الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي تواجه صعوبات كبيرة بسبب المظاهرات والاحتجاجات التي يٌنظمها نشطاء غاضبون بسبب الانحياز الأمريكي الفج لإسرائيل، ودعم الحزب الديمقراطي لحكومة نتنياهو في الحرب على غزة والإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، وتؤدي هذه الاحتجاجات إلى توقف وتعطيل فعاليات المرشحين الديمقراطيين من مجالس المدن إلى الكونجرس إلى المكتب البيضاوي مما يٌعرقل قدرتهم على تنظيم الحملات الانتخابية خلال عام انتخابي مٌحوري وطالت الاحتجاجات كثيرين من قادة الحزب بداية من الرئيس جو بايدن وصولاً إلى رؤساء بلديات المدن الصغيرة وعلى سبيل المثال في ديترويت تعرض أحد أعضاء الكونجرس للإصابة بالكسر في الأنف بعد ظهور المتظاهرين احتجاجًا على الانحياز الأمريكي ودعم الحزب الديمقراطي وإدارة بايدن للعدوان الاسرائيلي على غزة.
وفي ولايات أخرى مثل ولاية كولورادو اضطر رئيس مدينة فورت كولينز إلى إنهاء تجمع انتخابي بعد احتجاجات من مٌتظاهرين يٌطالبون بوقف إطلاق النار في غزة، وإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها أهالي غزة..
وعلى المستوى الرئاسي تعرض الرئيس بايدن للمضايقات والتجاهل من قبل المتظاهرين المعترضين على دعمه لإسرائيل على الرغم من محاولاته هو وإدارته للضغط على نتنياهو مؤخراً من أجل توفير حماية أكبر للمدنيين، ونجح بايدن في تجنب معركة أولية فوضوية ولم يواجه أي معارضة قوية داخل حزبه، لكن الحرب على غزة تسببت في توترات داخل الحزب، مما أفرز مخاوف لدى الديمقراطيين من أن تؤدي الاحتجاجات إلى انخفاض نسبة المشاركة والتصويت لصالح الرئيس بايدن في الانتخابات الرئاسية المٌقبلة في شهر نوفمبر من العام الجاري، وهو ما يدعم المٌرشح الجمهوري المٌحتمل الرئيس السابق ترامب، والدليل على ذلك أن المٌظاهرات الداعمة لفلسطين والداعية للحد من الدعم الأمريكي بشكل شبه حصري على الديمقراطيين، إذ نادرًا ما يواجه الرئيس السابق دونالد ترامب انتقادات كبيرة من المتظاهرين المٌطالبين بإيقاف الحرب على غزة؛ سواء أمام منزله أو خلال التجمعات الانتخابية التي تٌنظمها حملة ترامب الانتخابية.
ولم يقل ترامب سوى القليل من الأمور الجوهرية حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بجانب دعوته لإسرائيل لإنهاء الحرب، وبسبب هذه الضغوط اتخذ بايدن موقفًا أكثر صرامة مع نتنياهو؛ حيث هدد بربط الدعم المستقبلي بكيفية تعاملها مع الضحايا المدنيين والأزمة الإنسانية في غزة ومع ذلك لا يزال يواجه انتقادات شديدة وقبل حفل جمع التبرعات الذي نظمه بايدن في راديو سيتي الشهر الماضي تلقى، عشرات من مشتري التذاكر الذين حددتهم حملة بايدن كمتظاهرين محتملين لدعم غزة، إخطارات من الحملة بإلغاء تذاكرهم عبر إيميلات جاء فيها “لسوء الحظ لا يمكننا استيعابك في الوقت الحالي، وقمنا بإعادة جميع التذاكر المرتبطة بعنوان بريدك الإلكتروني”.
وصرحت عضوة منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” كارول شريفتر؛ وهي جماعة تقدمية مناهضة للصهيونية، صرحت بأنها خططت لتعطيل الحدث من خلال الصراخ في وجه بايدن على خشبة المسرح حول الحرب في غزة، وأنها أٌجبرت على العبور عبر نقطتي تفتيش، ووصلت إلى داخل مسرح التجمع الانتخابي، لكن قيل لها إن مقعدها تغير قبل أن يُطلب منها التوجه إلى الخارج إلى ما أسماه مسئولو بايدن خيمة الحلول.
وهناك قيل لها إنه لن يُسمح لها بالدخول، وقالت لورين هيت، المتحدثة باسم حملة بايدن، إن “خيمة الحلول هدفها الأساسي هو مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في إصدار التذاكر، وليس إزالة مثيري الشغب المحتملين”.
وعلى الرغم من ذلك تمكن بعض المتظاهرين من الوصول إلى القاعة؛ حيث قاطعوا مرارًا وتكرارًا ظهور بايدن المشترك مع الرئيسين الأميركيين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما..