العراق

متى ستنتهي حكاية “داعش” في العراق؟

منذ أن هيمن "داعش" على ثلث العراق، منتصف العام 2014 وحتّى اليوم، ونحن ندور في دوّامات "مكافحة الإرهاب"

العراقيّون هم من الشعوب المُتحضّرة؛ بدليل الحضارات التي تَرعرعت بأرض الرافدين، ومنها الحضارات السومريّة والأكديّة، والبابليّة، والآشوريّة والكلدانيّة وغيرها، وقد وصل العراق إلى قمّة المجد أيّام الخلافة العباسيّة.

وذكرت كتب التاريخ القديم أنّ العراقيّين، ومنذ 9000 سنة طوّروا الزراعة، وبنوا القصور والمعابد، واخترعوا فنّ التعدين، والنحت وغيرها من العلوم والفنون. واخترعوا الكتابة ومحراث البذور والعجلة، وغيرها من الاختراعات الخادمة للإنسان والكوكب، وسَنّوا القوانين الناظمة لإدارة الدولة، وعلاقات الحاكم والمحكوم.

والعراق موطن المدارس النظاميّة والمستنصريّة والمرجانيّة وغيرها من المدارس التي نشرت العلوم، ونوّرت العقول.

وهذه دلائل باتّة بأنّ العراقيّين من الشعوب المُتحضّرة، والساعية لعمارة الأرض وليس لتخريبها وتدميرها.

ومع هذا التاريخ الإنسانيّ المشرق والعميق نَجد، ومنذ أكثر من عقدين، محاولات لطمس هويّة العراق، وسحق حضارته وأهله، وتصوير شعبه بأنّهم يحبّون الدماء، ويكرهون الحياة!

إنّ محاولات اتّهام بعض العراقيّين بتهم جاهزة، ومنها تهمة دعم “داعش” و”الإرهاب” ليست من الحكمة بشيء، ولهذا يُفترض محاسبة مَن يحاولون إلصاق تلك التهم الباطلة بالعراقيّين!

ومفردة “داعش” تردّدت في الإعلام العراقيّ والأجنبيّ بكثرة ولا يُمكن حصرها، وبالذات بين عامي 2011 و2020.

ولا نريد الخوض في هويّة تنظيم “داعش” وأفكاره، وطرق تمويله، وجنسيّات قياداته وعناصره، وغيرها من الأمور الفكريّة والإداريّة والميدانيّة، ولكنّ الذي يعنينا: هل انتهى دور “داعش” في المشهد العراقيّ الحاليّ، أم لا؟

فمنذ أن هيمن “داعش” على ثلث العراق، منتصف العام 2014 وحتّى اليوم، ولكن بوتيرة أقلّ، ونحن ندور في دوّامات “مكافحة الإرهاب”، والتي شملت “الإرهابيّين الحقيقيّين” والأبرياء، وسحقت آلاف المسالمين، وهجّرت مئات الآلاف من منازلهم ومصالحهم. وهذا الأمر لا يمكن أن يستمرّ، ويفترض العمل على بناء مرحلة جديدة أساسها العدل والنظرة المُنْصفة المتساوية للمواطنين، والابتعاد عن الاتّهامات المُسبَّقة.

ومنذ ذلك الحين ونحن نسمع بعمليّات قبض على قيادات “داعشية”، وأنشطة عسكريّة، جوّيّة وبرّيّة، واستخباراتيّة لضرب أوْكار ومَضافات “التنظيم” في غالبيّة المدن، وآخرها فجر الخميس الماضي حيث أعلن “الحشد الشعبي عن اعتقال قيادي داعشي بارز في قضاء الكرمة شرقي الفلوجة”!

وهنالك مَن يقول بأنّ “داعش” موجود في بعض محافظات الأنبار وكركوك ونينوى وديالى وغيرها، وهم قلّة، وعبارة عن مجاميع صغيرة! وهذا يعني أنّ بقايا “داعش” موجودة هنا وهناك!

جاسم الشمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى