“الابادة” و”الأثمان” في محكمة الشعب الفلسطيني
سيسأل رؤوس حماس أيضا عن الأسباب التي جعلتهم يقبلون اليوم ما كانوا يرفضونه جملة وتفصيلا بالأمس، ويحللون اليوم ما كانوا يعتبرونه كفرا وخيانة بالأمس
نؤكد أولاً أن روح الانسان الفلسطيني ونفسه مقدسة، والحفاظ عليها وإحياءها هو جوهر العقيدة الانسانية والوطنية الناظمة لرؤى ومبادئ المناضل الوطني، فحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ما كانت لتأخذ الشعب الفلسطيني درعا واقيا، وإنما على العكس كان ومازال مناضلوها في مواقع القيادة والقواعد التنظيمية والجماهيرية، يفكرون ويعملون، ويخوضون سبل المستحيل من اجل ضمان كرامة وعزة وحرية الشعب.
أما الانجاز على طريق الثورة حتى النصر، والحرية والاستقلال، فهو المعيار على صحة وصواب الرؤية السياسية، وآليات تطبيق برنامجها، ارتكازا على أخلاقيات العمل الوطني، بما يحقق تناسب الانجاز الوطني مع التضحيات البشرية والمادية، وخلاف ذلك سوء تقدير، وجهل بمقومات العمل الميداني والسياسي، وانعدام القدرة على قراءة الواقع وظروفه، والسقوط الى ما بعد درجة الصفر في الحسابات، وبصيرة كفيفة، وشيوع تعاميم ومفاهيم تعتبر الانسان المواطن مجرد عدد!..
أما البصيرة الوطنية السياسية الإنسانية العقلانية الواقعية، الثابتة على الحق، فيحسبها طغاة (الأنا الفئوية) عدوا، يجب تصفيته، وإنهاؤه من الوجود، لذا نقولها بوضوح وصراحة: نحن مع انهاء حملة الابادة الجماعية الدموية المدمرة على الشعب الفلسطيني الآن وبأي ثمن، وتمكين أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة من اخذ نفس ضروري للحياة والنجاة من جحيم، لا ارادة لهم فيه ولا قرار، وإنما فرض عليهم .. وعليه فإن مبدأ محاكمة منظومة الاحتلال على جرائم جيشها وساستها سيبقى منهجا لعملنا الوطني، حتى تجسد الشرعية الدولية عدالة قوانينها ومواثيقها .
ما رؤوس حماس الذين استرخصوا روح ونفس ودماء وأملاك وأرزاق ومصير الانسان الفلسطيني، فإن عدالة الشعب الفلسطيني ستلاحقهم، وستقضي محكمته التاريخية، وتقرر باسم الشعب الفلسطيني أحكامها، وسيسأل خالد مشعل رئيس سياسة حماس في الخارج عن الانجازات التي حققتها (فئته الاخونجية ) المسلحة المسماة حماس على حساب اكثر من 150 الف شهيد وجريح ثلثهم اطفال والثلث الثاني نساء، ودمار ثلثي مساكن ومقدرات قطاع غزة، الذي أعدمت همجية منظومة الصهيونية الدينية مظاهر الحياة في كل بقعة من هذا الجزء المقدس من الوطن (فلسطين )، فهذا المستثمر بالحق والدم الفلسطيني،
والقاطن بقرار اميركي بجوار أكبر قاعدة عسكرية لجيش الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة بعد اسرائيل، قد برر النكبة الأفظع التي حلت بالشعب الفلسطيني بقوله : “أثمان المقاومة كبيرة وغزة دمرت ولا جدال في ذلك”.. ولأنه لم يجد انجازا واحدا (لفئته الاخونجية) باع الدماء الفلسطينية الطاهرة البريئة لرؤوس بلاد فارس، ومنح الانجاز لنظامها بقوله:”إن دور طهران برز سياسيا وعسكريا بعد هجوم 7 أكتوبر” وهذا دليل ادانة لا نقاش فيه، على ان (حماس) قد رفعت اسهم طهران في الاقليم، على حساب ثمن لم تحتمل طهران دفع واحد من المليون منه !! غم الضربات الاسرائيلية التي اصابتها في كبد سيادتها،
وسيسأل رؤوس حماس أيضا عن الأسباب التي جعلتهم يقبلون اليوم ما كانوا يرفضونه جملة وتفصيلا بالأمس، ويحللون اليوم ما كانوا يعتبرونه كفرا وخيانة بالأمس، ونعتقد ان الشعب الفلسطيني يعلم أن مصير وأمن وسلامة رؤوسهم يضعونها فوق كل اعتبار، وأن التهديد بحرمانهم الغطاء الأمريكي، الذي تباهى به موسى أو مرزوق، والتهديد برميهم خارج نطاق الاقامة المحمية والمحروسة.
وبعد فشلهم بالحصول على وعد قاطع بتأمينهم، من ” الفارسي” الذي قدموا له دماء شعبنا كأضحية على طبق انتصارات ربانية وإلهية وانجازات ( 7 اكتوبر )!! وبعد أن أمرهم بالتعامل مع (صفقة بايدن ) بايجابية! وترويجها “كفرصة ” وتطبيقها بدون وقف اطلاق نار وانسحاب شامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، ويعلم شعبنا أن هؤلاء لا يسعون إلا لهدف واحد، وهو ضمان حكمهم لقطاع غزة في (اليوم التالي )، وسرقة تمثيل الشعب الفلسطيني، وضرب وحدة ووحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، فأوهامهم توسوس لهم أن التعامل مع (صفقة بايدن) سيوفر لهم الامساك بطرف الخيط لبلوغ هذه الأهداف.