ولاية الفقيه.. وعقيدة «الملالي» السياسية
رفضت غالبية الشعب الإيراني نظرية ولاية الفقيه، كما لا تحظى هذه النظرية بالقبول الكامل حتى في أروقة نظام الملالي نفسه.
لا تُشكل نظرية “ولاية الفقيه” نظرية دينية أساسية في إيران، بل هي عقيدة سياسية لدى فئة من الملالي اللاهثين وراء السلطة تُمنح بموجب هذه النظرية سلطة مطلقة لواحد ممن يتفقون عليه وينعتونه بالفقيه الجامع لشرائط معينة، سواء جمعها أو لم يجمعها، المهم أنَّ الحاشية من صنفه اتفقت عليه ليُصبح حاكماً شرعياً، على افتراض أنه ينوب عن الإمام المهدي المُنتظر في غيبته حسب ما يُشيعون ويدعون… وهذا أمر غير صحيح وفقاً لثوابت المذهب الجعفري، الذي يشترط شروطاً قاسية واجب توفرها فيمن يُطرح فقيهاً في المجتمع.
ومن هنا فإنَّ نظرية “ولاية الفقيه” ما هي إلا أكذوبة سياسية أخرجها ملالي إيران من وعاء الدين للهيمنة على السلطة في إيران، والتوسع في المنطقة، وأدواتهم لهذا التوجه هي الخطاب المخادع والميليشيات والمال والسلاح والمخدرات، وبالتالي تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي.
هل نظرية ولاية الفقيه نظرية مشروعة وشرعية؟
يُشرع المدافعون عن هذه النظرية وفق أهوائهم ويستندون على أحاديث وروايات تسند هواهم وعلى تفسيرات خاطئة لآيات القرآن ويُشيرون إلى سيرة بعض الأئمة من آل البيت مُدعين أنهم مارسوا السلطة وأنهم يسيرون على خطاهم، وهذا ادعاء غير صحيح، وفي حين يريدون تطبيق هذه التفسيرات لأجل نظريتهم يغضون النظر عن تفسيرات كثيرة تصون العباد والعقيدة. ويشكك المنتقدون لهذه النظرية في صحة بعض الأحاديث، ومن هنا فإنَّ هذه النظرية نظرية هوى، وقد تتفق نظرية ولاية الفقيه فيما بينها وبين المرجعية الدينية، لكن بعض مراجع الدين يرفض هذه النظرية التي تُرسخ لسلطة الفرد المُطلقة دون مشاركة الشعب.
هل أدى ملالي إيران واجبهم الشرعي تجاه رعيتهم بموجب الفقه حتى تتبع الرعية الفقيه؟
وهل من الرشد والمعقول أن يطالب ملالي إيران الآخرين بالالتزام بالعقائد، في حين أنهم هم أنفسهم ممن أسرف في هدم تلك العقائد؟ سلوك ملالي إيران وممارساتهم الدينية والاجتماعية والسياسية يفضحهم ويُبرز تناقضاتهم، إذ يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، فالفساد المالي وفساد السلطة والمساس بأرواح وحقوق وكرامة وأعراض العباد لا يُشير أبداً إلى أي نوع من الانضباط الديني أو أي تطبيق للشريعة سوى الشعار المرفوع، وهكذا تأسست سلطة الملالي بالباطل واستمرت به وستنتهي به.
ولقد رفضت غالبية الشعب الإيراني نظرية ولاية الفقيه، كما لا تحظى هذه النظرية بالقبول الكامل حتى في أروقة نظام الملالي نفسه، وكما ماتت هذه النظرية مع مؤسسها وقد وُلِدت ميتة منذ البداية ستموت بقاياها في إيران ومؤثراتها وبدعها في أوساط دول وشعوب المنطقة بعد انكشاف أمر الملالي وافتضاح مؤامراتهم، والقبول بهيمنة ملالي إيران يتوقف على الوعي الديني لدى شعوب ودول المنطقة، والموقف السياسي من ملالي إيران.
قصص مقترحة
يقول الرائد أوليه كرافشينكو إنه لم يكن مستعداً لـكيف يُقدّر المسعفون في الخطوط الأمامية تكلفة عامين من الحرب في أوكرانيا؟العلم الأوكراني وأضواء فوق أضرحة جنود أوكرانيين سقطوا في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، في 23 شباط (فبراير) 2024 في لفيفأوكرانيا في موقف دفاعي مع دخول الغزو الروسي عامه الثالثلا يتوفر الطعام كل يوم في غزة “النداء الأخير” لإنقاذ غزة من المجاعة بعد وفاة أطفال في القطاع.
هل فعلاً ملالي طهران قادرون على إقامة إمبراطورية ولاية الفقيه في المنطقة؟
تُعد مسألة إقامة إمبراطورية ولاية الفقيه في المنطقة من القضايا المُثارة في أوساط البسطاء المغرر بهم، ويُثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق ملالي إيران ذلك الهدف، وهو سؤال مهم لا يحتاج إلى جواب فحسب، بل يحتاج إلى التعاطي مع هذا التوجه بمنطق مكافحة الفيروسات. فتحقيق ذلك ممكن في ظل حالة التراخي العربي أمام استفحال نظام هش لا يمثل شرعية في إيران، كما أنه لا يُمثل سوى فئة ضئيلة من الشيعة؛ ويعارض أغلبية الشيعة نظرية ولاية الفقيه وإمبراطوريتها.
وأخيراً، يُمكن القول إنَّ إقامة إمبراطورية ولاية الفقيه تعتمد على تطورات الأحداث في المنطقة، والموقف العربي من ملالي إيران، وقدرة الملالي على البقاء.