اليوم الدولي للقضاء على الفقر.. جهود عالمية متواصلة لضمان «الكرامة للجميع»
تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للقضاء على الفقر، في 17 أكتوبر من كل عام، وهو يوم يقر فيه العالم بجهد ونضال من يعيشون في الفقر، ويتكاتف العالم كله ويكثف جهوده نحو القضاء على الفقر المدقع الذي يعاني منه نسبة كبيرة من سكانه، كما يهدف إلى ضرورة مشاركة الأشخاص الذين يعانون الفقر في القرارات التي تؤثر على حياتهم ومجتمعاتهم لبناء مستقبل أفضل.
الكرامة للجميع
يعد القضاء على الفقر بكل صوره من أولويات الأهداف السبعة عشر لخطة التنمية المستدامة المخطط تنفيذها بحلول عام 2030، وقد كان موضوع عام 2022 – 2024 يؤكد أنّ كرامة الإنسان ليست حقًا أساسيًا وحسب بل هي الأساس لكافة الحقوق الأساسية الأخرى، كما أنها حق إنساني لكل فرد على وجه الأرض، وهذا ما يفتقده ويعانيه الفقراء من حرمان من كرامتهم وغياب لاحترامهم.
تاريخ اليوم
وفقا للموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، يعود الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى تاريخ 17 أكتوبر من عام 1987، حينما اجتمع ما يزيد على مئة ألف شخص تكريماً لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقِّع فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.
اقرأ أيضا.. إسرائيل تخترق القوانين الدولية بالأسلحة المحظورة.. من يحاسب الاحتلال؟
وتابعت اليونسكو: “قد أعلنوا أن الفقر يعدّ انتهاكاً لحقوق الإنسان وأكدوا الحاجة إلى التضافر بغية ضمان احترام تلك الحقوق.. وقد نُقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذى رُفع عنه الستار ذلك اليوم.. ومنذئذ، يتجمع كل عام في السابع عشر من أكتوبر أفراد من شتى المشارب والمعتقدات والأصول الاجتماعية لتجديد التزامهم إزاء الفقراء والإعراب عن تضامنهم معهم”.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 47/196، الذي اعتمدته بتاريخ 22 يناير 1992، 17 من أكتوبر، يوماً دولياً للقضاء على الفقر.
تعريف الفقر
يُعرف الفقر بأنه حالة من العوز والحرمان حيث لا يستطيع الفرد أو الأسرة تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية، ويختلف تعريف الفقر حسب الزمان والمكان، وبينما يتمحور الفقر في الدول النامية حول عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، يتسع المفهوم في الدول المتقدمة ليشمل الحرمان من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، في كلتا الحالتين، يتسبب الفقر في زيادة معدلات الجريمة، وانعدام الفرص التعليمية، وتفاقم المشكلات الصحية، ما يؤدي إلى تفاقم الفجوات الاجتماعية والاقتصادية.
الفقر ليس مجرد حرمان اقتصادي، بل هو مجموعة معقدة من العواقب الاجتماعية والصحية التي تعرقل التنمية الفردية والمجتمعية. من بين أهم نتائج الفقر: ضعف التعليم، والمشكلات الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، وزيادة معدلات الجريمة.
خط الفقر العالمي 2024
تقوم المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة بتحديث خط الفقر العالمي بشكل دوري لتحديد الحد الأدنى من الدخل الذي يُعتبر الفرد فقيراً إذا لم يستطع الوصول إليه.
وفي عام 2024، تم تحديد خط الفقر العالمي عند حوالي 2.15 دولار يوميًا للفرد، ويعتمد تحديد هذا الخط على متغيرات اقتصادية عالمية مثل التضخم وأسعار السلع الأساسية، ويُستخدم هذا المؤشر لقياس مستوى الفقر في مختلف البلدان.
أسباب الفقر
يمكن إرجاع الفقر إلى عدة أسباب تختلف بين البلدان والمجتمعات، ومع ذلك، يمكن تلخيص بعض العوامل الرئيسية التي تسبب الفقر عالميًا: النزاعات المسلحة، وسوء الإدارة والفساد، وانعدام العدالة الاقتصادية، والكوارث الطبيعية.
الفقر والرخاء والكوكب
أشار البنك الدولي في تقريره الجديد، الذي صدر الثلاثاء، “الفقر والرخاء والكوكب” إلى أن القضاء على الفقر كما هو محدد لما يقرب من نصف سكان العالم -من يعيشون على أقل من 6.85 دولار في اليوم- قد يستغرق أكثر من قرن من الزمان إذا استمر العمل على نفس الوتيرة البطيئة التي نشهدها اليوم.
ويقدم التقرير أول تقييم للتقدم العالمي نحو القضاء على الفقر وتعزيز الرخاء المشترك على كوكب صالح للعيش فيه بعد انحسار جائحة كورونا.
وأكد البنك في تقريره أن الهدف العالمي المتمثل في القضاء على الفقر المدقع -المحدد عند 2.15 دولار للفرد في اليوم- بحلول عام 2030 أصبح بعيد المنال، فقد يستغرق القضاء على الفقر عند هذا الحد ثلاثة عقود أو أكثر، وهو ما ينطبق على البلدان منخفضة الدخل بشكل رئيسي.
ويعيش ما يقرب من 700 مليون شخص -8.5% من سكان العالم- اليوم على أقل من 2.15 دولار في اليوم، ومن المتوقع أن يعيش 7.3% من السكان في فقرٍ مدقعٍ في عام 2030.
ولا يزال الفقر المدقع متركزاً في البلدان التي تعاني من الهشاشة والانخفاض المستمر في معدلات النمو الاقتصادي، ويقع الكثير منها في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
واليوم، يعيش 44% من سكان العالم على أقل من 6.85 دولار في اليوم، وهو خط الفقر في الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل، ولم يتغير عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت هذا الخط كثيراً منذ عام 1990 بسبب النمو السكاني.