السودان

حرب السودان.. لهذه الأسباب يخسر الجيش

فقد الجيش تعاطف القوى السياسية المؤثرة ، منذ انقلاب اكتوبر/٢٠٢١م ، وفقد تعاطف الايقاد والاتحاد الأفريقي والامم المتحدة نتيجة اتهامه لكل هذه الجهات بأنها معادية للسودان وفقد عمقه العربي باتهامه للقوى الإقليمية بأنها مع الدعم السريع.

فقد الجيش تعاطف القوى السياسية المؤثرة ، منذ انقلاب اكتوبر/٢٠٢١م ، وفقد تعاطف الايقاد والاتحاد الأفريقي والامم المتحدة نتيجة اتهامه لكل هذه الجهات بأنها معادية للسودان وفقد عمقه العربي باتهامه للقوى الإقليمية بأنها مع الدعم السريع ، وظن بعد كل ذلك أنه قادر على حسم الحرب! .

ظن الجيش ان الحرب مكانها في السودان ، الذي خبر عرصاته وشوارعه وجنباته، وانه بهذه المعطيات قادر على هزيمة اي قوة تواجهه ، لكنه لم يحسب حسابات عديدة ، اهمها ان فقدان القوى السياسية المؤثرة داخليا يعني هزيمته النفسية والسياسية ، وفقدانه للقوى المؤثرة إقليميا ودوليا يعني هزيمته العسكرية ، فالذي لا تكسبه دوليا لن يقدم لك الدعم ، والذي تتهمه دوليا سوف يتحول لعدو لك بالباب.

واكبر الاسباب ان الجيش صدق هتافات الكيزان ومن على شاكلتهم من فلول وانتهازيين ، الذين قالوا له انها حرب الكرامة ، ناسيا ان الوقوف مع مشاريع الكيزان يعني فقدانه لقوى ثورة ديسمبر ، وكل القوى الدولية المعادية لتنظيم الاخوان الإرهابي.

الجيش كذلك صدق احاديث بعض ابواق الحرب من النشطاء والحانقين على قحت ، الذين حاولوا تصويره بانه الدولة وأن الدولة السودانية هي الجيش ، فانتفخ وطفق يوزع التهديدات يمينا ويسارا ، للقوى السياسية السودانية ولكينيا واثيوبيا والإمارات والايقاد والامم المتحدة ، فخسر الجميع داخليا وخارجيا.

والجيش صدق ان الشعب السوداني معه لان بعض الشعب يقابله بالتصفيق ، ناسيا ان البشير سقط بعد أيام فقط من احتشاد مئات الالاف له في مسيرات واحتفالات تقعد بس ، وربما صدق قادة الجيش ان تصفيق المئات او الالاف لهم يعني اعفاؤهم من مسؤلية اطلاق الحرب وتكوين المليشيات والانقلاب على الشرعية الثورية وهي الثلاث الموبقات التي لا فكاك منها لقادة الجيش ، وسيحاسبون عليها اجلا ام عاجلا.

كل هذه الأشياء هي التي هزمت الجيش وجعلته يبحث هنا وهناك عن القبائل والمليشيات وسكان القرى لكي يقاتلوا نيابة عنه وطفق يبحث خارجيا عن حلفاء بأي ثمن من أجل أن يواريء سوأته ويهزم مليشياته التي انتجها من رحمه ، ولكن هيهات ان يقاتل احدا عنه ، وهيهات ان يدعمه احدا من الخارج وليس امامه للخروج من هذه الحفرة التي وقع فيها بتدبير وتخطيط كيزاني خبيث الا بالجلوس للتفاوض وتفكيك سلطة الكيزان عليه والقبول بتكوين جيش جديد قومي مهني بعيد السياسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى