غزة

هل سنشهد تحول في الموقف الأمريكي من حرب غزة؟

تصريحات كامالا هاريس وموقفها من الحرب على غزه ، بدت مزعجة لإسرائيل، وفتحت الباب واسعا أمام التكهنات والتوقعات عن تغير ما في السياسة الأميركية.

كامالا هاريس بعد الاجتماع مع نتنياهو: “لا يمكننا الاستمرار في تجاهل المعاناة في غزة – لن أظل صامتة. دعونا نتوصل إلى صفقة كي نتمكن من إعادة الأسرى، وجلب الهدوء ومستقبل للفلسطينيين. هناك صفقة مطروحة، الجزء الأول منها سيحقق وقف إطلاق النار، وفي الجزء الثاني ستنسحب إسرائيل بالكامل من غزة وبذلك سيتوقف العنف.”

تصريحات كامالا هاريس وموقفها من الحرب على غزه ، بدت مزعجة لإسرائيل، وفتحت الباب واسعا أمام التكهنات والتوقعات عن تغير ما في السياسة الأميركية تجاه ” إسرائيل ” في المرحلة القادمة . وشددت هاريس، في البيان الذي تلته أمام وسائل الإعلام، على ضرورة إنهاء الحرب، بلهجة أثارت ” غضب ” إسرائيل وجعلت نتنياهو ” يحتج” لدى البيت الأبيض.

اقرأ ايضا| الحرب الدموية والإجرام الوحشي الرهيب في 

وقد وضعت شرطين أساسيين لذلك، هما ضرورة ” ضمان أمن إسرائيل »، في مواجهة إيران ” والجماعات المدعومة منها، على غرار (حماس) وحزب الله»، ” وإطلاق سراح جميع الأسرى». كما دانت هاريس ما وصفته بـ«هجوم (حماس) الإرهابي” على إسرائيل، محملةً المقاومة مسؤولية اندلاع الحرب. ولم يسلَم حتى المتظاهرون ضدّ زيارة نتيناهو من انتقادات هاريس، التي حرصت على التنديد بما زعمت أنّها ” الأعمال الدنيئة التي يقوم بها المتظاهرون غير الوطنيين” ، الذين ” أحرقوا علم إسرائيل وشوهوا التماثيل بشعارات معادية لها خارج مبنى الكابيتول يوم الأربعاء”.

وفي بيان مكتوب صدر قبل ساعات من اجتماعها مع نتنياهو، قالت نائبة الرئيس: ( أدين أي أفراد مرتبطين بمنظمة (حماس) الإرهابية الوحشية التي تعهدت بإبادة دولة إسرائيل وقتل اليهود)، مشيرةً إلى أنّ ” الكتابة على الجدران والسردية الموالية لـ(حماس) بغيضتان، ويجب ألا نتسامح معهما في أمتنا). وأثارت تصريحات هاريس، طبقاً لمصادر مطلعة، ( استياء ) نتنياهو، الذي حذّر حتى من إمكانية أن تُلحق ( ضرراً) بالمفاوضات حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وعلى رغم أن موقف هاريس يتسق مع مواقفها السابقة، وموقف الإدارة الأميركية المعلَن بشأن ضرورة إنهاء الحرب في غزة، قال مسئولان إسرائيليان، لموقع ” أكسيوس”، إن لقاء نتنياهو مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان “”بنّاءً أكثر بكثير من اجتماعه مع هاريس”، على رغم أنه لا يمكن القول إن الأخير كان متوتراً بشكل عام. وتابع المسئولان أن نتنياهو وفريقه فوجئا ببيان نائبة الرئيس جو بايدن أمام الكاميرا، “وبنبرته” التي بدت أكثر “انتقادا” من نبرة الأخير، وأكثر حدة بكثير ممّا قالته لنتنياهو خلال الاجتماع، لا سيما أن كلامها جاء في ” مرحلة حساسة” من المفاوضات.

ومع أنها لم تعارض بإيدن في دعم إسرائيل المطلق ، فإن تصريحات هاريس حول الحرب التي شهدت تحويل مساحات واسعة من غزة إلى أنقاض – كانت أكثر دقة.

وفي آذار/مارس الماضي، أدلت هاريس بأقوى تصريحات لأي مسئول في الإدارة الأمريكية حتى الآن عندما دعت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء “المعاناة الهائلة”، وانتقدت إسرائيل بسبب عدم وصول المساعدات الكافية إلى غزة.

وجاءت دعوتها في خطاب لإحياء ذكرى مسيرة للحقوق المدنيّة في سلما في ألاباما، حيث قمعت الشرطة بعنف مسيرة للحقوق المدنية في عام 1965 في ما يعرف ب”الأحد الدامي”.

ويرى كولن كلارك، مدير الأبحاث في مجموعة صوفان أنه مع انسحاب بايدن المفاجئ من السباق إلى البيت الأبيض، فإن لدى هاريس فرصة لفتح “صفحة جديدة” في قضية تخاطر بجعل مجموعة كبيرة من الناخبين الديموقراطيين ينفرون قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقال كلارك “قضية إسرائيل -غزة هي القضية التي تحظى بأكبر قدر من الخلاف الواضح بين بايدن وهاريس، وأعتقد أنه سيكون هناك أشخاص داخل معسكرها سيدفعونها لتوضيح هذا الخلاف”.

وفي رأي بيتر لوج مدير كلية الإعلام والشؤون العامة بجامعة جورج واشنطن، أن الحرب شكلت مجالا يمكن لهاريس أن “تثير فيه نزاعا عاما منسقا” مع بايدن.،ويرى أن ذلك سيساعد أيضا في تمييزها عن دعم ترامب “الشامل” لإسرائيل.

وقال لوج “لدى هاريس فرصة لاتخاذ موقف مختلف بعض الشيء يعترف بهذه المخاوف مع الاستمرار في دعم إسرائيل”، أي الابتعاد قليلا عن موقف الإدارة الحالية “لطمأنة المجموعة (الغاضبة من الدعم لإسرائيل)”.

وإلى جانب تصريحات هاريس، كانت العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على المستوطنين الإسرائيليين من جملة الأمور التي ” احتج” عليها نتنياهو خلال لقاءاته الأخيرة. وفي هذا الإطار، أفاد موقع ” أكسيوس”، نقلاً عن مسئولين أميركيين وإسرائيليين، بأن نتنياهو أجرى، على هامش اجتماعاته مع بايدن في البيت الأبيض، “محادثة صعبة” مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، وهاريس، بشأن العقوبات الأميركية التي تستهدف المستوطنين، زاعماً أن الأخيرة ( جاءت بنتائج غير مرضيه وغير مطمئنه ).

كما أعرب عن قلقه بشأن احتمال فرض واشنطن عقوبات على الوزيرين المتطرفين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وإذ أبلغ سوليفان، نتنياهو، أن الولايات المتحدة ( لا تخطط) لمعاقبة المسؤولَين المشار إليهما، إلا أنه أكد أنّ سياسة واشنطن تجاه المستوطنين ( ستستمر) في المستقبل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى