أوروبا

هل يقتل الإنجليز الفار؟

كان الإنجليز فى البداية يعتبرون أى أخطاء أو اعتراضات مدربين ولاعبين ونقاد على أحد قرارات الفار بمثابة تجربة لا تزال تتشكل، وسيأتى يوم تختفى فيه الانتقادات والاعتراضات.. لكن بعد أزمات كثيرة فى الموسم الحالى لم يعد كثيرون يكتفون بالانتقاد.

حتى أيام قليلة مضت.. كنت أتخيل أن السويد ستبقى دولة أوروبية وحيدة ترفض تقنية حَكَم الفيديو المساعد أو الفار فى مباريات كرة القدم.. لكن من الواضح أنها لن تبقى كذلك حيث ستعقد أندية الدورى الإنجليزى الممتاز اجتماعها السنوى فى 6 يونيو المقبل، ويتضمن جدول أعمال الاجتماع التصويت على إلغاء الفار فى الدورى الإنجليزى بداية من الموسم المقبل.

ومع كل الاحترام للكرة السويدية، التى منذ البداية لم تعترف بالفار ورفضت تطبيقه فى ملاعبها ومبارياتها.. لكن لو قرر الإنجليز بالفعل إلغاء الفار بما لهم وأنديتهم وبطولاتهم من مكانة وشهرة كروية فى العالم كله.. فقد يصبح ذلك بداية حقيقية لنهاية الفار فى ملاعب كرة القدم.. فعلى عكس ما كان متوقعًا حين بدأ تطبيق الفار فى الدورى الإنجليزى الممتاز 2019.. لم تختفِ المشكلات أو تنتهى الأزمات.

وكان الإنجليز فى البداية يعتبرون أى أخطاء أو اعتراضات مدربين ولاعبين ونقاد على أحد قرارات الفار بمثابة تجربة لا تزال تتشكل، وسيأتى يوم تختفى فيه الانتقادات والاعتراضات.. لكن بعد أزمات كثيرة فى الموسم الحالى لم يعد كثيرون يكتفون بالانتقاد، بل بدأ البعض يطالبون بإلغاء الفار أصلًا.. وكان الكاتب السياسى والرياضى جيمس ماسترز هو الذى سبق الجميع حين كتب منذ أربع سنوات يتوقع أن الفار سيقتل كرة القدم.

وقال جيمس أيضًا إن الفار لن يحسم التوتر ويُنهى الاعتراضات والاحتجاجات، بل ستزيد مساحتها وحِدّتها.. ولن يحقق المزيد من العدالة، التى هى غاية تطبيق هذا النظام لأن ظنون وشكوك الجماهير فى قرار أى حَكَم لن تُنهيها رؤية حَكَم أمام شاشة مونيتور يعيد مشاهدة اللعبة.. فالذى لن يقتنع أو يقبل قرار الحَكَم الأول لن يجبره الفار على تغيير رأيه.

ولم يقبل كثيرون وقتها رأى جيمس ورؤيته.. لكن منذ أيام تقدم نادى وولفر هامبتون بأول طلب رسمى لإلغاء الفار، وهو الطلب الذى سيتم التصويت عليه، وسيتم إلغاء الفار لو وافق 14 من أصل 20 ناديًا تلعب فى الدورى الممتاز.. وهناك أندية ومدربون ونقاد باتوا يؤيدون طلب نادى وولفر هامبتون.. ومثل الإنجليز كان كثيرون فى مختلف دول أوروبا والعالم كله أيضًا تحدثوا طويلًا عن خيبة أملهم وإحباطهم، بعد أن تخيلوا أن الفار سيحقق العدالة الكروية للجميع.

فالعدالة المطلقة أو العدالة الكاملة كانت وستبقى هى الحلم المستحيل لأهل كرة القدم فى العالم.. سواء فى بلدان تلتزم بأقصى حد ممكن بالعدل والنزاهة والشفافية أو بلدان لا تحترم أيًّا من ذلك.. وفى بلدان تُعد من القوى الكروية الكبرى أو بلدان لا تملك فى اللعبة تاريخًا ومكانة وحاضرًا أو مستقبلًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى