه هو أن القطاع أصبح لا يصلح لإستمرار الحياة، فعدى عن تدمير المنازل والبنى التحتية، فقد قام جيش الاحتلال بتدمير كل المؤسسات التعليمية بلا استثناء وخصوصا الجامعات، وذلك حتى يدفع شباب القطاع الى البحث عن مغادرته.
لم يكتف الاحتلال بتدمير الانسان والمسكن بل ذهب لتدمير الشوارع والطرقات والصرف الصحي ومصادر المياه.
اقرأ أيضا| ذكرى تأسيس الأمم المتحدة.. واستمرار العدوان على الفلسطينيين
كل ذلك يصب في محصلة واحدة وهو أن يسقط القطاع، ونتيجة ذلك وصل الانسان في القطاع الى حالة من الشلل الدماغي إن جاز التعبير، وهي مرحلة من محدودية التفكير في إطار ضيق من فكرة الصمود أو الهرب الى المجهول خارج القطاع وطواعية.
لقد غادر القطاع أكثر من أربعمئة ألف شاب بسبب الأوضاع المزرية إبان حكم حماس قبل طوفان الموت، وأما بعد الطوفان فإن الإحصائيات تشير إلى أن نصف سكان القطاع سيبحثون عن مكان آخر للعيش.
وأما على الجهة الأخرى، فتبحث الفصائل وعلى رأسها حركة فتح وحماس إدارة القطاع بعد انتهاء العدوان، في الوقت الذي تبحث حركة حماس عن قيادة العملية بواجهة السلطة، وذلك لجعلها شماعة أي اخفاق محتمل.
بل سيحدث ذلك الإخفاق، لان الكيان لن يسمح بنجاح المهمة، وسيعمل على افشالها بكل قوته، ومن هنا لن يكون من المقبول المصالحة المبنية على ضغائن جديدة بفكر جديد، ولذا على الشرعية الفلسطينية القيام بواجبها الوطني دون المصالحة وبأي شكل كان.
وبالعودة لذكرى انطلاقة حركة فتح أواخر ديسمبر 2022، وأعداد مئات الألوف من الجماهير الزاحفة لساحة الشهيد ياسر عرفات (الكتيبة)، نستنتج أن من ذهب فينا لقرار طوفان الموت لم يكن يحمل شرعية الأغلبية، ولذا عليه الخروج من حياتنا دون سلطة جديدة.
لن نحصل على الدعم الكافي لاعادة الاعمار ، مع الإقرار باستحالته، وذلك حقيقة، فهل انتهت الحياة في القطاع؟ أم انتهى القطاع من حلم الدولة؟