العراق

بغداد تُصارع الموت

المباني التراثية فيها تصارع الإبادة، وحتى سكانها قد تمّ مسخ أخلاقهم بسبب ثقافة الطبقة السياسية المنحطة التي لا تمتلك ثقافة ولا ديناً و لا ضميراً بسبب المسخ الكليّ الذي تسبّب نتيجة للقُمة ورواتب الحرام المسروقة من حقوق الفقراء واا زالت تسرق تلك الأموال بإعتبارها حسب أفكارهم الجاهلية؛ أموال مجهولة المالك!؟

في تقرير نشرته صحيفة الأندبينت العربية عن وضع بغداد و تراثها و مبانيها و نسقها العام؛ وصفت هذه المدينة العريقة بكون :

المباني التراثية فيها تصارع الإبادة، وحتى سكانها قد تمّ مسخ أخلاقهم بسبب ثقافة الطبقة السياسية المنحطة التي لا تمتلك ثقافة ولا ديناً و لا ضميراً بسبب المسخ الكليّ الذي تسبّب نتيجة للقُمة ورواتب الحرام المسروقة من حقوق الفقراء واا زالت تسرق تلك الأموال بإعتبارها حسب أفكارهم الجاهلية؛ أموال مجهولة المالك!؟

بينما الدِّين – يعني دين الامام عليّ و النبي محمد ؛ يعتبر سرقة قطرات من الزيت العائد لبيت المال .. لا بل هدر قطرات من الماء المباح ذنب له عقوبة حتمية!

جاء في التقرير المذكور أن نخبة من المعماريين العراقيين و جهوا نقداً لاذعاً إلى الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها الإدارات الرسمية المتعاقبة المشرفة على أمانة العاصمة بغداد، والهدم و التخريب المتواصل لمبانيها التراثية، حتى غدت بغداد مدينة إسمنتية يطلى وجهها كل يوم بألوان لا تليق بعراقتها ومكانتها وعمرها الذي تخطى الـ 1000 عام.

ومن بين أبرز المشغولين بهذه الظاهرة المهندس ومصمم المدن العراقي تغلب الوائلي الذي يوجه لوماً شديداً لأمانة بغداد جراء ما يصفه بالفوضى التي ترافق إعادة إعمار بغداد من دون عناية بتاريخها، والتفريط بتراثها والمعايير المعتمدة التي يقول إنها “تفتقد الدقة والمعرفة بالتاريخ، وغياب الحرفية في أسلوب وطرق التعامل مع مبانيها التاريخية والتراثية معاً”.

ويتهم الوائلي علناً أمانة بغداد بأنها المسؤولة عن التفريط بممتلكات ومباني العاصمة، وبأنها “ستخرب وجه المدينة التاريخي الذي يمتد لقرون سحيقة، باستخدام الطلاء الرخيص واللجوء إلى صنفرة السطوح وأمور أخرى كثيرة، ليسوغوا صرف مبالغ هائلة على الإعمار”.

وحول قيمة بغداد وإرثها المعماري يقول أستاذ الهندسة بـ “جامعة بغداد” خالد السلطاني، “تمتلك المدن التاريخية امتيازاً إضافياً بالقياس إلى الحواضر المعاصرة، فبغداد من تلك المدن التي ينطوي مشهدها على مآثر تاريخية مهمة إضافة إلى كونها مدينة معاصرة، وهذا الازدواج الوظيفي لبغداد يحتم علينا ألا نعزل أو نهمل ذلك الجانب التاريخي المهم من خصوصية المدينة، بل نبقيه كشاهد تاريخي يثري المشهد ويجعل منه مصدراً لاجتراح مقاربات تصميمية تنتمي إلى روح المكان، مما يجعل المشهد الحضري قريباً إلى ذائقة السكان، ويبعد من المدينة حال التغريب الكامنة في مخططات غالبية المدن المعاصرة”.

ويؤكد أستاذ الهندسة، “نحتاج إلى وقفة متأنية ونظرة عميقة وشاملة لفهم مقاصد التخطيط الحضري، مثلما نحتاج إلى احترام الضوابط والقوانين التي تراعي حرمة تلك المآثر وقيمتها في ذلك المخطط، وبغير ذلك فإننا مقبلون على حال لن نستطيع معها الحفاظ على تلك المآثر، كما لا يمكن لوجودها أن يضيف شيئاً إيجابياً إلى مخطط مدننا العريقة”. إحسان فتحي، وهو معماري ومخطط ومتخصص في الحفاظ على التراث، يرى أن “المناطق التاريخية في بغداد، وهي الرصافة والكرخ والكاظمية والأعظمية، كانت بنسيجها العمراني المتراص والكثيف حتى العشرينيات من القرن الماضي تشكل مساحة إجمالية قدرها نحو سبعة كيلومترات مربعة، وتتكون من آلاف البيوت التقليدية ذات الأفنية الداخلية المفتوحة، والبيوت المميزة المطلة مباشرة على نهر دجلة، ومئات من المساجد والأضرحة والأسواق والخانات والحمامات التاريخية المميزة بطرازها المعماري البغدادي”.

ويستدرك، “لكن هوية المدينة التاريخية العظيمة التي كانت مركز العالم و الفن و الفكر الإسلامي لنحو 500 عام بدأت تتعرض للتغيير والتدمير من خلال عمليات التطوير والتحديث العمراني التي تسارعت في المناطق التاريخية منذ ثلاثينيات القرن الماضي”. ويؤكد فتحي أن “كل هذه المشاريع الحديثة والشوارع العريضة دمرت وشوهت مناطق بغداد التاريخية بدرجة كبيرة، بل تشير آخر المسوح إلى أن ما تبقى من نسيج بغداد التاريخي حالياً لا يتجاوز 15 في المئة من مساحتها التاريخية الأصلية، وحتى هذه البقايا الآن مهددة بالإزالة أو الانهيار بسبب الإهمال الكلي وانعدام الصيانة، وعلى عكس ما حصل في عدد من مدن العالم التاريخية، وحتى في مدن عربية في تونس والمغرب، حيث تمت المحافظة على المدن القديمة وأسوارها وبواباتها، وسمح للعمران الحديث أن يشيد خارجها وليس داخلها إلا في حالات استثنائية جداً”.

ويذهب فتحي إلى الحديث عن الظاهرة الأخطر التي تعانيها بغداد، وهي “الغياب شبه الكامل لأي نوع من السيطرة البلدية على تنظيم العمران في بغداد، فلقد انتشرت خلال الأعوام الـ 10 الأخيرة ظاهرة تقسيم قطع الأراضي السكنية السابقة، والتي كانت مفرزة أساساً على مساحات تراوحت ما بين 600 و 200 متر مربع، إلى قطع صغيرة جداً بعضها لا يزيد على 50 متراً مربعاً، وبدأنا نرى تجار العقار يشترون بيوت الأعظمية والمنصور و العطيفية والكرادة وأي مكان متاح آخر ليقسموا الـ 600 متر إلى 10 أدوار سكنية، في تجاهل كامل وتحد صارخ للقوانين السارية غير النافذة التي تحدد المساحة الصغرى المسموح بها بـ 200 متر مربع”.

ويوضح، “إذا اعتبرنا أن عدد سكان مدينة بغداد حالياً هو 8 ملايين نسمة، وأن مساحتها ضمن الحدود البلدية حوالى 900 كيلو متر مربع، فإن الكثافة السكانية تبلغ حوالى 8850 شخصاً لكل كيلومتر مربع، وهذا الرقم عالي في الحقيقة إذا ما قارناه بالمدن المشابهة الأخرى”.

ويعتقد فتحي أن “بغداد، هذه المدينة التاريخية العظيمة التي صمدت أكثر من 1250 عاماً حتى الآن، تترنح حالياً تحت ضربات ساحقة تأتيها من جهات عدة لا تكترث لوجودها أصلاً، فهي تصارع الموت بكل معنى الكلمة”.
هذه المشكلة التي تعتبر من أكبر المفاسد التي لحقت بآلعراق بسبب المتحاصصين الذين لم يكترثوا لها كما لغيرها رغم إني كتبت عنها و عن غيرها الكثير .. لكن من دون وجود آذان صاغية تعي أبعاد و فلسفة كلامنا .. لذلك:
فأن هذا الأمر يضاف إلى المسؤوليات و المهام التي ستكون على عهدة (التيار الوطني الشيعي) الذي سيحكم العراق بدلاً من هؤلاء المرتزقة المتحاصصين الجهلاء الذين يعادون الفكر و المفكريين فقط فأثبتوا بأنهم لا يتقنون سوى الأستهلاك و النهب و الفساد و المحاصصة آلآمنة الضامنة لجيوبهم و بغيرها يواجهون الموت الحتمي و المساءلة القادمة في كل الأحوال؛ لذلك نتمنى من المخلصين(البدائل) أن يتمّ التخطيط لهذا الأمر عاجلاً لإيجاد حلّ جذري لها .. أو على الأقل إيقاف هذا التخريب الذي سببته الاحزاب المتحاصصة العميلة التي حكمت العراق بأمر من ألأسياد بعد إسقاط الصنم الصدامي الذي مهّد لهذا التخريب العميق, و الله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى