تقارير

عامان على الغزو الروسي لأوكرانيا.. هل يستطيع «زيلينسكي» تنفيذ تعهده؟

تعهد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن تهزم أوكرانيا روسيا، مع دخول الحرب عامها الثالث، حيث قال خلال مراسم لمناسبة الذكرى: «نحارب لأجل ذلك منذ 730 يوماً من حياتنا. سننتصر في أفضل يوم في حياتنا».

عامان مرا على الغزو الروسي لأوكرانيا، ومازال الصراع محتدمًا دون إيجاد حل سياسي، ولم تفلح محاولات دول الناتو التي حاولت حصار روسيا اقتصاديًا، بعد العقوبات التي فرضتها، بهدف وقف الحرب على أوكرانيا.. وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإغلاق الحدود البولندية من جانب سائقي شاحنات ومزارعين، فيما حذر مسؤولون من أن هذا التحرك يهدد أمن أوكرانيا التي تستمر في مواجهة الغزو الروسي.

وأعربت الدول الغربية عن استمرار دعمها وتأييدها لكييف في مواجهة  القوات الروسية الغازية، بما في ذلك زيارة جماعية لقادة عدد من هذه الدول.

بيان البيت الأبيض

وفي هذا الصدد أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تبادلا فيه العديد من وجهات النظر في عدة قضايا، موضحًا في بيان للبيت الأبيض أن الزعيمين تناولا، مسألة دعم أوكرانيا قبل حلول الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي، وضرورة موافقة الكونغرس على تمويل أوكرانيا.

وقالت الحكومة الإيطالية في بيان إن رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، ونظيره البلجيكي، ألكسندر دي كرو، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، سافروا سويا إلى العاصمة الأوكرانية بالقطار من بولندا المجاورة.

في واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أن الولايات المتحدة “ستواصل الوقوف بحزم إلى جانب الشعب الأوكراني في دفاعه عن وطنه”.

وقال في بيان نشرته وزارة الخارجية “إن حرب بوتين لا تهدد أوكرانيا فحسب، بل تهدد أيضا أمن الولايات المتحدة، وحلفائنا في حلف شمال الأطلسي، والنظام الدولي الحر والمفتوح الذي نعتمد عليه”، مردفا: “من الضروري أن ندافع عن القواعد الأساسية التي عززت السلام والأمن والرخاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك السيادة والسلامة الإقليمية وحق الدول في اختيار مستقبلها”.

القنابل الجوية

منذ الأول من يناير الماضي، ألقت القوات الروسية نحو 450 ألف كيلوغرام من القنابل الجوية على مدينة أفدييفكا الأوكرانية التي تبلغ مساحتها 6.3 كيلومترا مربعا فقط، وفقا لتقديرات المسؤولين الأوكرانيين والمخابرات البريطانية، ما أدى إلى تحول المدينة المتضررة بالفعل إلى أنقاض ورماد.

وفي كييف، يزور زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، أوكرانيا لتأكيد الدعم الأميركي للبلاد وزيادة الضغط على الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي لتمرير مشروع قانون المساعدات الخارجية الذي يتضمن المزيد من المساعدة لأوكرانيا وإسرائيل.

ويرافق شومر أربعة أعضاء ديمقراطيين آخرين في مجلس الشيوخ كجزء من وفد من الكونغرس لإحياء الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي والالتقاء بالرئيس زيلينسكي، بحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي لا يزال فيه الجمهوريون بمجلس النواب يعلقون تمرير حزمة مساعدات خارجية من شأنها إرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا وإسرائيل.

وفي سياق متصل، قال القائد الأعلى  للجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أن بلاده سوف تنتصر على “الظلام” الروسي، في الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي.

وكتب في تطبيق تليغرام: “أنا مقتنع أن انتصارنا يكمن في الوحدة، وهذا سيحدث بالتأكيد. لأن النور دائما ينتصر على الظلام”.

وعد الجمعة

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وعد الجمعة، بأن تقف لندن إلى جانب كييف “طالما استغرق الأمر من وقت”، مشددا على أن “الطغيان لن ينتصر أبدا”.

وقال سوناك في بيان: “في هذه الذكرى القاتمة، يجب أن نجدد عزمنا. هذه هي اللحظة لإظهار أن الطغيان لن ينتصر أبدا وللقول مرة أخرى إننا سنبقى إلى جانب أوكرانيا اليوم وغدا”.

وأضاف: “نحن مستعدون لفعل كل ما يتطلبه الأمر، مهما استغرق من وقت، إلى أن تنتصر” أوكرانيا.

وفي المقابل، تفقد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قواته في مناطق تحتلها في أوكرانيا، على ما أعلن الجيش، السبت، في الذكرى الثانية لبدء الهجوم الذي نفذه الكرملين.

وقال للجنود في أحد مراكز القيادة “اليوم، من حيث نسبة القوات، فإن الأفضلية لنا”.

وجاء في بيان الجيش أن شويغو أُبلغ أن القوات الروسية في وضع هجومي بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الصناعية الاستراتيجية.

تعهد زيلينسكي

وتعهد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن تهزم أوكرانيا روسيا، مع دخول الحرب عامها الثالث، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».. وقال خلال مراسم لمناسبة الذكرى: «نحارب لأجل ذلك منذ 730 يوماً من حياتنا. سننتصر في أفضل يوم في حياتنا».

وحضر عدد من القادة الغربيين المراسم التي أقيمت في فناء مطار غوستوميل بكييف والذي استُهدف بقصف روسي في الأيام الأولى للغزو.

وأضاف زيلينسكي: «أي شخص طبيعي يريد نهاية للحرب. لكن لا أحد منا سيسمح بنهاية أوكرانيا». كما شدد على أن الحرب ينبغي أن تنتهي «بشروطنا مع سلام عادل».

وكان زيلينسكي يتحدث إلى جانب رؤساء وزراء كندا وإيطاليا وبلجيكا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الذين حضروا إلى كييف لمناسبة الذكرى الثانية للغزو الروسي.

وعانق زيلينسكي القادة ومنح أوسمة لجنود خلال المراسم التي أقيمت في فناء مطار غوستوميل بكييف الذي هاجمته قوات روسية بمروحيات في الأيام الأولى للغزو.

وقال: «قبل عامين واجهنا قوة إنزال للعدو هنا بالنار، وبعد عامين نلتقي بأصدقائنا وشركائنا هنا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى