يعتزم صندوق “لونيت” (Lunate) تعيين فريق صغير للمساعدة في إدارة صندوق شركة “جي42” الذي كان يسمى “42 إكس فند” (42XFund)، والذي يمتلك حصصاً في وحدات تابعة لشركات التكنولوجيا الصينية، من بينها “بايت دانس” و”جيه دي دوت كوم” (JD.com)، بحسب هؤلاء الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم عند مناقشة معلومات غير معلنة، وفقًا للشرق.
تمثل شركة “جي42” وصندوق “لونيت” جزءاً من امبراطورية أعمال كبيرة يشرف عليها مستشار الأمن الوطني في الإمارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. وتثير الخطوة التي اتخذتها الإمارة تساؤلات حول مدى الالتزام بفحوى اتفاق سري توصلت إليه شركة “جي42” العام الماضي مع إدارة الرئيس الأميركي بايدن يقضي بالتحول بعيداً عن الاستثمار في الصين.
التكنولوجيا الأميركية
مقابل التخارج من في الصين، حصلت “جي 42” على ضمانات بأن تحظى بإمكانية وصول مستمرة إلى التكنولوجيا الأميركية التي تشغّل الذكاء الاصطناعي، وفق شخص مطلع على الأمر.
يعتبر صندوق “لونيت” وحدة تابعة لشركة “العالمية القابضة”، كبرى الشركات الإماراتية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ طحنون بن زايد.
تمتلك مجموعة الاستثمار الخاصة “رويال غروب” التابعة للشيخ طحنون حصة الأغلبية في شركة “العالمية القابضة” التي تبلغ قيمتها 250 مليار دولار، وهي أيضاً الشركة الأم لـ”جي42″.
وأحال متحدث باسم شركة “جي42” أي تعليقات بشأن الخبر إلى صندوق “42 إكس فند”. في حين لم يرد ممثلو الصندوق على طلبات التعليق. كما رفض متحدث باسم “لونيت” التعليق. ولم ترد الحكومة الإماراتية على طلب للتعليق أُرسل عبر وزارة الخارجية.
اتفاق “جي42” مع واشنطن
شركة “جي42″، التي تسعى لأن تصبح قوة كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، عقدت اتفاقاً مع وزارة التجارة الأميركية في إطار جهود أشمل تبذلها واشنطن للحد من القوة التكنولوجية للصين مع حشد التأييد لذلك في مختلف أنحاء العالم.
بعد ذلك، تعهد بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي42″، بالتخارج من الاستثمار في الصين لصالح الاستثمار في الولايات المتحدة والأسواق الغربية الأخرى، حيث يعمل شركاء المجموعة الرئيسيون في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعلى أساس ذلك تحركت شركة “مايكروسوفت” لاستثمار 1.5 مليار دولار في مجموعة “جي42″، وهي الصفقة التي تأمل إدارة بايدن أن تساعد في مواجهة الولايات المتحدة لاستثمارات بكين التكنولوجية في مختلف أنحاء الجنوب العالمي.
وقد أثارت هذه الشراكة قلق المسؤولين في واشنطن، حسبما أفادت “بلومبرغ نيوز” هذا الشهر، ويشمل ذلك تشككاً لدى البنتاغون بأن تنفصل “جي42” كلياً عن الصين. ولا يتضح بالضبط ما الذي وعدت “جي 42” بفعله بأصولها في الصين. لكن خطوة “لونيت” تثير المزيد من التساؤلات حول ما إذا كانت الصفقة تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
خطوط أنابيب النفط
تشمل شبكة الكيانات التي يُشرف عليها أيضاً الشيخ طحنون صندوقين سياديين هما جهاز أبوظبي للاستثمار و”القابضة” (ADQ). وفي إفصاح صدر مؤخراً، كشفت شركة “العالمية القابضة” أنها استحوذت على حصة مسيطرة في “جي 42″، على الرغم من أن المتحدث باسم الشركة قال إن الصفقة ما تزال قيد المراجعات التنظيمية وتحتاج لموافقات مجلس الإدارة، ولم تكتمل حتى الآن.
جدير بالذكر أن صندوق “لونيت” أبرم عدة صفقات منذ إنشائه، بما في ذلك الاستثمار في البرج التجاري “آي سي دي بروكفيلد بليس” (ICD Brookfield Place) في دبي. كما اتفق على شراء حصة 40% في شبكة خطوط أنابيب النفط التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) من شركتي “بلاك روك” و”كيه كيه أر آند كو” (KKR & Co).