عام من العدوان على غزة
عام كامل من التجاهل الأمريكي للأصوات الفلسطينية التي تستغيث بها باعتبارها محتكرة التسوية في الشرق الأوسط لإيجاد حل للصراع إلا أن موقف واشنطن المخزي دفع إسرائيل لتجاهل أي رسائل تصلها من الولايات المتحدة.
أيام قليلة وتدخل الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة عامها الأول وهي الحرب التي ارتكب فيها الاحتلال مجازر إبادة جماعية أدت لاستشهاد آلاف الفلسطينيين وإصابة حوالي 100 ألف آخرين، دون أن تتحرك دول العالم الغربي التي تتغني بحقوق الإنسان والديمقراطية، وهو ما يؤكد أن دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة تتعامل بإذواجية في العدوان على غزة بعكس موقفهم في الأزمة الأوكرانية الروسية.
عام كامل يترقب فيه أبناء الشعب الفلسطيني التوصل لاتفاق وقف إطلاق فوري وإبرام صفقة لتبادل الأسرى في المدى القريب، وذلك لململة أشلائهم والعمل على معالجة الوضع الكارثي الإنساني ضد الأطفال والنساء وكبار السن، عام من التجويع الإسرائيلي للفلسطينيين بمنع إدخال المساعدات، عام من الإجرام الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة التي تحاول أن تجمل موقفها المخزي في الإقليم بحديثها عن وقف إطلاق النار وفي نفس الوقت تواصل إغراق إسرائيل بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
فتحت الولايات المتحدة مخازن أسلحتها على مصرعيها لجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي حصل على أسلحة بمليارات الدولارات التي أنتجت في المصانع الأمريكية التي ضاعفت من انتاجها للأسلحة خلال الفترة الماضية لتوفير الدعم للإسرائيليين وقواتها في الشرق الأوسط وتسليح بعض الدول الأوروبية في إطار الصراع المستمر منذ سنوات مع روسيا الاتحادية.
اقرأ أيضا| حرب غزة.. هل ينسحب الوسطاء من مهمتهم؟
عام كامل من التجاهل الأمريكي للأصوات الفلسطينية التي تستغيث بها باعتبارها محتكرة التسوية في الشرق الأوسط لإيجاد حل للصراع إلا أن موقف واشنطن المخزي دفع إسرائيل لتجاهل أي رسائل تصلها من الولايات المتحدة التي تعيش فترة ضعف في مؤسساتها خلال الأعوام الماضية، ويترقب أبناء الشعب الفلسطيني ما ستفرزه الانتخابات الأمريكية المقبلة لأنهم يدركون بأن الضغط الأمريكي الحقيقي يمكن أن يدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات وهو مستحيل تحقيقه في ظل إدارة البيت الأبيض التي تعد الأضعف على الإطلاق.
الشعب الفلسطيني المحاصر من الاحتلال في غزة والذي يتم تجويعه وفرض عليه العقاب الجماعي في إطار الحرب الإسرائيلية القذرة يؤكد أن الإقليم سيدخل في مراحل صعبة من التصعيد العسكري لا سيما مع تمسك حزب الله اللبناني بموقفه الراهن والتأكيد على أن عملياته لن تتوقف إلا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما قوبل من جانب الاحتلال بتنفيذ أقذر 3 عمليات عسكرية في قلب بيروت منذ 7 أكتوبر الماضي، ما أدى لمقتل وإصابة مئات الأبرياء من أبناء الشعب اللبناني.
نوجه رسالة تقدير واحترام لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة على صمودهم خلال الأشهر الماضية، نعزيهم في 41 ألف شهيد ونتمنى السلامة لـ 100 ألف جريح فلسطيني بينهم مرض سرطان وكلى والتهاب كبد وبائي، نؤازر إخواننا في فلسطين سواء في غزة والضفة بما فيها القدس على التمسك بالأرض والدفاع عن العرض .. عام من العدوان على غزة فلم ولن نعتاد المشهد.
تعليق واحد