رسالة من أطفال غزة إلى أطفال لبنان
ما يشعر به أطفال غزة ليس عقدة ذنب بقدر ما هو تحمل للمسؤولية الجماعية أمام وحشية الاحتلال الاسرائيلي ومشاريعه الاستعمارية لفلسطين ولبنان وكل المنطقة.
أكتب هذه المقالة بناء على وصية أحملها من أطفال غزة لإيصالها إلى أطفال لبنان، إثر بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان الذي وقف الى جانب قطاع غزة منذ اليوم الاول، حيث وصلتنا رسالات عديدة من أطفال قطاع غزة وهم يجمعون التبرعات لأطفال لبنان، رغم أنهم لايزالوان تحت الحصار الشامل الذي فرضته دولة الاحتلال الاسرائيلية، ولسان حالهم يقول “سامحونا… لم نكن نقصد”.
تعلو أصوات أطفال قطاع غزة من بين الانقاض ومن تحت الركام بقلوب مليئة من الحب والألم في ذات اللحظة، ويتظاهرون دعما لأطفال لبنان من الساحات المدمرة والخيم المشيدة، ومن تحت الحصار والرقابة المشددة، ويرددون “نعرف ما تعيشونه في هذه الظروف، وأنتم تسمعون مثلنا أصوات القصف وتراقبون الدمار من حولكم.
ينظر أطفال غزة إلى السماء المظلمة، وينادون أطفال لبنان المشردين في الطرقات الذي ينظرون في ذات الوقت الى ذات السماء المليئة بالدخان، قائلين نحن معكم لا تقلقوا. رغم المسافات التي بيننا، فإننا نشعر بكم ونشاطر معكم ذات التجربة، إلا أن الايام القادمة ستكون مليئة بالامان والضحك والحرية والامل، ليس لنا سبيل سوى ان نبقى صامدين ومؤمنين بأن النور قادم، واننا قادرون على بناء مستقبل أفضل لأوطاننا، وان نبدد الخوف معا، ونبني ما دمرته الة الحرب الاسرائيلية، ورغم اننا نمتلك قلوبا صغيرة الا انها اكبر من كل الحروب، وليس هناك قوة أكثر من الحب الذي سيجمعنا يوما في حدائق مليئة بالزهور والابتسامة بدلا من الدمار والدموع.
اقرأ أيضا| الحرب والدعاية.. سيناريوهات وأوراق في غزة ولبنان
ما يشعر به أطفال غزة ليس عقدة ذنب بقدر ما هو تحمل للمسؤولية الجماعية أمام وحشية الاحتلال الاسرائيلي ومشاريعه الاستعمارية لفلسطين ولبنان وكل المنطقة، وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشها أطفال غزة، إلا أن غزة كما عودتنا دائما، لم تترك يوما مظلوما الا وناصرته، والتاريخ يشهد على ذلك، عندما خرج الفلسطينيون دعما لنيلسون مانديلا، والثورات العربية، ومناصرة كل حركات التحرر العالمية، ودعمها ماليا وجماهيريا.
ما سمعته من أطفال غزة، ينقل إلينا الصورة الحقيقية التضامنية على مستوى الشعبين اللبناني والفلسطيني، والتي تبدد كل العنصرية والحقد الذي تبثه بعض وسائل الاعلام، فالقضية الانسانية تجمعنا، وإن قضية وحدة الساحات وربط الجبهات ليست قضية مستحدثة، بل هي قائمة منذ عشرات السنوات، وهي فطرية بين الشعوب، والدليل أن أول إستهداف اسرائيلي كان يتم التساؤل عن دور الشعوب العربية، والشعوب الحرة في هذا العالم الداعمة للقضايا العادلة والمحقة، ومنظمات حقوق الانسان الداعمة لحقوق الانسان، والان تم تعزيزها.
وبإسم أطفال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أنقل لأطفال غزة، لا تقلقوا، فمصيرنا واحد، وقضيتنا واحدة، ولابد ان نلتقي على ارض الحرية والكرامة أرض فلسطين محررة، وكما أرسلتم لنا الامل، نعاهدكم أن لا نترك فلسطين وحدها تواجه الاجرام الاسرائيلي وحدها، وان فلسطين أمانة في أعناقنا.