في الوفاء لغزة والأسرى ومرتكز الهوية الوطنية
سيظل شعبنا الفلسطيني في الوطن ومنافي الشتات حارس وصانع مستقبل المشروع الوطني، وسيواصل نضاله وكفاحه ومقاومته الشاملة لهزيمة النظام الاستعماري.
ونحن اذ نحيي اليوم السبت الوفاء والتضامن لنصرة غزة والأسرى ، فانني أعيد هنا ما نقلته سابقا عن القائد الأسير مروان البرغوثي امام احدى التظاهرات التضامنية باليونان التي يدعوا لها باستمرار اصدقاؤنا هنالك ؛ “إن مُرتكز الهوية الوطنية الفلسطينية يتمثّل في ثنائي المقاومة والتحرير، وكل انتكاس في أحد المرتكزين، أو كلاهما، يجد ترجماته على صعيد الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة، ويفتح المجال أمام الهويات الفرعية لأن تتقدَّم، وهذا يجعل وحدة الخيار المتمثّل بالمقاومة ووحدة الهدف ممثّلاً بالحرية والاستقلال الوطني ، مركّبات بنيوية للهوية الوطنية الفلسطينية.”
ان تعريف مشروعهم الأستعماري يَفتَرض هدف هزيمته وتفكيكه ، فمكوناته ليست ولن تكون شريكاً بالسلام في ظل انحدار مجتمعاتهم المتباينة نحو اليمين العنصري رغم أزماتهم التي تعيشها مجتمعاتهم اليهودية ، ولا جاراً يسعى للتعاون من اجل الأستقرار المنطقة ، ومن الصعب تصوُّر الوصول إلى تسوية سياسية مع هذا المشروع في ظل ايدولوجية النظام العنصري الصهيوني الأستعماري القائم وأحلامه ، لان ذلك يتعارض مع مركّباته ومرجعياته ومنهجيته وثوابته ومصالحه بالتوسع واضطهاد شعبنا التي تمثلها الحركة الصهيونية العالمية وادواتها التي نرى ممارساتها اليوم تتسع بوضوح أمامنا في غزة التي لم يتركوا شيئا بها الا ودمروه ولا عائلة بها الا واثقلوها جراحاً وجعلوها ثكلى بجرائم ابادتهم الجماعية ، وفي مخيمات الضفة والقدس نحو تجسيد مملكة يهودا ، بل وفي كل فلسطين وحتى العابرة للحدود من خلال الأغتيالات وانتهاك سيادة الدول ليس فقط في منطقتنا وانما بكل أرجاء العالم بالتوافق مع قوى اليمين المتطرف والنازية الجديدة التي يتصاعد نفوذها وضررها علينا وعلى كافة القيم الانسانية والسِلم الدولي .
وسيظل شعبنا الفلسطيني في الوطن ومنافي الشتات حارس وصانع مستقبل المشروع الوطني، وسيواصل نضاله وكفاحه ومقاومته الشاملة لهزيمة النظام الاستعماري وإنجاز التحرير والحرية والعودة وفق القرار الأممي ١٩٤ والكرامة والعدالة والاستقلال الوطني بعد دحر الاحتلال وهزيمة نظام الابرتهايد الكولنيالي الصهيوني، فهذا هو الطريق للسلام ، ولا بد من ثمن لذلك يدفعه اليوم شعبنا بالدم والتشريد القسري والنزوح الذي تفرضه عصابات قوات الاحتلال والمستوطنين بمساندة البوارج الحربية الأمريكية في شرق المتوسط والقواعد الأمريكية المنتشرة بالمنطقة اضافة الى القوات الإضافية التي سترسلها الإدارة الامريكية وفق وعد بايدن وهاريس لنتنياهو أمس مجدداً.
وهنا وفي وقوفنا الى جانبهم وغضبنا من أجلهم ، لا بد من التذكير بوثيقة الوفاق الوطني التي توصل إليها قادة الأسرى الابطال في معتقلات الأحتلال في أيار 2006 لاهميتها وضروراتها الملحة ، مما يتطلب اليوم تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في بكين باللقاء الوطني الأخير ، وفاءً لهم ولكافة الأسرى الذين يتعرضون اليوم لما هو أبشع مما يتصوره العقل البشري من ابتكارات التعذيب الوحشي والقتل العمد بالمعتقلات ، الامر الذي يستدعي تطوير كل اشكال الدعم والمساندة السياسية والحقوقية لهم من الجهات الدولية الرسمية والشعبية من اجل وقف هذه الجرائم بحقهم ومن اجل الحفاظ على حياتهم وحريتهم .
تعليق واحد