هل لدى بوتين ما يكفي من القوات لهزيمة أوكرانيا وحماية روسيا؟
لقد كشف هذا الاحتلال الأوكراني غير المسبوق للأراضي الروسية عن محدودية الآلة العسكرية الروسية. في حين أن كثيرين ما زالوا ينظرون إلى الجيش الروسي كقوة لا يمكن وقفها مع إمدادات لا حدود لها تقريبا من العديد والمعدات
يستمر توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية للشهر الثالث على التوالي، وليس هناك ثمة مؤشرات إلى أن هذا الغزو سينتهي في المستقبل المنظور. وعلى الرغم من سلسلة الهجمات المضادة الروسية منذ بدء التوغل الاوكراني في 6 آب / أغسطس، تواصل أوكرانيا السيطرة على مساحة تبلغ حوالي ألف كيلومتر مربع في منطقة كورسك.
لقد كشف هذا الاحتلال الأوكراني غير المسبوق للأراضي الروسية عن محدودية الآلة العسكرية الروسية. في حين أن كثيرين ما زالوا ينظرون إلى الجيش الروسي كقوة لا يمكن وقفها مع إمدادات لا حدود لها تقريبا من العديد والمعدات، أصبح من الواضح بشكل متزايد الان أن محاولة بوتين لغزو أوكرانيا أدت في الواقع إلى إجهاد خطير لجيشه وعدم قدرته على الدفاع الفعال عن روسيا.
كان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يأمل في البداية أنه بغزو أراض روسية، سيكون قادرا على الضغط على بوتين لنقل القوات من أوكرانيا إلى الخطوط الخلفية. إلا أن هذا لم يحدث حتى الان. وبدلا من اعادة التموضع، يواصل الجيش الروسي التقدم بثبات في شرق أوكرانيا، مستولياً على عدد من البلدات والقرى منذ بدء التوغل الأوكراني عبر الحدود. في الوقت نفسه، فحقيقة أن بوتين فرض عليه الاختيار بين غزو أوكرانيا وبين الدفاع عن روسيا، معضلة في حد ذاتها تكشف عن مواضع الوهن.
اقرأ أيضًا.. روسيا.. والانتخابات الأمريكية
الصعوبات التي تواجهها روسية في منطقة كورسك هي دليل آخر على أن موسكو تعاني من نقص متزايد في القوى الفاعلة. في الأشهر الأخيرة، ورد أن الجيش الروسي أجبر على زيادة المكافآت المقدمة للمجندين بشكل كبير. وفقا لوكالة الأنباء الاستقصائية الروسية “فيرستكا”، فإن أولئك الذين يوافقون على القتال في أوكرانيا الآن غالبا ما يعانون من حالة صحية سيئة للغاية، وزاد متوسط عمر المتطوعين من أربعين عاما في بداية الغزو إلى حوالي خمسين عاما.
ومن العلامات الأخرى التي تشير إلى أن بوتين يضطر إلى البحث في قاع البرميل لرفد صفوف جيشه المتضائلة، التقارير الأخيرة التي تفيد بأن البحارة من حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأدميرال كوزنتسوف قد تم تحويلهم من الخدمة البحرية وإرسالهم إلى أوكرانيا كمشاة. كما أن روسيا بصدد اعتماد تشريع جديد يسمح للمتهمين والمدانين بجرائم جنائية بتوقيع عقود عسكرية وتجنب الملاحقة القضائية. لقد تم بالفعل إطلاق سراح عشرات الآلاف من السجناء الروس من السجون للقتال في أوكرانيا.
في هذه الأثناء ، عندما عبرت القوات الأوكرانية الحدود إلى منطقة كورسك في أوائل آب / أغسطس، إتضح أن معظم الدفاعات الروسية في المنطقة الحدودية كان يديرها مجندو الخدمة الإلزامية الشباب، الذي سرعان ما استسلموا بأعداد كبيرة للعدو. سمح ذلك لأوكرانيا بتجديد مخزون التبادل الخاص بها وإجراء عدد من عمليات تبادل الأسرى مع روسيا، كما تسبب في قلق كبير في المجتمع الروسي. فهل سيجبر ذلك موسكو على خفض سقف مفاوضات السلام مع كييف؟