عشر سنوات من العمل الشاق فى بناء هذا البلد ودون توقف ووسط نيران مشتعلة حولنا فى كل مكان وصعاب وتحديات وأزمات لا أول ولا آخر لها، لم تبدأ باحتياطى نقدى متدنٍ فقط، ولا خلو الخزانة العامة تقريباً حتى من مرتبات موظفى الدولة فقط، ولا بطالة تجاوزت الـ13٪، ولا إرهاب يضرب فى كل مكان بطول البلاد وعرضها، ويختار من أرضنا المقدّسة فى سيناء مركزاً لعملياته كان كل ذلك مجتمعاً!! وفى وقت واحد!! فماذا حدث؟!
الأمن كان على قمة الأولويات حتى يعيش المصريون حياة طبيعية بعيداً عن التفجير والقتل والإرهاب الذى صار فى كل مكان من الدقهلية إلى الإسماعيلية، ومن الحوامدية إلى الإسكندرية، ومن الطالبية إلى المطرية، ومن عمليات إجرامية بلغت خلال سنة أكثر من 500 عملية، أى بمعدل عملية ونصف كل يوم، إلى 8 عمليات فى عام 2018، حتى تراجع العدد إلى صفر عملية فى العام.. لكن فى الوقت نفسه أعدنا بناء جهاز الأمن كاملاً، وعلى أفضل ما يكون، بما فيه شكل وواجهات أقسام الشرطة، لتصبح بشكل يليق بما تقدّمه من خدمات يعيش المصريون بناءً عليها فى أمان.. يذهبون إلى مناسباتهم وأعمالهم ومصالحهم آمنين على أرواحهم وأموالهم!
ومع محنة الارتباك الكبير فى محيطنا الإقليمى، ومع النيران المشتعلة فى بلادنا العربية الشقيقة استطعنا فى الوقت نفسه بناء جيش قوى، وكأكبر قوة عسكرية عربية أفريقية شرق أوسطية موجودة فى كل تصنيف دولى فى أهم عشرين جيشاً، وفى أهم ستة عشر جيشاً دولياً، وفى أهم اثنى عشر جيشاً، فضلاً عن التصنيفات النوعية التى تجعل بعض الأفرع فى تصنيف دولى متقدّم كما هو الحال فى القوات الجوية المصنّفة فى الترتيب الثامن عالمياً، والأولى فى الشرق الأوسط.
وصار لدينا تنوّع فى السلاح، نمتلك الرافال والميسترال والفيريم وغيرها.
اقرأ أيضا.. تجمع بريكس.. مصر المسار الأفضل
ومن التراجع فى الخدمات الصحية إلى القضاء على مرض شديد الخطورة «فيروس سى» الذى أنهك أجساد المصريين لسنوات طويلة، وأرهق معه موازنات ومخصّصات الصحة فى مصر.
ثم تأتى المعجزة بالقضاء عليه كلية، وتتحول مصر من أكبر بلد فى العالم يعانى من المرض إلى أهم بلد يقدّم له العلاج ويتحول إلى قبلة العالم، لدرجة وجود برامج سياحية خاصة للعلاج منه بزيارة مصر للفحص الطبي والحصول على كورسات العلاج والعودة، وإلى حد اعتراف مشاهير فى العالم بمرورهم بتجربة التخلص من الفيروس فى مصر التى وصفوها بأنها أنقذت حياتهم.
ومنهم المخرج والكاتب البريطاني تيم كولمان، مبادرة مواجهة فيروس سى فحصت 80 مليون مواطن وتقدّم لها 1.1 مليون مواطن وعالجت 4 ملايين بتكلفة 6.2 مليار جنيه!
الحديث طويل عن المحن التى حولتها مصر إلى منح.. وإلى طاقة عمل كبيرة وعمليات بناء جبارة فى كل اتجاه أشار إليها الرئيس السيسى فى مؤتمر السكان قبل يومين.. وبما يستحق معه أن يكون للحديث بقية..