نتنياهو.. اكذب إلى أن تصدق نفسك!
نتنياهو تناسى مغزى ملاحقة محكمة الجنايات الدولية له ولوزير حربه، وتناسى كذلك مثول دولته في قفص الاتهام، أمام محكمة العدل الدولية، في تهمة مثبتة بالقرائن، حول ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
خطاب نتنياهو أمام المقاعد شبه الفارغة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان عرضاً لرواية بنيت بجملتها وتفاصيلها على تزوير الحقائق.
وكأن مستمعيه من ممثلي الدول، أو من بقي منهم جالساً على المقاعد، سيذرفون الدمع على إسرائيل المظلومة، والمعتدى عليها، من قبل حفنة عملاءٍ تعمل لمصلحة إيران، وأن قتل عشرات الآلاف وإصابة مئات الآلاف حد الإعاقة الدائمة، وتدمير بلدٍ بكامله على رؤوس أهله، هو أقل ما يحق لنتنياهو أن يفعل، وعلى العالم أن يشد على يده في ذلك.
أكبر كذبة في خطابه المطوّل، أنه ألغى من النص كلمة فلسطين والفلسطينيين، وتجاهل حقوقهم الثابتة، التي صوّتت الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمصلحتها، قبل أيامٍ من مثوله أمام المقاعد الفارغة.
اقرأ أيضا| إسرائيل: إسبارطة الصهيونية وأوهام السلام
نتنياهو تناسى مغزى ملاحقة محكمة الجنايات الدولية له ولوزير حربه، وتناسى كذلك مثول دولته في قفص الاتهام، أمام محكمة العدل الدولية، في تهمة مثبتة بالقرائن، حول ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني وليس الإيراني.
كل ما قاله نتنياهو كان تزويراً ساذجاً ومفضوحاً للوقائع الدامغة، التي تدينه وتدين جيشه ودولته جرّاء أفدح مقتلة تمارس يومياً على مدى سنة، يريدها نتنياهو مفتوحة على الزمن وقابلة للإتساع على مستوى الشرق الأوسط.
كان يخاطب الكاميرات لرفع نسبة مؤيديه في أمريكا وإسرائيل، ويزف للعالم قراره بتعميم دمار غزة والضاحية ببيروت على الشرق الأوسط كله، أمّا أمريكا الشريكة بلباس الوسيط، فليس لها من دورٍ سوى التكيف مع رغباته، وتمهيد الطرق أمام آلته العسكرية لتحقيق نصره المطلق والمستحيل.
إن أصدق وصفٍ لخطاب نتنياهو بل ولكل خطاباته هو … “إكذب حتى تصدق نفسك، وليس مهماً أن يصدقك الآخرون، ما دامت أمريكا معك فيما تكذب وتفعل”.