هزائم أوكرانيا أوصلت ماكرون إلى الجنون
ليس الفرنسيون وحدهم لا يتفقون مع رئيسهم، بل وحلفاؤه في حلف شمال الأطلسي، لا يتفقون معه. فلا بولندا ولا السويد تعتزمان إرسال قواتهما إلى أوكرانيا
وإلى حد ما، كان تشديد الخطاب نتيجة فشل هجوم القوات الأوكرانية المضاد، الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، في العام 2023.
وحتى الآن، أعلن ماكرون عن إنشاء تحالف من الدول الأوروبية لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقذائف متوسطة وطويلة المدى. كذلك، وفي أعقاب اجتماع باريس للدول الراعية لأوكرانيا، تم اعتماد اقتراح تشيكي، يقضي بشراء قذائف للجيش الأوكراني في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في أوروبا.
وفي الواقع، أشار ماكرون في خطابه إلى استعداد فرنسا لتصعيد الصراع. وفي هذا، يشترك في وجهة النظر مع زميله البريطاني ريشي سوناك، الذي يدعو بالإضافة إلى ذلك إلى اتخاذ إجراءات أكثر جرأة بشأن مسألة مصادرة الأصول الروسية.
لكن المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي لم ينس على ما يبدو كيف انتهت المواجهة العسكرية الأخيرة مع روسيا بالنسبة لألمانيا، يعترض بشدة على إرسال صواريخ توروس كروز إلى أوكرانيا.
وإذا تحدثنا عن فرنسا، فإن مبادرات ماكرون هناك قوبلت بردة فعل شديد القسوة من جانب السياسيين.
ليس الفرنسيون وحدهم لا يتفقون مع رئيسهم، بل وحلفاؤه في حلف شمال الأطلسي، لا يتفقون معه. فلا بولندا ولا السويد تعتزمان إرسال قواتهما إلى أوكرانيا. وحتى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، صرح، مباشرة، بعدم وجود مثل هذه الخطط.
ومن الواضح أن ماكرون أعلن عما يود القيام به، لكنه لا يستطيع تنفيذه، على الأقل في الوقت الحالي. ومن المستحيل أن نتصور أن تعمل القوات الفرنسية على الأراضي الأوكرانية بمفردها، خارج إطار حلف شمال الأطلسي، كما هو حال قوات الدول الغربية الأخرى.