تتوجه الأنظار إلى باريس، حيث المحاولات المرتقبة لإحراز هدنة تتم من خلالها صفقة تبادل، الأكثر إلحاحية بالنسبة لأهل غزة بالذات، هو أن يتوقف نزيف الدم وأن تغادر طائرات الدمار والقتل ولو لأيام معدودات، وستكون الأمور أفضل لو طالت مدة وقف إطلاق النار، لأن كل يوم يعادله مائة شهيد.
الوسطاء الثلاثة.. والرعاية الفرنسية لهم وإن فشلوا هذه المرة فمن سينجح في المرة القادمة، وكيف ومتى؟
الجميع يعلم أن المستفيد من الفشل والذي سعى إليه وما يزال نتنياهو الذي ربط مصيره الشخصي بتواصل الحرب والذي يدرك زملاءه في القيادة السياسية والعسكرية ذلك، الذين هم في حقيقة الأمر مجرد عربة يجرها أينما يريد وكيفما يريد.
السيد بيل بيرنز المتفرغ منذ مدة لإنجاح الهدنة وصفقة التبادل والذي قدمت إدارته لإسرائيل مقدم حساب سياسي هو الفيتو، إلى جانب كل ما قدم وسيقدم من دعم مادي وتسليحي وأغطية سياسية وإعلامية.
بيل بيرنز أيضاً لا يحتمل فشلاً جديداً.. ذلك أن الفشل هذه المرة لا يعني مجرد صفقة لم تتم، بل مساراً كاملاً للمعالجة الأوسع سيفشل، فكل ما بنته الإدارة فيما وصف باليوم التالي.. يتوقف على نجاح في هذه الجزئية فإن فشلت فكل ما يقوله الأمريكيون ويعدون به مجرد سراب.
من أجل أطفال غزة، الذين ولدوا والذين ينتظرون الموت وهم أجنة في البطون، ومن أجل مرضى غزة الذين يموتون من شح الماء والغذاء والدواء، ومن أجل نساء غزة اللواتي لا يعرفن متى يتحولن إلى أرامل وثكالى، ومن أجل أبسط مقومات الحياة لمليونين ونصف مليون فلسطيني وفلسطينية، تحولوا إلى مرتحلين بين الممرات الضيقة التي يحيط بها الموت من كل اتجاه، ومن أجل ما تبقى من حياة يريد الإسرائيليون جعلها مستحيلة على غزة، من أجل ذلك نقول… إن غزة لا تحتمل فشلاً جديداً، لأن كل يوم لفشل يعني مائة شهيد على الأقل.
نبيل عمرو