هل يخترق الذكاء الاصطناعي خصوصية الموظفين؟
المخاوف تتمحور حول أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تُستخدم لمراقبة الموظفين (شترستوك) وفي الوقت نفسه، حذرت شركة تحليل السوق غارتنر من أن استخدام كوبايلوت في "مايكروسوفت أوفيس 365" يكشف عن المخاطر المتعلقة بتسريب البيانات والمحتوى الحساس داخليا وخارجيا.
يلعب الذكاء الاصطناعي، دورًا محوريًا في حياتنا اليومية، في مختلف الوظائف والأعمال، من خلال العديد من البرامج والأدوات التكنولوجية الحديثة، بل الأكثر من ذلك، القيام بأعمال دون تدخل العنصر البشري.
خصوصية الموظفين
ويجب على أصحاب العمل إجراء تقييمات منتظمة لتأثير الذكاء الاصطناعي على خصوصية الموظفين. وتتضمن تقييمات تأثير الخصوصية تحديد وتقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بأنظمة الذكاء الاصطناعي وأنشطة معالجة البيانات الخاصة بها. وفقا للجزيرة.
ومع شعور قادة الأعمال بالضغط المتزايد لتنفيذ الذكاء الاصطناعي، فإن إنشاء الثقة وفهم كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على سير العمل مع الموظفين أمر بالغ الأهمية للاستفادة من إمكاناته الكاملة في الشركة.
التقاط بيانات حساسة
في مايو/أيار الماضي، أطلق ناشطون -يتبنون حماية الخصوصية- على أداة “ريكول” (Recall) الجديدة من مايكروسوفت لقب “كابوس الخصوصية”، بسبب قدرتها على أخذ لقطات شاشة للحاسوب كل بضع ثوان. وقد لفتت هذه الميزة انتباه هيئة تنظيم المعلومات في المملكة المتحدة، التي تطالب شركة مايكروسوفت بالكشف عن المزيد بشأن أمان المنتج الذي سيتم إطلاقه قريبا في “كوبايلوت بلس” (+Copilot).
وعلى صعيد مواز، تزداد المخاوف من “شات جي بي تي”، الذي أظهر قدرات أخذ لقطات الشاشة في تطبيقه الجديد الذي سيتم إطلاقه على نظام “ماك أو إس” (macOS)، الذي يقول خبراء الخصوصية إنه قد يؤدي إلى التقاط بيانات حساسة.
ومن هذا المنطلق، قام مجلس النواب الأميركي بحظر استخدام كوبايلوت بين الموظفين، بعد أن عدّه مكتب الأمن السيبراني خطرا على المستخدمين بسبب “تهديد تسريب بيانات مجلس النواب إلى خدمات سحابية غير معتمدة من المجلس”.
تسريب البيانات
المخاوف تتمحور حول أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تُستخدم لمراقبة الموظفين (شترستوك)
وفي الوقت نفسه، حذرت شركة تحليل السوق غارتنر من أن استخدام كوبايلوت في “مايكروسوفت أوفيس 365” يكشف عن المخاطر المتعلقة بتسريب البيانات والمحتوى الحساس داخليا وخارجيا. والشهر الماضي، اضطرت غوغل إلى إجراء تعديلات على ميزتها الجديدة في البحث “إيه آي أوفرفيوز” (AI Overviews)، بعد انتشار لقطات شاشة لإجابات مريبة ومضللة على الاستفسارات.
وبالنسبة لأولئك الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل، فإن أحد أكبر التحديات هو خطر تعريض البيانات الحساسة للكشف عن غير قصد.
مراقبة الموظفين
وفي هذا الصدد، يقول كامدن وولفن، رئيس مجموعة الذكاء الاصطناعي في شركة “جي آر سي إنترناشونال غروب” لإدارة المخاطر، إن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي هي في الأساس “إسفنجات كبيرة”، تمتص كميات هائلة من المعلومات من الإنترنت لتدريب نماذج اللغة الخاصة بها.
اقرأ أيضا| تطلقها ميتا في هذا الموعد.. مواصفات نظارة «بافن» للواقع الافتراضي
تتمحور المخاوف حول أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تُستخدم لمراقبة الموظفين، مما قد ينتهك خصوصيتهم. وتُشير ميزة ريكول من مايكروسوفت إلى أن “لقطاتك الخاصة تبقى محصورة في حاسوبك” و”أنت دائما تتحكم في الخصوصية التي يمكنك الوثوق بها”.
ومع ذلك، يقول ستيف إلكوك، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة إليمنت سويت للبرمجيات، “لا يبدو أن هناك وقتا طويلا قبل أن نتمكن من استخدام هذه التكنولوجيا لمراقبة الموظفين”.
ديناميكيات مكان العمل
من جهته، يشدد مايكل بوش، الرئيس التنفيذي لشركة “غريت بليس تو وورك” وهي هيئة عالمية مختصة بثقافة العمل، على الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في ربط الموظفين والمنظمات معا. ويقول إن الثقة أكبر من كونها مفهوما مجردا، فهي ضرورية لبيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير والاستماع.
ويضيف بوش: “إذا كان بإمكاني خلق خلفية للعالم في الوقت الحالي، سأكتب كلمة الثقة بأكبر حجم ممكن. هذا هو محور النقاش حول الذكاء الاصطناعي وديناميكيات مكان العمل. يجب على الموظفين أن يفهموا كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على سير عملهم ليتمكنوا من تبني إمكانياته بالكامل، ويجب أن تمتد ثقافة الثقة هذه إلى بناء الموثوقية في أنظمة الذكاء الاصطناعي”.