إسرائيل تهدد وإيران تستعد.. موقف الولايات المتحدة من صراع الشرق الأوسط
تشهد منطقة الشرق الأوسط، صراعًا ساخنًا، في ظل مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي، هجماته الوحشية على قطاع غزة، والتي أعقبها مهاجمة الحوثيين السفن المتجهة الى إسرائيل عبر البحر المتوسط، وتوسع حدة الصراع بين جيش الاحتلال وحزب الله في جنوب لبنان.
ودخلت إيران على رادار الحرب، بعد ما أطلقت 180 صاروخًا على إسرائيل، ردًا على عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس داخل الأراضي الإيرانية.
دعم أميركي
وأعلنت إسرائيل أنها سترد على الهجمات الإيرانية، بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رغم الدور الأميركي المحدود في صد هجمات نحو 180 صاروخاً باليستياً إيرانياً على إسرائيل استخدم المسؤولون الأميركيون تعبيرات متباينة في وصفهم للدعم الأميركي لإسرائيل والعواقب المحتملة، إذ حذر الرئيس جو بايدن من التشكيك في مستوى الدعم الأميركي، مؤكداً أنه “دعم كامل وتام”، مشيراً إلى أن نتيجة الضربة الإيرانية كانت شهادة على التخطيط المكثف بين الولايات المتحدة وإسرائيل في توقع الهجوم والدفاع ضده. حسب صحيفة اندبندنت.
في الوقت نفسه تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن عواقب وخيمة ضد إيران من دون أن يكشف عن طبيعتها، مكتفياً بالحديث عن خطوات تالية مناسبة لتأمين المصالح الأميركية أولاً، ثم تعزيز الاستقرار إلى أقصى حد ممكن، إذ يهدد العنف المتصاعد بتقويض أحد أهداف السياسة الخارجية الرئيسة للولايات المتحدة، وهو منع حرب شاملة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ضغط الكونجرس
وبينما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع إيران ثمناً باهظاً، وأكد مسؤولون آخرون في الجيش الإسرائيلي الرد المتوقع في الزمان والمكان المناسبين لإسرائيل، لم يكن واضحاً ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في مثل هذا الرد المحتمل، لكن إدارة بايدن تعرضت لضغوط من كبار أعضاء الكونغرس الجمهوريين، وكان أحد ردود الفعل الأولى من من السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي وصف الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل بأنه “نقطة تحول”، ودعا إدارة بايدن إلى تنسيق “رد ساحق” مع إسرائيل، بما في ذلك ضرب مصافي النفط الإيرانية بقوة.
ودفع زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الإدارة الأميركية إلى فعل متناسب، مشيراً إلى ضرورة أن تواجه إيران عواقب وخيمة، وأنه لا يكفي اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة قبل لحظات من وصولها إلى المدنيين في إسرائيل أو إلى أفراد أميركيين في البحر الأحمر، بل “حان الوقت لأميركا أن تتصرف مثل صديق لإسرائيل”.
ردع إيران
وفي حين سعت الولايات المتحدة إلى إبعاد شبح توسيع الحرب منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلا أن نذر اندلاع حرب إقليمية توشك أن تشتعل بعد الضربات الصاروخية الإيرانية، إذ يعتبر مهند حاج علي نائب مدير مركز “مالكولم كير كارنيغي” للشرق الأوسط، أن الهجوم الإيراني يعطي إسرائيل سبباً للرد مباشرة على الأراضي الإيرانية، لكنه أيضاً ربما يجعل نتنياهو يحد من رده مرة أخرى للتركيز على هجوم إسرائيلي ضد “حزب الله”.
اقرأ أيضا| هل يستجيب الغرب لدعوة الرئيس الفرنسي لوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل؟
ومع إمكان ازدياد الأوضاع سوءاً بين إسرائيل وإيران، عززت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في الشرق الأوسط، إذ أمرت إدارة بايدن بإرسال قوات عسكرية إضافية للمساعدة في ردع أي هجوم إيراني والدفاع عن إسرائيل. وأرسل البنتاغون في الأيام القليلة الماضية قدرات دفاع جوي إضافية، بما في ذلك زيادة عدد الطائرات المقاتلة للمساعدة في إسقاط الصواريخ الإيرانية، وأصدر توجيهات لحاملة الطائرات أبراهام لينكولن بالبقاء في المنطقة، بينما من المتوقع وصول مجموعة حاملة الطائرات هاري ترومان إلى البحر المتوسط في الأيام المقبلة.
تحذير طهران
لكن يبدو أن إيران لا تكتفي فقط بتحذير الإسرائيليين، بل امتد التحذير إلى الأميركيين، ففي أعقاب الضربات، قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إنه “تم تنفيذ الرد القانوني والعقلاني والمشروع من جانب إيران على الأعمال الإرهابية التي ارتكبها النظام الصهيوني التي شملت استهداف المواطنين والمصالح الإيرانية وانتهاك السيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية على النحو اللائق”، وأنه “إذا تجرأ النظام الصهيوني على الرد أو ارتكاب مزيد من الأعمال الخبيثة، فسيتبع ذلك رد لاحق ساحق وننصح الدول الإقليمية وأنصار الصهاينة بالانفصال عن النظام”.