الغزو الموسيقي البريطاني
هل نجحت فرقة «البيتلز» لأنها كانت الأجود، غناءً ولحناً، من «ذا كينكس» أو «مانفريد مان» أو سواهما أو لأنها كانت رأس حربة الغزو الموسيقي البريطاني لأميركا والعالم؟
في الستينات من القرن الماضي، غزت بريطانيا الولايات المتحدة على جبهتين؛ أفلام جيمس بوند («دكتور نو»، و«من روسيا مع الحب» وصاعداً) وأغاني الفرق البريطانية.
الإعلام الموسيقي في أميركا سمّى نجاح الأغنية البريطانية في سوق الغناء بـThe British« Invasion» (الغزو البريطاني). تَمثّل هذا في مغنين منفردين، مثل إنغلبرت همبردينك وتوم جونز وداستي سبرينغفيلد، وبالفرق الغنائية كرولينغ ستونز، ذا كينكس (The Kinks)، وهيرمانز هرمتس، وديف كلارك فايف، والهوليز، وسمول فايسس، ومانفريد مان، ذي أنيملز وبالطبع البيتلز.
فرقة «البيتلز» هي التي فازت باحتلال المركز الأول في المبيعات الأميركية أكثر من سواها. والسينما أمسكت بها ولم تتركها منذ أن قام ريتشارد ليستر، سنة 1964 (عندما وصلت ظاهرة «البيتلمانيا» إلى ذروتها) ليتبعه عدد كبير من الأفلام التي دارت حول هذه الفرقة الرباعية أو استوحت أغانيها.
هذا الأسبوع انتشر خبر مفاده بأن المخرج سام مندز (صاحب American Beauty, Road To Perdition و1918 وسواها) سيحقق أربعة أفلام عن أعضاء الفرقة الأربعة: جون لينون وجورج هاريسون ورينغو ستار وبول مكارتني (الأخيران ما زالا حيين).
هل نجحت فرقة «البيتلز» لأنها كانت الأجود، غناءً ولحناً، من «ذا كينكس» أو «مانفريد مان» أو سواهما أو لأنها كانت رأس حربة الغزو الموسيقي البريطاني لأميركا والعالم؟ أميل للاحتمال الثاني، لأن بعض ما لدى الفِرق الأخرى أجود من بعض ما غنّاه «البيتلز» وأكثر تنوّعاً، لكنها اكتفت بالمشاركة في ذلك الغزو وليس في قيادته (فرقة ذا كينكس مظلومة في الواقع).
بذلك سيستمر هذا الغزو البريطاني متوجهاً هذه المرّة إلى جيل اليوم والذي قبله.