أربعة نماذج لمرشحي الرئاسة الفلسطينية القادمة
ولو نظرنا وتابعنا الاسماء التي يتم بين الفينة والاخرى الزج بها في وسائل الاعلام المختلفة "كمسترئسين" تم تداولها قبل عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر الماضي ، نجد أنها هي نفس الاسماء التي يتم تداولها حاليا
في ظل الحديث المتكررعن اليوم التالي لانتهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة من قبل أطراف عربية واقليمية ودولية عدة وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية يجري الحديث في ذات السياق كذلك عمن سيحكمها كسلطة عسكرية أو مدنية اسرائيلية او سلطة فلسطينية متجددة أو …الخ ، بغض النظر عن النتائج التي لم تحسم بعد على الارض في القطاع سواء كانت لصالح المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس او لصالح جيش الاحتلال الاسرائيلي ، وصاحب كل ذلك مؤخرا لقاءات ماراثونية شهدتها بعض عواصم القرار العربي وتحديدا الدوحة والرياض والقاهرة للتشاور حول ذلك ، وأيضا تسريبات مقصودة من وسائل اعلام عربية وعبرية تتكهن بأن الايام والاشهر القادمة حبلى بقدوم خليفة جديد للرئيس محمود عباس أو نائبا له في اطار ما يسمى عملية تجديد السلطة الفلسطينية وذلك وفق رغبة و ارادة دولية وعربية .
ولعل جملة من المواضيع التي بحثها الاجتماع السداسي العربي الذي عقد في الرياض بداية الشهر الجاري تناول اضافة الى خطة تسوية جديدة في المنطقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين تحت سقف حل الدولتين الذي ترفضه اسرائيل جملة وتفصيلا وصرح بذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا وأعضاء حكومته من المستوطنين المتطرفين ، فان الاجتماع ناقش كذلك في الاروقة السرية شكل السلطة الفلسطينية المتجددة التي نادت بها أمريكا عبر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن ومقاسها ولونها وطبيعة دورها الجديد ومواصفات و الاسماء المرشحة لرئاستها في المستقبل .
ولو نظرنا وتابعنا الاسماء التي يتم بين الفينة والاخرى الزج بها في وسائل الاعلام المختلفة “كمسترئسين” تم تداولها قبل عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر الماضي ، نجد أنها هي نفس الاسماء التي يتم تداولها حاليا مع تراجع حظوظ البعض منهم وارتفاع حظوظ البعض الاخر، ولكن يجب العلم بان هناك أربعة أنواع ومواصفات للرؤساء الذين يمكن التنبؤ بهم كخلفاء محتملين لرئاسة السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة وفي ظل المستجدات والمتغيرات الفلسطينية الداخلية والعربية والاقليمية والدولية التي فرضتها عملية طوفان الاقصى هذا في حال تنحى أو استقال أوترك الرئيس الحالي “أبو مازن” رئاسة السلطة والمنظمة وفتح و التي يتقلدها منذ ما يقارب تسعة عشرعاما وذلك لأي سبب من الاسباب . وهذه المواصفات والانواع والنماذج يمكن تبيانها على النحو الاتي :-
-الرئيس (المتماهي) مع كافة المطالب والسياسات الاسرائيلية وهو سيكون بالنسبة لاسرائيل شريك جيد مجرب مسبقا ويحظى بثقة الشاباك والمؤسسة الامنية وله علاقات وطيدة مع كافة المسؤولين فيها ، ولن يشكل أي خطر مستقبلي عليها ، وهذا النوع ربما سيحظى بمباركة اسرائيلية ودعم امريكي وعدم اعتراض من رأس هرم السلطة الفلسطينية نفسها عليه ، وغالبا ما يأتي بالتعيين من خلال الهيئات والمجالس ويتحاشى الذهاب الى الانتخابات الرئاسية في حال عقدت مستقبلا لأن شعبيته ضئيلة جدا بالشارع الفلسطيني حتى ولو كان مرشحا رسميا لحركة او حزب معين .
-الرئيس (المستورد) و الذي تدفع به دول عربية واقليمية ويحظى بمباركة بريطانية وعدم اعتراض اسرائيلي واعجاب أمريكي وهذا النوع ممكن ان تكون تجربته السابقة في العمل الامني عنصرا ايجابيا له كمرشح قوي لاسيما وان المرحلة القادمة تعتمد على الامن وتحديدا في قطاع غزة وفرصته وشعبيته أكبر من سالفه لانه يعتمد على لوبي قيادي ومناطق جغرافية داعمه له في حزبه بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ، وربما يأتي من خلال توليه منصب هام كمقدمة لتوليه الرئاسة لاحقا وهو كسابقه من النوع الاول يخشى الانتخابات بسبب تاريخه “الاسود” و علاقته الامنية مع الاسرائيليين سابقا رغم تقربه من حماس في السنوات الاخيرة الماضية .
-الرئيس (الاجماعي) ويحظى باجماع عدد من الفصائل الوطنية والاسلامية والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس و بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني لرصيده الوطني والنضالي الذي يمكنه ربما في أن يكون مرشح حماس الخفي لرئاسة السلطة الفلسطينية رغم انتماءه لفصيل مناقض، ويحظى بدعم من قاعدته الحزبية وليس القيادية ، وربما سترفض ولن تسمح اسرائيل وأمريكا والعديد من الدول العربية والبعض من قيادات حزبه بترشحه للرئاسة رغم النظر اليه داخل المجتمع الفلسطيني كمرشح اجماع وطني وشعبي يقسم على الجميع ، وهذا النوع من المرشحين مخرجه الوحيد للوصول الى رئاسة السلطة هو الانتخابات الحره والنزيهة للافلات من كل هذه المطبات والعقبات .
– الرئيس (التكنوقراطي) أو التوافقي و الذي يحظى بدعم دولي لاسيما من البنك الدولي والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي ولا تعترض عليه الدول العربية ولا اسرائيل ويأتي لقيادة مرحلة معينة قادمة فقط كمرشح وسطي “مخرج” لحل الازمة الرئاسية بين كافة الاطراف الفاعله على الساحة الداخلية الفلسطينية وهذا النوع يريد الانجاز ولا يحب التصادم مع أحد ولا يكترث بالشعبية و شعاره سيكون تسهيل اعادة اعمار قطاع غزة المنكوب ودفع عجلة الاقتصاد بالضفة الغربية واصلاح السلطة ومحاربة الفساد وتجديد شكل ووظيفة السلطة واعادة هيكلتها ، وهذا ربما يأتي من خلال التوافق الداخلي والوطني بين كافة الفرقاء بغض النظر عن الطريقة التي سيأتي بها .