غزة

مجزرة الخبز: تجويع الفلسطينيين ثم تجميعهم لقتلهم!

واضح أن بايدن وأوستن، والمسؤولين الأمريكيين، لا يسمعون تصريحات بن غفير (الذي وصف المسؤولين عن المجزرة الأخيرة بـ«الجنود الأبطال»)

وثّقت وسائل أنباء عربية حصول مجزرة غير مسبوقة في شمال غزة حين تعرّض عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون في الرابعة والنصف فجر أمس الخميس عند تقاطع شارعي 10 وهارون الرشيد مع منطقة النابلسي امتدادا إلى منطقة الـ17 جنوب غرب مدينة غزة وصول ثماني عشرة شاحنة محملة بالطحين ومعلبات. الشهود الذين تحدثوا للصحافيين قالوا إنهم تعرّضوا للقصف ونيران الرشاشات والمسيّرات، وهو ما يفسر وقوع أكثر من 112 شهيدا وأكثر من 760 جريحا.

اتجه مسعفو مشفى الشفاء نحو موقع المقتلة فوجدوا المئات على الأرض، فيما أكد مدير المشفى تركز الإصابات على الرأس والأجزاء العلوية من الجسد في دليل على استهداف متعمد للقتل، ولأن عدد الشهداء والجرحى كان أكبر من قدرة «الشفاء» فقد تم نقل كثيرين إلى مشفيي المعمداني في غزة، وكمال عدوان في جباليا.
الإعلام الحكومي في غزة أكد وجود «نية مبيتة» للهجوم على النازحين، ورأى المتحدث باسم وزارة الصحة أن المجازر الأخيرة تشكل «تحولا جديدا في مسلسل الإبادة الجماعية».

حاولت إسرائيل التنصل من المسؤولية وتحميلها للفلسطينيين أنفسهم، فحسب آفي هيمان الناطق باسم الحكومة أن «سائقين مدنيين من غزة اندفعوا وسط الحشود مما أدى في النهاية إلى مقتل عشرات الأشخاص» فيما نشر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش مقطعا مصورا قال إنه يوثّق اعتراض فلسطينيين لشاحنات مساعدات «ونهبها مما تسبب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس»!

شبّه أحد مدراء مجمع الشفاء تداعيات الواقعة بما حصل بعد قصف مشفى المعمداني حيث تلقى المجمع مئات الجرحى، ويكتسب هذا التشبيه أهمية حين نقارن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تبنى حينها الرواية الإسرائيلية عن قصف الفلسطينيين لأنفسهم، بموقفه الجديد الذي قال فيه إن الولايات المتحدة تتحقق من «الروايتين المتضاربتين»!
من جهة أخرى، وبعد الإلحاح في سؤال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال جلسة استماع في الكونغرس، اعترف بمسؤولية إسرائيل عن قتل «أكثر من 25 ألفا» من النساء والأطفال الفلسطينيين، مضيفا أنه تم إرسال نحو 21 ألف ذخيرة موجهة بدقة إلى إسرائيل منذ بداية حربها على غزة، في تأكيد ضمني على مسؤولية أمريكا عن الإجرام الإسرائيلي الهائل في غزة، وفي محاولة بائسة للقول إن تسليم ذخيرة دقيقة لإسرائيل سيخفّف من تلك المسؤولية، أو يخفف من عملية الإبادة الجماعية الجارية للفلسطينيين.

واضح أن بايدن وأوستن، والمسؤولين الأمريكيين، لا يسمعون تصريحات بن غفير (الذي وصف المسؤولين عن المجزرة الأخيرة بـ«الجنود الأبطال») وأمثاله في الحكومة الإسرائيلية، مثل ماي غولان «وزيرة المساواة الاجتماعية» التي أعلنت فخرها بالدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي، ولا يتابعون أشكال تباهي الجنود الإسرائيليين بإجرامهم في غزة.
بداهة الإجرام في العملية كانت واضحة للعديد من الجهات الدولية، حيث أعلن مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن «الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب» فيما أعربت مؤسسة «أوكسفام» الخيرية، على سبيل المثال، عن استنكارها تعمد إسرائيل استهداف المدنيين بعد تجويعهم، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للقوانين الإنسانية الدولية، خاتمة منشورها (على منصة «إكس») أن «خطر الإبادة الجماعية بات حقيقة».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى