دولة الإحتلال

أمريكا وإسرائيل: دعم مطلق لجرائم نتنياهو

هذه هي أمريكا التي قد يعود إلى رئاستها دونالد ترامب الذي اعتبر مرتفعات الجولان السورية المحتلة جزءا من إسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس معتبرا عاصمة فلسطين عاصمة للصهاينة.

أضافت الولايات المتحدة الى تحذيراتها وتهديداتها اللفظية ضد إيران والقوى التي تصفها بـ«وكلاء» طهران، إذا حصل أي هجوم من هذه الجهات ضد إسرائيل انتقاما للاغتيالات الاستفزازية ـ الإرهابية التي نفدتها حكومة بنيامين نتنياهو اخيراً في طهران وبيروت، نشر تعزيزات عسكرية هائلة في الشرق الأوسط مع مشاركة رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا في الاجتماعات الأمنية والعسكرية في إسرائيل خلال زيارتين قام بهما خلال أسبوع.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نشر أصول عسكرية إضافية في المنطقة منها طائرات «إف 22» لتعزيز حماية القوات الأمريكية وتنسيق الدفاعات لإسرائيل، للرد على أي ضربات محتملة من إيران، إضافة إلى حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» وطرادات ومدمرات إضافية مجهزة لعمليات الدفاع الصاروخي. وتكفي هذه القوات، في نظر الأمريكيين وحلفائهم الإسرائيليين لردع طهران وحزب الله وحملهما على التخلي عن أي رد عسكري قوي على الجرائم الإسرائيلية المستمرة.

ما تعنيه هذه التهديدات العسكرية، ببساطة، هو أن الولايات المتحدة لا تأبه بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل متمثلة بحرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة أو باغتيال قائد «حماس» السياسي رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية أو اغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر. أي أن واشنطن التي منحت المجرمين الصهاينة رخصة للقتل والاغتيال والتدمير وارتكاب جرائم حرب على صعيد يومي تجدد لهم تلك الرخصة بلا تردد ولأجل غير محدود. وكأنما لوضع الملح في الجرح، أعلنت الولايات المتحدة الأحد أنها ستمنح تل أبيب 3500 مليون دولار لشراء منظومات اسلحة أمريكية.

هذه التهديدات الأمريكية، والإسرائيلية، ضد إيران وحزب الله وقوى المقاومة الأخرى في اليمن والعراق جاءت مقترنة بكلام من «الوسطاء» (أمريكا وقطر ومصر) عن قرب الوصول إلى اتفاق على وقف النار في غزة وإطلاق الأسرى والرهائن، وهو أمر من غير المرجح، بل من المستحيل، أن يحصل – بناء على سوابق كثيرة- ما دام بنيامين نتنياهو صاحب القرار الأول في إسرائيل.

في هذه الأثناء يرخي نتنياهو الحبل لزعماء الاستيطان في حكومته ليشجعوا المستوطنين الصهاينة على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وليوسعوا المستوطنات ويسرقوا مساحات إضافية من الأراضي الفلسطينية.

تسمح واشنطن لحلفائها الإسرائيليين بارتكاب جرائم ضد القانون الدولي والأعراف الإنسانية وتعمل على تخويف وتهديد الجهات المتضررة بعقوبات عسكرية قاسية إن حاولت الرد على الجرائم المرتكبة بحقها.
هذه هي الولايات المتحدة التي يحكمها الآن رئيس شارفت رئاسته على نهايتها وطالما كرر الإعلان عن أنه صهيوني وتفاخر بأنه زود ويزود إسرائيل بقنابل زنة ألفي رطل وكل ما تشتهيه من أسلحة القتل والتدمير.

وهذه هي أمريكا التي قد يعود إلى رئاستها دونالد ترامب الذي اعتبر مرتفعات الجولان السورية المحتلة جزءا من إسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس معتبرا عاصمة فلسطين عاصمة للصهاينة بعدما أغلق القنصلية الأمريكية في المدينة وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

يتأرجح الشرق الأوسط الآن، بسبب الغطرسة الأمريكية- الإسرائيلية، على حافة حرب إقليمية ستكون مدمرة وقد تستمر لفترة طويلة ولن تكون خسائر إسرائيل فيها أقل من خسائر الأطراف الأخرى. وقد تشتعل شرارة الحرب في أي لحظة ـ حتى قبل نشر هذه الأسطر ـ إذا قررت إيران عدم التأخر في ردها لغسل العار الذي أرادت إسرائيل الحاقه بشرفها باغتيال قائد «حماس» السياسي إسماعيل هنية في عاصمتها.

وقد صرح مستشار المرشد الإيراني في الشؤون السياسية علي شمخاني بأن هدف إسرائيل من وراء اقتراف جريمة قتل المصلين في مدرسة التابعين في قطاع غزة هو السعي للحرب وإفشال مفاوضات وقف النار، لكنه قال إن اجراءات قانونية الدبلوماسية وإعلامية قد اتخذت لمعاقبة إسرائيل. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الأحد ان الحرس الثوري يجري تدريبات عسكرية في المناطق الغربية من البلاد تستمر لثلاثة ايام.

إن هذه الحرب ستندرج، إذا ما اندلعت، في عداد حروب عديدة سبقتها ولن يتوقف تكرارها الا بعد إعادة الحقوق إلى أصحابها.

رغم كل الارتماء الأمريكي في أحضان الصهيونية نجد دولا ودويلات في المحيط العربي ما زالت على علاقات وطيدة مع كيان العدو الصهيوني وعلى استعداد للرضوخ لمشيئة الأمريكيين وتلبية طلباتهم.

لقد فسدت أشياء كثيرة في بلاد العرب. ولكن الظلم لا يدوم والعالم لن يبقى أحادي القطبية، ولن تتجاوز الامبراطورية الأمريكية معدل أعمار إمبراطوريات سبقتها بأزمان ثم أفل نجمها وانكمشت وضعفت سطوتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى