روسيا

المخطط الغربي لاصطياد الدب الروسي

توسيع رقعة خط المواجهة بين الطرفين يعني بالضرورة الحاجة الى قوات قتالية أكثر واليات عسكرية وتامين خطوط الامداد بالعتاد والمؤونة وقوات ساندة لها.

قصف المدن الروسية في إقليم بيلغرود بضمنها مصانع تكرير النفط وإنتاج الطاقة بشكل متكرر بالصواريخ والطائرات المسيرة وارسال مجاميع مسلحة تخريبية الى داخل الحدود جعل موسكو تقرر فتح الجبهة الشمالية واجتياح الأراضي الأوكرانية والسيطرة على أكثر من 12 قرية داخل إقليم خاركف الذي تنطلق منه الهجمات الأوكرانية وبما يعادل 200 كيلو مترا مربعاً لحد الان، بحسب المصادر الروسية.

إن توسيع رقعة خط المواجهة بين الطرفين يعني بالضرورة الحاجة الى قوات قتالية أكثر واليات عسكرية وتامين خطوط الامداد بالعتاد والمؤونة وقوات ساندة لها. وإذا اخذنا بنظر الاعتبار النقص العددي في صفوف الجيش الاوكراني رغم المحاولات المتعددة لكييف لسد هذا النقص، فان فتح جبهة جديدة بالتأكيد سيكون عبئاً كبيراً يثقلُ كاهل القيادة الأوكرانية، خاصة مع صعوبة استعادة الأراضي المفقودة نتيجة تقدم الجيش الروسي في الإقليم.

اهم أسباب تقهقر الجيش الاوكراني:

– نقص الامدادات الغربية وخاصة اعتدة المدفعية بشكلٍ عام وبالخصوص من طراز 155 ملم.

– نقص شديد في العنصر البشري مع فقدان اعداد كبيرة من الجنود اثناء الهجوم الاوكراني المعاكس الماضي وبالذات القوات التي تمتلك خبرة قتالية وتدريبات عالية.

– عدم توفر الغطاء الجوي للقطعات العسكرية الأوكرانية ما جعلها عرضة للقصف الروسي المستمر.

– عنصر المفاجأة، حيث لم يكُ في حسابات القادة العسكريين الاوكرانيين ان روسيا ستفتح الجبهة الشمالية رغم التحذيرات الغربية، بحسب بعض المصادر الإعلامية.

– عدم بناء خطوط دفاعية رصينة وقوية قادرة على إيقاف تقدم الجيش الروسي والتركيز على نقاط التماس الأخرى على خط الجبهة وبالذات جبهة زبروجيا وقاطع خريسون.

– انخفاض الروح المعنوية مع طول مدة الحرب والشعور بخذلان حلف الناتو مع صعوبة سد النقص المتزايد في عديد الجيش الاوكراني واللجوء لاستدعاء الذكور لغاية عمر 60 سنة، ما يعني عناصر غير قادرة على القتال وغير مؤهلة لاستخدام الأسلحة والأنظمة الغربية.

من ناحية أخرى فان الجانب الروسي يُظهر مزيداً من التماسك في مواجهة الترسانة الغربية التي لم تدخر جهداً في محاولاتها التقليل من الإمكانات الروسية على كافة الأصعدة- العسكرية والاقتصادية والسياسية، بداً من تزويد كييف بمختلف الأسلحة والاعتدة بضمنها المحرم يرافقه الحصار الاقتصادي والسياسي لكل ما هو روسي بما فيه الادب والموسيقى ومنع الإذاعات الروسية من العمل على الساحة الأوروبية لنقل وجهة نظر موسكو.

والعامل الأهم هو قدرة موسكو على تزويد الماكنة العسكرية الروسية بالأسلحة والاعتدة التقليدية منها والجديدة لتجربتها في ساحة القتال وخاصة الأنواع الجديدة من الطائرة المسيرة بأشكالها واحجامها المختلفة بناءً على الخبرة المكتسبة من خطوط القتال المختلفة جوا وبرا وبحرا.

السيناريوهات المتوقعة بعد تقدم الجيش الروسي في الجبهة الشمالية:

– انهيار الجيش الاوكراني وفقدان إقليم خاركف كاملاً وخاصة إذا فتحت موسكو جبهة أخرى في الشمال: كورسك- سومي، ما يعني تشتيت أكثر للقوات الأوكرانية مع نقص كبير في اعداد الجنود.

– ارسال حلف الناتو مزيداً من جنوده لسد النقص الحاصل في عديد الجيش الاوكراني تحت مسميات مختلفة كمدربين او مستشارين عسكريين بأعداد كبيرة لأنهم بالفعل موجودين ضمن صفوف الجيش الاوكراني تحت عنوان “متطوعين أجانب” مع زيادة شحنات الأسلحة، وبالخصوص أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وعدم الاكتفاء (بأكل البيتزا والعزف على الغيتار في بارات كييف الليلية). وهذا التطور ان حصل سيقودنا الى تعقيدات أكبر قد تكون من ضمنها المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف الناتو، وهو الأخطر على الاطلاق.

– الموافقة على السيناريو الكوري ووقف إطلاق النار للحد من الخسائر البشرية الكبيرة في الطرفين وكذلك المحافظة على المتبقي من الأراضي الأوكرانية قبل ان تستمر موسكو بالتقدم غرباً باتجاه العاصمة.

نرى أن السيناريو الأخير هو الأكثر تفاؤلا إذا ما أراد حلف الناتو وقف إراقة الدماء وتدمير البنى التحتية لكلا الطرفين. يأتي بعده السيناريو الثاني والذي يزيدُ النارَ حطباً ويطيلُ في امد الحرب لسنواتٍ قادمة وقد يكون الأكثر دموية وتدميرا للجانبين، وهو يحقق الأهداف غير المعلنة لبعض الأطراف الدولية في استنزاف الجيش والقدرات الروسية عسكرياً مع عزل موسكو سياسياً واقتصادياً ما يُعجل بثورةٍ داخلية للإطاحة بالرئيس بوتين، كما يعتقد البعض، وكذلك لإجبار موسكو على استخدام كل ما لديها من أسلحة غير المعلن عنها سابقاً واكتشاف الترسانة الروسية من الأسلحة المتقدمة غير المعروفة للغرب.

فهل سينجح المخطط الغربي في اصطياد الدب الروسي بالفخ الاوكراني ام سيفلت من الفخاخ الغربية ويلتهم العسل الاوكراني؟

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى