تقارير

في يومه الدولي.. “نيلسون مانديلا” أيقونة النضال من أجل العدالة والمساواة

يحتفل الكثيرون باليوم العالمي لنيلسون مانديلا كل عام في 18 يوليو، وهو عيد ميلاد مانديلا، حيث أعلنت الأمم المتحدة هذا اليوم رسميًا في نوفمبر 2009، وكان أول احتفال بيوم للأمم المتحدة لمانديلا في 18 يوليو 2010.

وقد استُلهم هذا اليوم من دعوة نيلسون مانديلا قبل عام الجيل القادم لتولي مسؤولية معالجة الظلم الاجتماعي في العالم، عندما قال: “الأمر بين أيديكم الآن”.

ويتم الاحتفال بهذا اليوم بسبب التزامه بالسلام العالمي من خلال مشاركته في معالجة المخاوف العنصرية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.

يتم تكريم نيلسون مانديلا بعدد من التماثيل والتكريمات المدنية، بما في ذلك تمثال يشبهه في ميدان نيلسون مانديلا في جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، يقع جسر نيلسون مانديلا أيضًا في جوهانسبرغ. كما تم تكريم نيلسون مانديلا أيضًا بختم بريدي وتكريمات موسيقية أخرى.

إرث نيلسون مانديلا

موضوع اليوم العالمي لنيلسون مانديلا 2024 هو “لا يزال في أيدينا مكافحة الفقر وعدم المساواة”، يؤكد هذا الموضوع المسؤولية المستمرة التي نتقاسمها جميعًا في معالجة الفقر وعدم المساواة والتغلب عليهما، إنه يعكس إرث نيلسون مانديلا الدائم والتزامه بالعدالة والمساواة للجميع.

وكان موضوع اليوم العالمي لنيلسون مانديلا لعام 2023 هو “المناخ والغذاء والتضامن”.

وتكمن أهمية هذا اليوم في تأكيده على خدمة الإنسانية، وهو يشجع الناس على قضاء 67 دقيقة على الأقل من وقتهم في مساعدة الآخرين، مما يعكس 67 عامًا كرسها مانديلا للخدمة العامة، وتهدف هذه الحركة العالمية إلى إلهام الأفراد لاتخاذ إجراءات صغيرة تؤدي بشكل جماعي إلى تغيير كبير.

من نيلسون مانديلا؟

ولد “مانديلا” عام 1918 في عشيرة زوسا، في قرية صغيرة شرقي مدينة كيب تاون، اسمها روليهلاهلا داليبهونجا في جنوب إفريقيا، واعتاد الناس في جنوب إفريقيا مناداته بالاسم الذي تخاطبه به عشيرته وهو “ماديبا”، وحصل على اسمه الإنجليزي نيلسون من معلمه في المدرسة.

وتوفي والده الذي كان مستشارا لعائلة الثيومبو الملكية عندما كان نيلسون في التاسعة، وتولى رعايته بعد ذلك رئيس عشيرة الثيومبو جونجنتابا دالينديبو.

أصبح عضوا في الكونغرس الإفريقي عام 1944 كناشط في البداية، ثم كمؤسس، ثم كرئيس للمؤتمر الوطني الإفريقي الممتاز للشباب، وأخيرا، وبعد سنوات السجن، استمر رئيسا له.

تزوج مانديلا زوجته الأولى إيفيلين ماسي عام 1944 ولكنهما تطلقا عام 1958 بعد أن أنجبا 4 أبناء، وقبل طلاقه وفي عام 1952 أجيز للعمل بالمحاماة وافتتح أول مكتب له في جوهانسبرغ مع شريكه أوليفر تامبو.

لم يكن تامبو شريكه في المحاماة فحسب، إذ اشتركا أيضا في تأسيس حملة لمكافحة التمييز العنصري، وهو النظام الذي ابتكره الحزب الوطني للبيض، والذي قام باضطهاد الأغلبية السوداء.

وفي عام 1956 وجه إليه تهمة الخيانة العظمى ولـ155 ناشطا آخرين، ولكن التهم أسقطت عنه بعد 4 سنوات من المحاكمة.

وتنامت المقاومة ضد التفرقة العنصرية، خاصة ضد قوانين الهويات الجديدة، التي حددت للسود الأماكن التي يسمح لهم فيها بالإقامة والعمل.

وفي ظل حملة مناهضة التمييز العنصري تزوج مانديلا عام 1958 من زوجته الثانية ويني ماديكيزيلا، التي قادت بعد ذلك حملة المطالبة بتحريره من السجن.

وبدأ مانديلا العمل السري في المؤتمر الإفريقي للشباب بعد حظره عام 1960، ثم تزايدت التوترات في البلاد مع تنامي الحملة المناهضة للتمييز العنصري، وتصاعدت بعد حوادث متفرقة بين عامي 1960 و1969 بعد أن قتلت الشرطة عددا من السود فيما أطلق عليه مجزرة شاربفيل.

السجن مدى الحياة

حكم عليه في شتاء عام 1964 بالسجن مدى الحياة، وشكل هذا الحادث نهاية للمقاومة السلمية، وأسس مانديلا، الذي كان يشغل منصب نائب المؤتمر الإفريقي، حملة للتخريب الاقتصادي، ثم ألقي القبض عليه بعد ذلك، ووجهت إليه اتهامات بمحاولة قلب نظام الحكم من خلال التخريب والتحريض على العنف.

ومن قاعة المحاكمة في محكمة ريفونيا، وقف مانديلا على المنصة يشرح معتقداته حول الديمقراطية والحرية والمساواة.

وقال مانديلا “إنني أعتز بالمفهوم المثالي للديمقراطية وحرية المجتمع، حيث يحيا جميع الأشخاص في تناغم وحقوق متساوية، إنها المثالية التي أحلم أن أحيا من أجلها وأطبقها، ولكن إذا ما دعت الحاجة لذلك فإنني مستعد للموت من أجلها أيضا”.

وخلال 12 شهرا بين عامي 1968 و1969 توفيت والدته، وقتل ابنه الأكبر في حادث تصادم، ولم يسمح له بحضور الجنازتين، وبقي في سجن روبن آيلاند لـ18 عاما قبل أن ينقل إلى سجن بولسمور في بلاده عام 1982.

وخلال فترة بقاء مانديلا وباقي قادة المؤتمر الإفريقي في السجن أو المنفى، واصل الشباب السود في جنوب إفريقيا حملة مناهضة التمييز العنصري على حكم الأقلية البيضاء.

وخلال هذه الانتفاضة التي شارك فيها أطفال المدارس، قتل المئات وجرح الآلاف، ولكن في عام 1980 أسس تامبو، وكان في المنفى، حملة لإطلاق سراح مانديلا، وقرر المجتمع الدولي عقوبات على جنوب إفريقيا في عام 1967 على نظام التمييز العنصري.

وبدأت هذه الضغوط تؤتي ثمارها، ففي عام 1990 رفع الرئيس إف دابليو دي كلارك الحظر عن المؤتمر الإفريقي، وأطلق سراح مانديلا، وبدأت محادثات بإنشاء نظام جديد يقوم على ديمقراطية تعدد الأعراق في جنوب إفريقيا.

ثم انفصل مانديلا عن زوجته ويني وبعدها بعام واحد عام 1993 حصل كل من مانديلا وكلارك على جائزة نوبل للسلام.

مانديلا رئيساً

وبعدها بخمسة أشهر، ولأول مرة في تاريخ جنوب إفريقيا، صوتت كل الأعراق لانتخاب مانديلا رئيسا، وكانت المشكلة الرئيسية التي تولى مانديلا علاجها هي توفير السكن للفقراء والنهوض بالأحياء الفقيرة، ومكافحة الفساد في معظم المدن.

وتابع مع رئيس وزرائه ثابو مبيكي ليثبت خطواته كزعيم ويبني صورة دولية جديدة لجنوب إفريقيا، واستطاع إقناع الشركات متعددة الجنسية بالبقاء والاستثمار في جنوب إفريقيا.

وفي عيد ميلاده الثمانين تزوج مانديلا جراسا ماتشيل أرملة رئيس موزمبيق، واستمرت رحلاته الدولية، وحضوره المؤتمرات، وحصده الجوائز بعد انتهاء مدته الرئاسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى