السؤال الذي يبحث الالاف عن اجابة واضحة له يبدو انه اصبح جاهزا في الاروقة الدبلوماسية ..هل تنجب مفاوضات القاهرة صفقة تبادل تؤدي في نهاية المطاف الى انهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ؟
للاجابة على هذا السؤال نستعرض الردود الاسرائيلية على ما جرى اول امس في القاهرة والتي حملت في ثناياها كل اللاءات المقرونة برفض مطلق لكل المحاولات لتقريب وجهات النظر. فاسرائيل تريد الافراج عن عدد محدود من الاسرى الفلسطينيين وترفض انسحاب الجيش الا من المناطق المكتظة بالمدنيين وترفض وقف القتال كليا وتريد الانطلاق بهدنة زمنية فقط. كما جددت رفضها لعودة النازحين الى شمال ووسط القطاع. وجاء قرار نتنياهو مساء امس بمنع وفد اسرائيل من العودة الى القاهرة ليؤكد على الرفض الاسرائيلي والتلويح بمزيد من الضغط العسكري اعتقادا انه سيكون المفتاح للإفراج عن معظم المختطفين حسب نتانياهو.
وأصر نتانياهو على ما وصفه بأن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية، وعندما تسقط هذه المطالب ادعى انه يمكننا المضي قدما…..
ان هذه التصريحات وما تمخضت عنه المفاوضات حتى هذه اللحظة يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان اسرائيل هي من تسعى لنسف صفقة التبادل من اجل تحقيق كامل الاهداف العسكرية على اجندة نتانياهو الشخصية والخاصة به، والتي يسعى من خلالها الى اطالة عمر الحرب وبالتالي التمهيد لعدوان واسع النطاق على رفح .
تخبط اسرائيلي
ركز الجيش والشاباك في الايام الاخيرة على مكان تواجد زعيم حركة حماس يحيى السنوار وكثرت التصريحات حول قدرة اسرائيل على الوصول اليه واعتقاله او اغتياله في رسالة موجهة للرأي العام في اسرائيل. وبعد نشر فيديو اول امس يظهر فيه السنوار وعائلته في احد الانفاق في اكتوبر الماضي تبجحت اسرائيل كثيرا بان لديها القدرة على الوصول اليه، لكن حقيقة التصريحات التي يتناولها الاعلام العبري حول انقطاع الاتصالات منذ اسبوعين مع السنوار يعكس فشل اسرائيل الاستخباراتي الذريع، وما الاخبار التي تنشر هنا وهناك الا محاولة اسرائيلية للتاثير على مسار الحرب ومحاولة الحاق الهزيمة بمعنويات المقاومة العالية، اضافة الى انها خطوة تكتيكية لربما لاستفزاز قيادة حماس للتصريح بان الاتصال لم ينقطع مع السنوار ..
تستمر الاخفاقات الاسرائيلية في كل المجالات ولم يعد امامها الا القيام بالمزيد من عمليات القتل والتدمير والتهجير. واصبح من الواضح ان سكتها القادمة ستكون رفح في ضوء الفشل المتوقع لصفقة التبادل ولو مرحليا.