هل يمكن لوقف إطلاق النار في غزة أن يمنح أملاً للفلسطينيين في الضفة الغربية؟
في طريقك من شمال الضفة إلى مدينة رام الله، يمكنك أن تلاحظ كيف يواصل الاحتلال توسيع مستوطناته على حساب الفلسطينيين، محوّلًا الجغرافيا الطبيعية إلى مستعمرات، بل حتى اللوحات الإرشادية في الطرقات باللغة العبرية.
في الآونة الأخيرة، شهدت الضفة الغربية تصاعدا كبيرا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما يُعرف بعملية “المخيمات الصيفية” التي تستهدف مناطق شمال الضفة الغربية.
ومن يزور مخيمات طولكرم وجنين وطوباس، سيلاحظ عمليات تدمير مشابهة لتلك التي حدثت وتحدث في قطاع غزة، من تدمير للبنية التحتية وتخريب كلي وجزئي للمحال التجارية ومنازل المواطنين.
هذه العمليات العسكرية، لم تسفر فقط بخسائر بشرية، بل تسببت في موجات نزوح داخلية من المخيمات، حيث اضطر العديد من العائلات إلى مغادرة منازلها والبحث عن أماكن قد تكون أكثر أمانا.
معاناة الفلسطينيين لم تقتصر على هذا الأمر فقط، بل إنها تزداد بسبب القيود الإسرائيلية على حركة التنقل اليومية للفلسطينيين، فعلى سبيل المثال، استغرقت رحلتي من رام الله إلى نابلس، وقتاً أطول من السفر من نابلس إلى الأردن بسبب الحواجز والبوابات والقيود المفروضة في الضفة الغربية.
وفي طريقك من شمال الضفة إلى مدينة رام الله، يمكنك أن تلاحظ كيف يواصل الاحتلال توسيع مستوطناته على حساب الفلسطينيين، محوّلًا الجغرافيا الطبيعية إلى مستعمرات، بل حتى اللوحات الإرشادية في الطرقات باللغة العبرية، مما يعزز الشعور المتزايد بالغربة والانفصال عن الأرض وأنك تسير في أرض غير أرضك.
اقرأ أيضا| إعادة إعمار غزة.. أمل العودة وتحديات البنية التحتية
هذه المعاناة تمثل جزء من حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث تمزقت الأراضي الفلسطينية إلى مناطق معزولة بتجمعات سكانية مفصولة ببوابات حديدية، وكأنها ” كنتونات”.
الاقتصاد الفلسطيني أيضًا يعاني، إلى جانب التدمير الذي خلفته حرب السابع من أكتوبر منذ العام الماضي، ولعل أبرز عواقب الحرب من بعد دمار قطاع غزة، هو بطالة الفلسطينيين، فقد أدى تعطيل دخول العمال الفلسطينيين إلى أعمالهم في الداخل المحتل من تزايد التدهور الاقتصادي والمعيشي للفلسطينيين وهو ما يؤثر تأثيرا مباشرا على جميع الفئات من السكان في الضفة، من عائلات ورجال وأطفال وبيوت تدمرت اقتصاديا ونفسيا مما أدى إلى تصاعد العنف الأسري بشكل ملحوظ.
كل هذه التطورات تدفعنا للتساؤل: كيف يمكن أن تؤثر الحرب المستمرة في غزة على الأوضاع في الضفة الغربية؟ في ظل استمرار الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، ومما لا شك فيه، أن الضغط الدولي يمثل أداة هامة نحو إيقاف إطلاق النار في غزة وهي لا تعد واجبا إنسانيا فقط، بل هو حق للفلسطينيين الذين يعانون يوميًا من توابع الحرب، ولا يمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية في ظل هذه الظروف.
هذه الحرب لا تستهدف فقط فصيلا أو حركة، بل تضيف فصلاً جديدا من المعاناة لملايين الفلسطينيين الأبرياء الذين لا يريدون سوى حياة كريمة وأمل بمستقبل أفضل.
فإلى متى سيظل المواطن الفلسطيني يتحمل تبعات الحرب ؟ هذه الحرب التي شُنّت في الأساس تبعا للتصاعدات. الفلسطينيون في الضفة، مثل أهل القطاع، يواجهون نزوحًا من بيوتهم، تدميرًا لأرزاقهم، ومصادرة أراضيهم، لذلك، وقف إطلاق النار في غزة يمثل خطوة ضرورية للصمود واستمرار الحرب في غزة يمثل تهديدا مباشرا على سلامة سكان الضفة كما هو الحال في غزة.
تعليق واحد