في اليوم الدولي للمحيطات.. الأمم المتحدة تدعو لحماية “الكنز الأزرق”
يحتفل العالم في الثامن من يونيو كل عام باليوم الدولي للمحيطات، وفي عام 2024، نحتفي بهذا الحدث العالمي الذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية المحيطات في حياتنا، والتوعية بالتحديات البيئية التي تواجهها.
والمحيطات ليست مجرد مسطحات مائية شاسعة، بل هي نبض الكوكب ومصدر الحياة للعديد من الكائنات الحية، بمن في ذلك الإنسان، إنها تنظم المناخ، وتوفر الغذاء، وتدعم الاقتصادات، وتلهم الثقافات والفنون.
اليوم العالمي 2024
يحتفل العالم في 2024 باليوم الدولي للمحيطات تحت شعار “تحفيز العمل من أجل محيطنا والمناخ”.
ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على أهمية المحيطات في صحة كوكبنا ومستقبلنا، وتعزيز الجهود العالمية لحمايتها من التهديدات المتزايدة مثل تغير المناخ والتلوث والصيد الجائر.
وفي يوم المحيطات العالمي 2024، تدعو الأمم المتحدة دول العالم للتفكير في العلاقة العميقة التي تربطنا بالمحيطات، وكيفية حماية هذا المورد الحيوي، حيث تتعرض المحيطات للعديد من الضغوط البيئية مثل التلوث بالبلاستيك، والتغيرات المناخية، والصيد الجائر، وتدمير الشعاب المرجانية، وهو ما يهدد التوازن البيئي ويؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي.
الهدف من اليوم الدولي
يذكر اليوم الدولي للمحيطات الجميع بالدور الرئيس للمحيطات في المعايش اليومية، حيث تُعد المحيطات مصدرا رئيسا للغذاء وللدواء، فضلا عن كونها جزءا مهما من المحيط الحيوي.
والمُراد من الاحتفال بهذه المناسبة هو توعية الجمهور بأثر الأنشطة البشرية في المحيطات، وحفز حِراك عالمي في سبيل حماية المحيطات، وتعبئة الجهود وتوحيدها مشروع لتحقيق الإدارة المستدامة لمحيطات العالم.
وفي هذا اليوم، تُقيم الأمم المتحدة احتفالا يجمع بين الأنشطة على الإنترنت وخارجها في إطار الفعالية الاحتفالية التي تُقام بمقر الأمم المتحدة بنيويورك وتبث مجرياتها على الإنترنت.
ويوفر اليوم الدولي للمحيطات فرصة فريدة لتسليط الضوء على أهمية المحيط في 8 يونيو من كل عام والمساعدة في توحيد العالم من أجل إجراءات الحفاظ على البيئة.
وأطلق مشروع المحيط التنسيق العالمي لليوم العالمي للمحيطات في عام 2002، ومنذ ذلك الحين، يعمل فريق صغير خلف الكواليس لدعم شبكة اليوم الدولي للمحيطات سريعة النمو للمشاركة في الحفظ التعاوني طوال العام، كجزء من مهمتها لحماية كوكبنا الأزرق، بالتركيز على دعم مشاركة الشباب، تحت شعار (محيط واحد، مناخ واحد، مستقبل واحد- معًا!)
المحيطات أرقام وحقائق
تغطي المحيطات أكثر من 70% من سطح الأرض، وهي مصدر من مصادر معايشنا، حيث تدعم أرزاق البشر وكل كائن حي آخر على وجه الأرض.
وتنتج المحيطات ما لا يقل عن 50% من الأكسجين الموجود على الأرض، وهي فضلا عن ذلك مواطن لطائفة واسعة من أحياء التنوع البيولوجي لهذه الأرض، كما أنها المصدر الرئيس للبروتين لأكثر من مليار إنسان في العالم، ناهيك عن أن المحيطات هي مفاتيح اقتصاداتنا نظرا لعمل ما يُقدر بزهاء 40 مليون شخص -مع حلول عام 2030- في الصناعات المعتمدة على المحيطات.
دعم المحيطات
تحتاج المحيطات الآن إلى الدعم، فنحن نأخذ من المحيطات أكثر مما يمكن تعويضه، وبخاصة مع استنفاد 90% من التجمعات السمكية الكبيرة، وتدمير 50% من الشعاب المرجانية.
ونحتاج إلى العمل معًا لتحقيق توازن جديد مع المحيطات للحد من استنفاد منافعها، والعمل على استعادة حيويتها وتجديد معايش الكائنات فيها.
العقد العالمي للمحيطات
بعد 3 سنوات من بدء عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021-2030)، عقد مؤتمر عالمي للاحتفال بالإنجازات وتحديد الأولويات المشتركة.
وعقد مؤتمر الأمم المتحدة لعقد المحيطات لعام 2024، في إسبانيا، وشاركت في تنظيمه اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، يومي 10 و12 أبريل الماضي في مدينة برشلونة الساحلية، لمدة 3 أيام، بقيادة مشتركة مع مجموعة من الشركاء: حكومة كاتالونيا ومجلس مدينة برشلونة من خلال مؤسسة برشلونة كابيتال ناوتيكا، واللجنة الوطنية الإسبانية لعقد المحيطات، التي تقودها وزارة العلوم والابتكار من خلال مجلس البحوث الإسباني (CSIC).
أهمية المحيطات
تنظم المناخ: تلعب المحيطات دورًا حيويًا في تنظيم مناخ الأرض من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وتوليد التيارات البحرية، وتنظيم درجات الحرارة.
تدعم الحياة: توفر المحيطات موطنًا لأكثر من 200,000 نوع من الكائنات الحية، بما في ذلك الأسماك التي توفر الغذاء لمليارات الأشخاص حول العالم.
تُنتج الأكسجين: تُنتج المحيطات أكثر من نصف الأكسجين الذي نتنفسه، مما يجعلها ضرورية للحياة على الأرض.
تحمي سواحلنا: تُساعد المحيطات في حماية سواحلنا من تآكل التربة والعواصف، وتوفر فرصًا للترفيه والسياحة.
التهديدات التي تواجه المحيطات
تغير المناخ: يؤدي ارتفاع درجات حرارة المحيطات إلى تآكل الشعاب المرجانية، وزيادة حموضة المحيط، وتغيير أنماط التيارات البحرية.
التلوث: تُلوث المحيطات بمخلفات البلاستيك، والمواد الكيميائية، ومياه الصرف الصحي، مما يهدد الحياة البحرية ويضر بصحة الإنسان.
الصيد الجائر: يؤدي الصيد الجائر إلى استنزاف مخزون الأسماك، وتهديد التنوع البيولوجي البحري.
ماذا يمكننا أن نفعل لحماية المحيطات؟
تقليل انبعاثات الكربون: للمساعدة في مكافحة تغير المناخ، يجب علينا تقليل انبعاثات الكربون من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة.
تقليل استخدام البلاستيك: يجب علينا تقليل استخدامنا للبلاستيك وتغيير عاداتنا الاستهلاكية للحد من التلوث البلاستيكي للمحيطات.
دعم الصيد المستدام: يجب علينا دعم ممارسات الصيد المستدامة التي تحمي مخزون الأسماك وتضمن بقاء النظم البيئية البحرية.
التوعية والتثقيف: يجب علينا نشر الوعي بأهمية المحيطات والتهديدات التي تواجهها، وتعزيز المشاركة المجتمعية في حمايتها.
معًا، يمكننا اتخاذ خطوات لحماية المحيطات وضمان صحتها واستدامتها للأجيال القادمة.
محيطات العالم
المحيط الهادئ (بين قارتي آسيا وأمريكا)، والمحيط الأطلسي (بين قارتي إفريقيا وأمريكا)، والمحيط الهندي (بين قارتي آسيا وإفريقيا)، والمحيط المتجمد الشمالي (يحيط بالقارة القطبية الشمالية)، والمحيط المتجمد الجنوبي (يحيط بالقارة القطبية الجنوبية).
وإذا كان هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على القضايا البيئية التي تهدد محيطاتنا، ولتعزيز الوعي بأهمية دور كل فرد في الحفاظ عليها، من خلال حملات التنظيف، وورش العمل التوعوية، والندوات العلمية، والعروض الفنية، تدعو الأمم المتحدة إلى استمرار العمل معًا، متذكرين أن كل خطوة صغيرة نحو الاستدامة تحدث فرقًا كبيرًا، سواء كنا نشارك في تنظيف الشواطئ، أو ندعم سياسات الحد من التلوث، أو نتعلم المزيد عن الحياة البحرية ونسعى لحمايتها، فإن مساهماتنا مجتمعة تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة المحيطات.
إن يوم المحيطات العالمي هو بداية، وليس نهاية، لطريق طويل من العناية والحماية، والتعهد بالحفاظ على هذا الكنز الأزرق، ليس فقط لنا، ولكن للأجيال القادمة.