هل يملك الرئيس ترامب العصا السحرية لوقف الحرب فوراً؟
هناك ميل لدى ترامب للتوصل إلى اتفاقات وكذلك بالتزامن مع استعمال منطق القوة واستخدام مسألة العقوبات والوسائل العسكرية للضغط على إيران
تتكرر عبارة “الفصل للميدان” عند رئيس مجلس النواب نبيه بري وقادة “حزب الله”، في ردود فعلهم على المبادرات وطروحات وقف النار. لكن كيف تصف مصادر ديبلوماسية وسياسية هذا الموقف بعد أكثر من أربعين يوماً على الحرب الإسرائيلية القاتلة والمدمرة؟
تقول هذه المصادر، أن هذا الكلام يعبر عن منطق انتحاري استشهادي، لأن القرار هو قرار إيراني يلتزم به “حزب الله”. ذلك أن إيران تريد أن تكمل في المعركة مع إسرائيل بغض النظر عن مصير لبنان وما يحصل فيه نتيجة الحرب. في المقابل هناك فترة زمنية نحو شهرين لتتسلم إدارة الرئيس دونالد ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة. بالطبع ستكون لديها مقاربة مختلفة. هناك ميل لدى ترامب للتوصل إلى اتفاقات وكذلك بالتزامن مع استعمال منطق القوة واستخدام مسألة العقوبات والوسائل العسكرية للضغط على إيران. إنما المهم إلى أي مدى سيلتزم الافرقاء المعنيون بما سيقوله ترامب، وإلى أي مدى هناك استعداد لدى إيران بالالتزام بوقف النار، ووضع حد لتعرضها وتعرض حليفها “حزب الله” إلى ضربات.
وقبل انتظار الشهرين لتسلم ترامب، تتحدث إدارة الرئيس الحالي جو بايدن عن نية حقيقية لديها وعمل دؤوب لوقف الحرب. لكن المصادر تقول أن هناك رأيان. الأول، يقول أن بايدن يريد القيام بإنجاز قبل رحيل إدارته في كل من لبنان وغزة. عبر التوصل إلى وقف تام للنار. لكن هذا التوجه يتبلور حسب تحرك الموفد الرئاسي أموس هوكشتاين ونتيجة هذا التحرك.
والرأي الثاني يشير إلى أن الطرف الإيراني لن يقدم وقف النار مهما أعطي من جوائز ترضية. والسؤال ما هي جائزة الترضية الكبيرة التي يمكن أن تقدمها الإدارة الحالية لإقناع إيران بعدم انتظار الإدارة الجديدة لوقف النار. مع الإشارة إلى أن إدارة بايدن مهما فعلت من دون معاهدة لا يمكنها إلزام إدارة ترامب بذلك. اذ أن الرئيس الجديد يستطيع أن يغير ويبدل كل شيء إذا لم توقع معاهدة.
ترامب عين فريقه الخاص لمعاونته لدى استلامه منصبه ، مع بدء تعيينات في الإدارة والخارجية تحديداً لما للخارجية من أهمية في السياسة الخارجية للبلد. وعين مديرة مكتبه سوزان واليز ونائبها ستيل ميلر. وهذه التعينات لا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ خلافاً للتعينات داخل الإدارة والحكومة.
حتى في مجال التعيينات داخل الإدارة، يعتمد الرئيس على تسهيل تمريرها في مجلس الشيوخ نظراً لأنه من الغالبية الجمهورية. حتى الآن لا شيء مؤكد حول موفدين خارجيين قريباً لاسيما إلى لبنان وإسرائيل. وسيتوضح ذلك مع الوقت. حتى الآن، آموس هوكشتاين هو الموفد الرسمي، والتابع للإدارة الحالية، الى لبنان وإسرائيل. ولن يكون هناك موفد آخر قبل أن يتسلم ترامب مهمته. لكن تعيين فريقه الخاص سريعاً يؤشر إلى تحضيراته المكثفة لتسلم منصبه وملفاته للقيام بواجباته على مستوى السياستين الداخلية والخارجية.
في كل الأحوال، لا يملك الرئيس ترامب العصا السحرية لوقف الحرب فوراً. فضلاً عن أنه لديه أولويات داخلية يجب أن يواجهها. ومن الآن وحتى وقف النار، تقوم إسرائيل بكافة أنواع جرائم الحرب بالإضافة إلى الحرب على “حزب الله” في هذه المرحلة الانتقالية.